بداية تربطني بالفريق الركن عبدالهادي المجالي علاقة قديمة منذ كان قائدا لسلاح الهندسة الملكي واستمرت هذه العلاقة الى ان كنت مستشارا قانونيا له في مجلس النواب الاردني، انها علاقة نصف قرن من الزمان لم اسجل على الرجل خطأ طيلة هذه المدة والرجل اليوم يرقد على سرير الشفاء في بلاد الغربة تحت رحمة الباري يعزز رقوده على سرير الشفاء دعوات المساكين والمحتاجين والطلاب الذين لم يبخل عليهم عبدالهادي ذات يوم بماله او جهده.
وبهذه المناسبة استذكر قصة قبل عام حين كنت انتظر عند سكرتيرته نجوى لاقابل الرجل الكبير عندما ينفض اجتماعه مع طلاب الحاجات، في هذه الاثناء دخل رجل مسن وسأل نجوى عن راتبه الشهري من عبدالهادي اسوة باخيه فاجابته السكرتيرة بأن راتب الباشا قد وزع بالكامل هذا الشهر على من هم بالجدول الذي امامها وصرخ الرجل بوجهها حيث خرج ابو سهل يستفسر عن الامر لتقول له نجوى اسمه ليس بالقائمة هذا الشهر وما كان من ابو سهل الا ان قال لسكرتيرته (الرجل جاء من قريته البعيدة لماذا لم تخبريني) فمد ابو سهل يده لجيبه واعطى الرجل استحقاقه الانساني.
ويغادر الرجل وانا اسمعه يقول (اقل عطاياك يا باشا واللقم بتسد النقم).
هذا ابو سهل اسمه عند الكركين المحيط الهادي وعند الشماليين رجل الكلمة والموقف.
ولا استطيع ان اكمل مقالتي لتعلقي بانسانية هذا الرجل الشهم الذي ما عرف الا الانتماء للاردن والولاء للهاشميين والامل بالله ان تعود لنا سالما ايها الرجل العظيم لأن وطنك بحاجتك هذه الايام والطلاب وابناء السبيل بانتظارك يا ابا سهل مستذكرين
قول شاعرنا العربي:
سيذكرني قومي اذا جد جدهم وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
الف سلامة لك وعليك ايها الحبيب وان غدا لناظره بعودتك الميمونة قريب .
فيصل البطاينه يكتب :عبدالهادي المحيط الهادي

أخبار البلد -