اخبار البلد_أكد المواطن زيدان أبو محفوظ أن مرتبات من الأمن الوقائي اعتقلته عقب مشاركته في مسيرة المطالبة بـ»إلغاء محكمة أمن الدولة» أمس.
وفي الجهة المقابلة، أكد الناطق الإعلامي للأمن العام المقدم محمد الخطيب لـ»السبيل» أن أبو محفوظ اعتقل قبل المسيرة بساعة للاشتباه في المواد التي كان يحملها في مركبته.
ويروي أبو محفوظ (56عاما) لـ»السبيل» القصة الكاملة لاعتقاله، فوفقا لقوله بعد أن انتهت مسيرة المطالبة بـ»إلغاء محاكم أمن الدولة»، التي نظمتها قوى سياسية والحركة الإسلامية، ومشاركته بها قفل أبو محفوظ عائدا إلى مركبته (باص كيا) التي أوقفها أمام مسجد الأمير حمزة، قبل موعد صلاة الظهر لأداء صلاة الجمعة.
وفي لحظة استقلاله المركبة، داهمه شخصان عرّفا على نفسيهما بأنهما من مرتبات الأمن الوقائي، وطلبا رخصة القيادة، وأعلماه أنه مطلوب بالاسم، وعلى اسمه توصية باعتقاله، بحسب روايته.
وقال استغربت مما يقوله الرجلان، إلا أنني امتثلت لطلبهما، ثم استقلا سيارتي، ومضينا ثلاثتنا صوب مركز أمن ماركا بسيارتي. وتابع: «في الطريق إلى المركز اشتد حديث الضابطين علي، ووجهوا لي أسئلة شديدة اللهجة وكان منها (شو جابك على المسيرة، مش عاجبك محاكم أمن الدولة؟ إلي مش عاجبه هي اليهود ينزل عليهم، مش عاجبك اطلع من البلد، محاكم أمن الدولة بدنياها باقية).
ويضيف أبو محفوظ: «ما أن وصلنا إلى مركز أمن ماركا، حتى تم فتح محضر للتحقيق، ووجهوا أسئلة له عن سبب مشاركتي في المسيرة، والمواد الكيماوية التي أحملها في مركبتي، ويذكر أن أحد المرتبات الموجوين في المركز قال على مسمعه: «إلي مش عاجبه المحاكم العسكرية بنعرف كيف نشتغل معه».
وأكد أبو محفوظ أنه أقر بمشاركته في المسيرة، وقال للمحقق إنها مسيرة مرخصة، وهو كمواطن من حقه المشاركة في الفعاليات التي يرغب بها. وعن المواد الكيماوية التي يحملها في مركبته أفاد للمحققين أنه يعمل بائعا متجولا يبيع مواد النظافة، وقد حضرته صلاة الظهر وهو بالقرب من المسجد، بعد أن أنهى توزيع بعض الطلبيات على المحال القريبة، فنزل للصلاة.
ووفقا لقوله، فإنه تلقى في بداية الاعتقال معاملة خشنة، وكلاما زاجرا من مرتبات المركز الأمني، ولوما شديدا على مشاركته في المسيرة. وكان ذلك بخلاف الدقائق الأخيرة من اعتقاله، حيث عرضوا عليه مشروبا غازيا، وماء باردا، وأجلسوه على (كنب) مريح، واختلفت صيغة الحديث معه تماما، بحسب روايته.
وأفاد أن تحركات أقرباء له ومعارف بعد أن أعلمهم لدى وصول المركز الأمني بحادثة الاعتقال، أدت إلى تغير واضح في لهجة وسلوك مرتبات مركز أمن ماركا معه. وأشار إلى أن مرتبات المركز قاموا بتوقيعه على ورقة تؤكد أنه يعمل بائعا متجولا في مواد التنظيف، ثم أطلقوا سراحه.
«السبيل» اتصلت بالناطق الإعلامي للأمن العام المقدم محمد الخطيب.
ونفى بدوره أن يكون الاعتقال على خلفية مشاركته في المسيرة، وأكد أن الاعتقال كان قبل موعد بدء المسيرة بساعة، حيث اشتبه مرتبات من الأمن العام المتواجدين في المكان بهذا الشخص، ومما زاد الريبة في نفوسهم حوله ووجود مواد كيماوية في مركبته.
ووفقا للخطيب، فإن مرتبات الأمن العام قاموا بالتحفظ عليه طيلة المدة التي استغرقتها المسيرة، ثم تم إخلاء سبيله، وأضاف أن ما قام به أفراد الأمن العام أمر صحيح، لأننا لا نعلم أهدافه مسبقا من وضع مواد كيماوية في مركبته، وتم التحفظ عليه لضمان سلامة منظمي المسيرة.
وانتقد ما قام به حزب جبهة العمل الإسلامي من «استغلال» الحادثة والاتصال بجهات إعلامية لإثارة القضية، مؤكدا أن الاعتقال لا علاقة له بالمسيرة، وأن المعتقل لم تنله أي مضايقات.
اعتقال مواطن شارك بمسيرة "أمن الدولة"
أخبار البلد -