خبار البلد - عمر شاهين – في زمن قل فيه الشهداء وكثر العملاء، وندر المندفعين نحو التحرير ، وانتشر المحبطين والنائمين ،كان الشاب قيس أبو الهيجا، يتجه نحو فلسطين بجسده الطاهر ليسجيه فوق أرضها بعد أن نادته بترابها وهوائها ومائها ...
ولائنا في زمن قل أن نسمع به اسم الشهيد وصار هذا اللقب تاريخي ونادر الحدوث، فقد شكل عرس الشهيد قيس في مسقط رأسه مزيح تفاؤل لعودة زمن الشهداء الذي يقلقون راحة إسرائيل ويخبرونها بأنهم عائدون لا محالة .. فقد تفاعل أهل الزرقاء مع هذه الاحتفائية التي تنقل دموع العيون من السقوط حزنا إلى الفرح وأمه تتذكر كلمات لطالما سمعتها :"زغردي ولا تبكي يا أم الشهيد" ... زغاريد الشهادة جرح في صدر أي ام مهما علت ومهما اعتلت لكنه قلب الأم المودع لفلذة قلبها، وسرعان ما يتذكر والده وأمه أن ابنهم لم يغادرهم ويتركهم وحيدا بل هو حي عند ربه ينتظرهم ليكون شفيعا ولأربعين من أقاربهم.
الحفل احتوى على عدة كلمات وقصيدة وكان الذين ينتظرون دور الحديث أكثر بكثير ممن وقفوا على منصة الشهيد ولكنه الوقت الذي يعاجلنا دوما، فيكون الصمت أطول من الكلام ... ويبقى الحدث حزنا والحزن أملا وحياة ستنتهي وشتان بين عمر فان ينتهي على فرشة أو دهسا بسيارة وبين عمر يقضى في ختم الشهادة.
الحفل تم بتنظيم من ملتقى شباب العودة وأعلن انه عرس الشهيد قيس أبو الهيجا وليس تابينا والمكان في صف 9 مخيم الزرقاء – العودة – وبحضور جماهيري من جميع مناطق المملكة ومن فلسطين المحتلة.
بدأت الكلمات بالسلام الملكي ومن ثم القران الكريم ونشيد موطني بحناجر الحاضرين وهم واقفون.
أولى الكلمات كانت باسم احد شباب مخيم العودة عماد أبو غنيم والذي استحضر دور المخيمات في تاريخ النضالي الفلسطيني ودور الشهداء ورفض أن تكون المخيمات يوما مكانا لتوطين .
وجلس والد الشهد وهو تربوي ومناضل وشخصية معروفة على اليمين بوقار والد الشهيد الصابر المحتسب عندالله فيما كانت والدة الشهيد تجلس وسط النساء على اليسار وعينها تحمل دمعة الام التي فقدت ابنها ولكن فخر الشهادة غطى على حزنها الذي ظهر بوضوح ولكنه ثمن التحرير والعودة الذي يؤمن به كل مسلم ويعرف ثمنه الغالي ...
ومن ثم تحدث الأستاذ التربوي احمد نجم وهو احد معلمي الشهيد قيس وصديق والده منذ أربعين عاما، ومع بداية الكلمة فأجا احمد نجحم وهو تربوي يعرف لمعظم الطلاب الذي درسوا في مدارس الوكالة، الحضور بمطالبته من رئيس لجنة تحسين المخيم بأن يطلق على شارع صف 9 شارع الشهيد قيس أبو الهيجا وعلى شوارع المخيم مدن وقى وشهداء فلسطين، مؤكدا أن الجماهير أصبحت قوى مادية لا تقهر في اجتياز الحدود وأنها السلاح الاستراتيجي القادم، طالبا أن تترك بين الجماهير والحدود مؤكدا على تلاحم الجماهير في حق العودة ورفض التوطين، ورد الهجمة الصهيونية الأمريكية التقليدية على الشرق الأوسط، مبينا إن مخيم العودة يحمل نكسة القضية بتجلياتها ويجب أن تظل المخيمات ذكرى للنكسة وليس مكانا للتوطين .
و تحدث الأستاذ رسمي الجابري عن كيفية مواجهة التجزئة التي تسعى لها إسرائيل ومن يتبعها من الحكومات "القطرية" في تهاونها ومع إسرائيل في مقابل تشددها مع الفلسطينيين وأن وهم السلطة وما تسعاه من السلام لن يأتي بجديد،بعد فشل اقترب من العشرين عام تقلصت به سلطة السلطة وتوسعت به المستعمرات، وأدان الجابري اتفاقيات الذل والعار ،من اوسلو إلى كامب ديفيد مؤكدا على أن ربيع الثورات قادم لا محالة.
وتحدث عبدالله بادي من قبائل بني صخر عن الدور العربي للقضية ورفض فلسلطنة فلسطين وأنها قضية واحدة تتخطى تجاوزات المصالح القطرية .
وقرأ الشاعر يوسف أو حميد قصيدة مهداة إلى رح الشهيد ورفاقه نموت واقفين ولن نركع "
وقال الصحافي حسن سعيد صفيرة في كلمة نارية أشعلت الجالسين وألهبت حسهم الوطني وذكرتهم في لحظات الثورة التي اشعلت الانتفاضة الاولى والثانية وادمعت عين والد الشهيد : ليس غريبا أن ينفجر الدم الفلسطيني بركانا وصخبا في ارض الجولان المحتلة .. وليس غريبا ان نرى شهيدا فلسطينيا جديدا قاوم بصدره ويديه الكيان الغاصب .. فقيسٌ هذا الفتى النبيل وهذا الشبل الشريف الذي ضحى بروحه ودمائه وترك طفلته وزوجته وأهله لينال الشهادة العطرة في ارض عربيه اغتصبها المحتل كما اغتصب أراض غيرها .
والقى الشيخ وفيق النداف كلمة أشاد بها بدور المجاهدين التاريخي في تغير مسار الأمة وتحويلهم من ارض محتلة الى شعب يغزوا الأمم الأخرى.
وهاجم النداف العملاء الذي يتآمرون على فلسطين وهي قضيتهم ، ويضيعون أمال الأمة لمصالح قضية.وذكر الشيخ ابو فادي بان الين هو النصر الحقيقي للامة وبدونه لن تنتصر على أي عدوا فالله سبحانه وتعالى نصر الصحابة على الروم والرفس بدينهم وليس بعدتهم.
وحضر عرس الشهيد المناضل منصور مراد الذي هاجم تخاذل الأنظمة العربية وتردي وضعها الاقتصادي وتحدث المفكر الدكتور سفيان التل عن تاريخ المناضلين مذكرا انه الشهيد قيس استشهد في غربته القصيرة.
ورفض التل وجود أي قسمة بين الشعب الأردني معترضا على صناعة سياسية لسايكس بيكو.
وأنهى النائب عبد الكريم أبو الهيجا الاحتفال بكلمة عن عشيرة الشهيد شكر فيها الحضور وكل من شارك بمشاعره او دعائه وقال انه والنائب محمد الحجوج وقعوا
ورقة ليكون فيها الشهيد قيس ابو الهيجا شهيد الوطن في الأردن ويسجل رسميا