أخبار البلد - قاوم بكامل جسده سابقاً، إلى أن فقد نصفه، لم يلتفت إليه أحد سوى إعلاميين يرون خلف ملامحه قصة يجب أن تُروى.
إبراهيم أبو ثريا .. هز استشهاده - خلال مشاركته في مظاهرات شرقي غزة ضد قرار ترامب - العالم بأسره، ليخرج أكثر من إعلامي يُذَكِّر العالم بأنه كان موجوداً قبل أن تروه أخيراً، كان هنا يُقاوم ليحصل على قوت يومه بنصف جسد وإرادة كاملة، كان هنا يُصارع الحياة، ولم تعلموا حتى كيف فقد قدميه؟ لا تعلموا سوى أنه فقدهما عندما تعرض لقصف مروحي إسرائيلي عام 2008 شرقي مخيم البريج وسط غزة.
ملابسات إصابته أول مرة كشفتها الإعلامية اللبنانية غدي فرانسيس، في مقابلة عابرة عفوية جداً مع أبو ثريا، كان يبيع خلالها السكاكر والحلويات، حين سألته كيف فقدت قدميك؟
أجاب أبو ثريا أنه لا ينتمي لأي تنظيم، ولكنه رافق بعض أصدقائه الذين ينتمون لأحد التنظيمات لأنه يتمنى فقط أن يُرابط في سبيل وطنه، استشهد أصدقاؤه السبعة وبقي نصفه الذي لم يلتفت إليه أحد كونه لا يتبع أي فصيل يتبناه مادياً ومعنوياً.
وفاجأ أبو ثريا الإعلامية اللبنانية بجوابه عن سؤالها "ما رأيك في آخر حرب؟" ليقول: "كان مُنى عيني إني أرابط عالجبهة بس الحمد لله".
إجابته تلك التي كانت قبل 4 سنوات من استشهاده برصاص إسرائيلي أصاب رأسه مباشرة، لم تمنعه من المشاركة في أي مُظاهرة ضد إسرائيل، وآخر ما فعله كمُواطن فلسطيني لا يتبع أي تنظيم هو أن يرفع العلم الفلسطيني أمام السياج الفاصل بين غزة والاحتلال، لإيصال رسالته "الأرض أرضنا وسنتحداكم".