حاورته من أخبار البلد – سوسن الحشــاش
مذيع شاب،عصامي،مثير للجدل بسبب أسلوب محاورته
المميز، صنع نفسه بنفسه ،حتى صار إعلامياُ فذاً من الإعلاميين الذين يُشار لهم
بالبنان على مستوى عربي و محليّ ،صُنف برنامجه "أخبار و حوار" كأفضل
برامج التلفزيون الأردني،والذي حصل مؤخراًعلى أعلى نسب مشاهدة عبر
شاشة التلفزيون الأردني وشهد نمواً سريعا بالشهرين الأخيرين على منصات التواصل
الإجتماعي وبشكل ملحوظ .
صدام راتب المجالي من مواليد 22-9-1983 في مدينة معان جنوب الأردن نشأ في بيت
أردني أصيل تحكمه القوانين والأخلاق ، وهو ابن عائلة سياسية أردنية انحدرت منها
شخصيات عسكرية وسياسية شغلت مناصب حساسة في الأردن ، درس إدارة الإعمال- كلية
الاقتصاد . إعلامي بارز ومميز في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردنية ،الصدفة
المحمودة جمعته بالإذاعة واكتشف لو انه عمل في أي مجال آخر غير الإعلام لم يكن
يقدم لعمله مثل ما قدم في مجاله الإعلامي ..
وفي لقاء خاص له مع أخبار البلد حدثنا عن مشواره المميز والذي ما زال يسير به في عالم الإذاعة والتلفزيون والبرامج المميزة .
صدام المجالي وبطاقته التعريفية،قال " أهتم جدا في البداية بان أقدم نفسي بصدام راتب المجالي احتراما لإسمي وعائلتي ،عمري 32 سنة أعزب وحاصل علىبكالوريسإدارة أعمال ، ثانيا انا موظف في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردنية بدأت عملي في 2009 بالإذاعة الأردنية قدمت مجموعة من البرامج وقرأت مجموعة من المواجز والنشرات الإخبارية ، في البداية بدأت أقدم مجموعة من البرامج المنوعة والتقارير الاقتصادية وثم قدمت برامج معنية بتنمية الذات وفعلا بدأنا ننجح بهذه البرامج تنمية الذات و تحسين تطوير النفس والإقناع و نقل التجارب العالمية و تحفيز الشباب فيها ، وبدأت في هذه المرحلة تقريبا بعام 2010 وفي حقيقة الأمر فقد وجدت طريقي نحو البرامج الحوارية البرامج التي فيها تنمية للذات ومحفزة على النهضة بعيدا عن إن كان سياسي او كان اقتصادي ، استمريت مقدم برامج بالإذاعة الأردنية ومؤخرا قبل سنتين تقريبا في عام 2015 بدات أقدم برنامجي التلفزيوني "أخبار وحوار ".
