ك
كلمة الصحافي حسن سعيد صفير في عرس الشهيد قيس ابو الهيجا :ليس غريبا أن ينفجر الدم الفلسطيني بركانا وصخبا في ارض الجولان المحتلة .. وليس غريبا ان نرى شهيدا فلسطينيا جديدا قاوم بصدره ويديه الكيان الغاصب .. فقيسٌ هذا الفتى النبيل وهذا الشبل الشريف الذي ضحى بروحه ودمائه وترك طفلته وزوجته وأهله لينال الشهادة العطرة في ارض عربيه اغتصبها المحتل كما اغتصب أراض غيرها
لقد ركب هذا الشبل بشجاعة الأسد وقفز فوق جيب صهيوني ليخلع نجمة داوود والعلم الغاصب ليضع بدل منه علما فلسطينيا .. هذه هي الشجاعة وهذه هي البطولة التي تجسدت شهادة وعرس وشهيدا ووطن وعزة وكرامة.
نعم قيس ذهب في رحلة عاديه لكن كرامته وعروبته ودينه ووطنيته وحبه للشهادة حركت عنده مشاعر الغضب في الوقت الذي ينام به العرب نومة اهل الكهف فتحرك وثار نيابة عنا ونيابة عن السوريين المشغولين بالأصلاح والمسيرات والعنف .. فالأصلاح عند قيس يبدأ من يوم النكبة من يوم الاغتصاب ولسان حاله يقول لن تمروا ولن تهنأوا ولن ترتاحوا إلا على دمي .. نعم لم يعود فالعودة عنده تبدأ من الارض والعرض ومن الجولان الحبيبة التي يعتبرها لا تقل شأنا عن القدس ولا تختلف عن اي مدينه فلسطينيه اخرى .. فلم يعد الا والشهادة معه التي رفعت رؤسنا في السماء العالية التي حلقت بالزرقاء التي كان ينظر من خلالها الى السماء الى العطاء الى الهواء والماء فتفجرت الروح بالرصاص والدماء وقال بالجسد والروح نبني ارض الكبرياء.
قيس ترك لنا طفلته الصغيرة بعمر الورود والياسمين لكن وانا انظر في عينيها اجد ان هي ومثيلاتها من ابناء الشهداء هم الشرفاء وهم عنوان الكبرياء لأنهم سيحملون اسم الشهداء واسم الشهيد قيس والشهادة الحقيقة..
ترك اما وابا فاضل علمنا جميعا الحروف الأولى لكن لم نكن نعلم ان التعليم الحقيقي يبدا بالتطهير بالروح والدم وبكل شي .. علمنا والده ان الجنة تتطلب العزة .. والعزة تحتاج الى كرامه .. فكان قيس اول من تعلم وعلم ..أول من درس وليتنا نتعلم الدرس ..
نعم ما اروع الجولان وما اروع سوريا وما اروع مقبرة الشهداء في مخيم اليرموك وهي تحتضن تراب الشهيد الممزوج برائحة المخيم .. مخيم الزرقاء, مخيم العوده, مخيم الشرف, ومخيم الشهداء الذين يثبتون للعالم اجمع ان الكرامة الحقيقيه مزروعة في هذا المخيم الذي ودع قوافل الشهداء ووزع دمهم على كل البلاد العربيه .. نم مرتاحا يا قيس فانت الحي الوحيد ونحن الاموات .. روحك تحلق الان فوقنا فالنصفق لها ولنبكي على انفسنا .
لكن الان اقول وانا انظر في عيني طفلته امامي ان الدنيا خسرتك لكن الله ورسوله والجنة كسبوك شهيدا تفوح منك رائحة ابا قيس وام قيس والمخيم اجمع
فطوبا للشهداء الذين مع الانبياء محشورين وطوبا لفلسطين العربية التي قدمت وتقدم كل يوم شهداء يعرفون ان النكبه لا بد ان تتحول الى عوده وما اجمل العوده التي اراها بعيني ابي قيس وطفلة قيس
"لمار" لا تبكي ولا تحزني فلنبكي نحن ولنصفق لروح الشهيد التي تحف هذا المكان الذي انجب قيس وسينجب الف قيس...
هؤلاء الألف ومثلهم آلاف وملايين ينتظرون الوقت المناسب للثأر للكرامة ورد الاعتبار للارض والعرض وللانسان التي شردته آلة القمع وجيش الاغتصاب الذي ارتكب المجازر وما زال يرتكبها منذ النكبات والنكسات التي عشناها معه ومع من يقف وراءه ..
في هذا اليوم فلتتوحد الصفوف وتتكاتف الجهود ولتتعاظم القدرات والامكانيات ولتتوحد التيارات والجبهات في صف واحد لمسح اثار النكبة التي شردتنا وفرقتنا وشرذمتنا موزعين على الحدود وفي الجبال وفي الخيم في كل اصقاع العالم ومدنها التي استقبلت واستضافت المنكوبين المساكين المدنيين من جلدتنا .. في هذا اليوم وبأصواتكم وعيونكم وتضحياتكم ودمائكم سنقلب النكبة الى استقلال وحرية منشودة ستتيح الفرصة لكل ابنائنا ورفات شهدائنا بالعودة الى الارض التي حرمنا منها بعد امتلأت بالغرباء والفلاشا وقطاع الطرق ومصاصي الدماء ..
سنعود يا قيس .. سنعود يا لمار على هدى التحرير وسنرفع معا اعلام فلسطين على مساجد القدس الشريف .. سنصلي ونكبر ونهتف للشهداء وللارض ولفلسطين التي لن نقبل بديلا عنها الجنة .. سنقول للنكبة لقد طويت صفحتك وتلاشت وانتهت الى غير رجعة ..ستسمع الارض دقات القلوب وضربات ارجل الشجعان وهم يعودون مرفوعي الرأس يلوحون بأشارة النصر واعلام الوحدة العربية ترفرف في السماء فهذه الارض ستبقى عربية وستطرد المحتل الغاصب وتلعنه بعد ان تدمره وتنتقم لكل شهدائنا الذين اناروا واضاءوا بدمائهم دروب الحرية والاستقلال والشرف ..
نعم جميعنا هنا قلوبهم معلقة وعيونهم متألقة وهم يقولون ان نكبتنا ستذهب ونكستنا ستكون عنوان نصرنا المؤزر الكاسح بما يضمن عودة القدس وحيفا ويافا والرملة والجليل وكل شبر الى هذه الارض التي احتضنت الانبياء ومعراج الاسراء ومسك الشهداء وروح السماء .. فالشعب الفلسطيني الحر ومعه كل شعوب العالم سيبقون وقودا وقنابل تفجر من يعترض طريقها .. فشعبنا مشروع شهيد ولن يتراخى ابدا عن مطلبه لانه يحمل ميراث الراية وقوافل الشهداء الى كل الارض التي ستتكلم عربي بلغة واحدة من المحيط الى الخليج فهذه الارض التي انجبت قيس وقبلت شهادته واحتضنت دمائه هي ذات الارض التي ستنجب مليون قيس في كل البلاد العربية
حسن سعيد صفيرة
لقراء ومشاهدة حفل عرس الشهيد اضغط هنا