عن دخوله عالم الإعلام قال المجالي: دخلت إلى مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردنية بعد إعلان عن توفر وظائف وأنا حاصل على درجة بكالوريس في إدارة الاعمال ،ظناً مني آنذاك بأنني ذاهب لأتوظف في المؤسسة بحكم انه في إعلان عن وظيفة باتجاه الدائرة المالية او باتجاه إدارة الموارد البشرية في المؤسسة وفعلا تقدمت ووصل الأمر إلى إني اجريت المقابلة مع مدير عام المؤسسة الذي كان في ذلك الوقت "جرير مرقة" ،فجرير مرقة إعلامي كبير ولديه خبرة واسعة ، فاستقبلني وجلست معه وبجهلي في ذلك الوقت كنت أظن أنها جلسة عادية ولكن وعلى ما يبدو فأن جرين مرقة و بقرارة نفسه كان يجري معي بطريقته الخاصة مقابلة عمل ،وبدأ يسألني أسئلة بعضاَ منها متعلق بأسئلة معلومات عامة وبعضاً منها مرتبطة ما مدى المعرفة السياسة أو الاقتصادية ، وخلال الحوار والنقاش سألني سؤالاً قائلاً لي:أين ترى نفسك ؟ فأجبته وربما كانت إجابة بديهة ويبدو بأنها كانت إجابة ذكية ، فقلت له أجد نفسي أين ما أنت تراني ، فابتسم وأجاب أنا إعلامي ولدي خبرة كبيرة وأنت صوتك جميل وحضورك جميل ويبدو انك مثقف، فأنت ستكون مذيعاً ؛لكن هذا الأمر يحتاج إلى تدريب وعليه إن رغبت أن تتوظف هنا أنا أراك ان تكون بالإذاعة الأردنية فالإذاعة هي مصنع للإعلام، وهو بحكمته وذكاءه قال لي توجه إلى الإذاعة وفعلا بدأت أتتدرب في الإذاعة الأردنية ولم أكن أتصور في يوم من الأيام وخاصة عندما دخلت تخصص إدارة الأعمال بأني سأدخل إلى عالم الإعلام ، لكنني من الأساس،محب للأدب واللغة العربية وأحب الشعر واكتبه بعض الأحيان ومطالع جيد ، وكانت هذه الظروف العامة مساندة لي لان أكون مذيع كما كنت مهتم بالشأن السياسي والاقتصادي ،و الصدفة المحمودة جمعتني بالإذاعة واكتشفت فيما بعد لو أني عملت بأي مجال أخر غير الإعلام لن أقدم لعملي مثل ما قدمت وأقدم في مجال الإعلام .
وأضاف المجالي بعد
عملي في المؤسسة، كان أول شيء مارسته قراءة المواجز و النشرات الأخبارية ، وأول
برنامج قمت بتقديمه برنامج " بانوراما " بفكرة جديدة بالإذاعة الأردنية
الأم ، بأن يخرج مذيع ومعه مذيعةوان يناقشوا ويتحاوروا ويطرحوا قضايا شبابية
ويتفاعلوا مع صفحات السوشيال ميديا على الهواء،مشيراً،أن هذا النوع من البرامج كان
موجوداً في الإذاعات الأخرى ، ولكنه في الإذاعة الأردنية الأم لم يكن موجودا في حينها ، فنحن كنا التجربة الأولى انا
وزميلة لي اسمها شروق حجازي حيث كان الهدف تقديم عمل شبابي خلافاً لما إعتاد
عليه الناس، من خلال الخروج عن النمط التقليدي قليلا رغم ان لغتنا
العربية كانت جيدة ولكن كان التوجه هو ان
الشباب يحتاج الى اللغة المحكية والتي تسمى اللغة البيضاء، فكانت هذه هي التجربة
الأولى .برنامج " بانورما " لمدة سنة و نصف تقريباً.
وأضاف ،بعد ذلك قدمت برنامج للشعر " مين يقول الزين "
برنامج ثقافي يبث عبر فترة مهمة جدا في الإذاعة وتسمى فترة مساء الخير من الساعة
9.30 الى 11 ليلا وهذا البرنامج استطعنا من خلاله استقطاب عدد كبير من الشعراء
العامودي والنبطي .
بعد بدأ الربيع العربي أدركت بلحظة بأني مخطئاً نوعاُ ما لأني ما زلت أقدم
برامج الشعر والمنوعات والعالم تغير والدماء هنا و هناك!ما إستدعاني للتفكير بأن
اختلف بطريقة تقديمي للبرامج من خلال
تقديم برنامج يحترم المشهد الملطخ بالدماء ،متجهاًحينها نحو البرامج
السياسية لأنه تأثير الواقع قد أثر في نفسي حول ما كان يحدث في المنطقة مثل تونس
ومصر وغيرها، وبدأت أقدم أنواع برامج معينة اذكر منها برنامج اسمه "الخطوة
الثالثة"وهي ما تعني بلغة البحث،الفرضية ؛فالخطوة الثالثة هي الفرضية،عن طريق
طرحقرار دولي مهم لشخصية مهمة في العالم ، ويتم الطلب من المستمعين ان يفترضوا بأنهم كانوا مكان هذه الشخصية ، فهل
فعلا سيتخذون نفس القرار الذي اتخذه ام أنهم سيتخذون قرارا بطريقة أخرى ،متناولينمواضيع كبيرة وكثيرة
، وكان هذا البرنامج ناجح جدا ، ولكن كان
عندي قناعة وإيمان كامل بأن البرنامج إذا وصلت به إلى مرحلة مميزة وشعرت انني قدمت كل شي فيه لا يجب إن أكمل به مهما كانت
الظروف حتى لو كانت نسبة استماعه او مشاهدته كبيرة جدا ، فأنا وصلت لمرحلة لن أقدم
الجديد وسأصبح مكررا لنفسي ، وكان
هذا سبب تنقلي بين برامج مختلفة .
و أشار المجالي، قائلاً ،بقيت في هذه البرامج وكانت تستهويني في هذه المرحلة لغاية
أن طلب مني أن أقدم برنامج "أخبار وحوار" إذاعيا وكان وقتها برنامج
إذاعي في الإذاعة الأردنية و سبقني بتقديمه الزميل رائد الحراسيس فقد قدمه في عام 2011
فأوجدت الإذاعة الأردنية هذا البرنامج
الذي كان سقفه مرتفع وكان مفتوح على كافة الصحفيين والإعلاميين حيث كان إي منهم
يستطيع ان يعلق على إي موضوع ويدلي برأيه ويعلق على الإخبار الموجودة.
وحول "أخبار و
حوار" فقد أوضح "المجالي"،أنه استمر بتقديمه لمدة سنتين ،مستضيفاً
من خلاله أغلب الصحفيين ومعظم رؤساء تحرير المواقع الإخبارية ، وكان هذا البرنامج
هو أول برامج إذاعي يتناول من خلاله أخبار المواقع الإخبارية والتعريف بها .
وأضاف المجالي أنه عبر البرنامج ذاته، فتح المجال لكل الزملاء الشبان بأن يُشاركوا
بالبرنامج ، مضيفاُ أنه تلقى إتصالاً من مدير عام مؤسسة الإذاعة والتلفزيون آن ذاك السيد
محمد الطراونة ، يخبرني بأن البرنامج جاء بأرقام ونسب مشاهدة جيدة وان البرنامج
أصبح واجهة الإذاعة الأردنية ، آخذاً رأئي بإن يُحوّل البرنامج إلى نسخة تلفزيونية
، في بداية الأمر كان لدي تحفظ لأن هذا البرنامج
هو واجهة الإذاعة ولا يمكن ايجاد نسخة تلفزيونية خاصة به،فتم الإتفاق حينها
بتقديمه بشكل جديد على غرار ما تقدمهBBCبأن يكون تلفزيونيا و يبث على الاذاعه و الانترنت بذات
الوقت،ولفت المجالي،أن فائدة العمل بالإذاعة
تكمن هنا ،فمن عمل بالاذاعة من المؤكد انه سيصبح لديه رصيد معرفي كافي للتقديم التلفزيوني.
ولفت ،إلى أن البرنامج مختلف وبسقف مرتفع نوعا ما ، يخرج فيه الصحفي بالصباح
عبر شاشة التلفزيون وينتقد رئيس الوزراء ، نعم انا اقدر ذلك ،لكن هناك ضوابط
مرتبطة بضوابط العمل الرسمي المقبولة والغير مقبولة مشيراً أنه غير مقبول الإساءة وغير
مقبول التجريح وغير مقبول اغتيال الشخصية إلا انه المهنية كانت تحتم علينا أن
نستقبل ضيفنا وان نحترم رأيه كيفما كان،لافتاُ لأحد أسبابنجاح هذا البرامج
هو إبداء وزير الدولة لشؤون الإعلام الدكتور محمد المومني ؛ واستعداده المشاركة بحلقة أسبوعية وهو إن نجعل أربعة أيام
للصحافة والمحللين والمسؤولين ويوم نهية
الأسبوع تحت عنوان "أنت تسأل
والحكومة تجيب " وان يطرح المشاهدون والمستمعون جميع أسئلتهم مباشرة على
الوزير وعلى المذيع نقل المتابعين، وكانت هذه إحدى نقاط نجاح للبرنامج أثمرت لاحقا ضمن
الإحصائيات تحقيق نسب مشاهدة عالية.
وأكد، المجالي ،أن من أصعب الشخصيات التي أحوارها على الصعيد المحلي هو وزير الدولة لشؤون الإعلام الدكتور محمد المومني،حيث أنه دقيق جدا وحريص باستخدام المصطلحات مشيراً أنه أكثر إعلامي أجري حوارات مع وزير الإعلام الأردني.
وعن ماذا يعني التلفزيون والإذاعة للمجالي فقد قال،أن التلفزيون نجومية ويعشق النجومية ؛لكنالإذاعة "مصنع" ،مضيفاً أن الإذاعة تُمثل له المصنع الذي يصقل الإنسان،مؤكداً أن العمل الإذاعي صعب، أصعب من العمل التلفزيوني .
وأضاف المجالي متحدثا
عن برنامجه والذي يقدمه عبر شاشة التلفزيون الأردني صباحاً ؛سيأتي الوقت آجلا أم
عاجلا وأخرج به من ثوب هذا البرنامج ، فبعد حين لا يجب أن أبقى في برنامج
"أخبار وحوار" لأني سأكرر نفسي
، كقصيدة "حمدة" التي يطلب دائما من شاعرها ان يقولها رغم ان لديه كم
كبير من القصائد غيرها ، وإن تم ذكر اسم الشاعر عمر الفرا يقولون صاحب قصيدة حمدة
، فانا لا أريد أن أصل لمرحلة ان يقولوا صدام المجالي مقدم برنامج أخبار وحوار ،
فانا مصر على أن أضع بصمتي واسمي على البرنامج .
يذكر بأن الزميل المجالي هو رئيس فريق البرنامج
الخدماتي الشهير والعريق (البث المباشر من عمان ) والذي يبث حاليا عبر أثير
إذاعة المملكة الأردنية الهاشمية والموجات العامله لها .
وعند سؤاله عن قدوته بالحياة وفي مجال عمله أجاب: ان قدوتي هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحب شخصية عمر بن عبد العزيز جدا مضيفاً أنه وفي الحياة العملية هناك أشخاص استأنس بآرأئهم ولهم تأثير كبير في حياتي وهم الأستاذ" جرير مرقة" هو الذي فتح لي الباب وأدخلني عالم الإعلام ، ومدير البرامج في الإذاعة والتلفزيون "حاتم الكسواني"وهذا الرجل إعطاني الكثير وأمن بي من اللحظات الأولى وهو أول شخص قال لي أنت محاور جيد وهو أول شخص قال لي أنت ستكون مذيع جيد لذلك ، ومؤخرا مدير الإذاعة "نصر عناني" هؤلاء الأشخاص لهم أهمية وتأثير كبير على حياتي العملية ، وأتمنى ان يبقوا دائما وان يوفقني الله دائما بأشخاص أمثالهم يقفون دائما معي .
ولدى سؤاله عن قاعدته الأساسية بالحياة أجاب: "أنا رجل مبدئي جدا بحياتي والمبادئ هي رأس مالي ولذلك لدي قاعدة عامة هي انه "لا يصح إلا الصحيح" بمعنى إني لا يمكن أن اتعاطى أي أمر إلا من خلال المنطق والدقة والصحة حتى لو علمت بأن الأمر سيكلفني الخسائر إلا انه لا يصح الا الصحيح ،
أم عن حكمته فالحياة قال :- ضاقت ولما استحكمت
حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج.
وفي النهاية تمنى المجالي لـ "أخبار البلد" وقُـراءه ،حياة سعيدة مليئة
بالتوفيق والمحبة والتقدير .