أخبار البلد – حوار سوسن الحشاش
هادئة .. بسيطة ورقيقة وصاحبة إطلالة مميزة، وأسلوب مختلف، وضعت هدفها نصب عينيها وطوعت قدراتها المتعددة لخدمته، أحبت الإعلام منذ نعومة أظافرها فمارسته أمام مرآتها وأمام الأهل وكادت أن تحترفه، بدأت مسيرتها صغيرة في عمر الرابعة عشر كوجه إعلاني تلفزيوني . لتنطلق من هذا العمر إلى عالم الإعلانات ليستقر المطاف بها معدة ومقدمة لبرامج اجتماعية هادفة بعيدة عن الابتذال والتكرار أثبتت من خلال عملهاانه بإمكانالمرأة أن تتفوق و أن تحرز مكانة عالية في مجتمعات تفرض الكثير من التحديات ... تجد في عائلتها كل الاستقرار والدفء والحنان... وتكره الغرور والعنصرية .
في منزلها الأنيق كان لنا بها لقاء ودود تحدثت به عن كل ما ميز مشوارها الطويل في عالمها الإعلاني والإعلامي ، وعن دورها كزوجة وأم ومالكة لشركة خاصة .
في البداية حديثنا عن رشا الغلايني منذ بدايتها إلى ما وصلت إليه اليوم ؟
- أنا رشا الغلايني مواليد 1983 تخصص إدارة إعمال ، في طفولتي كنت فتاة إعلانات من الدرجة الأولى فهوايتي الدائمة هي تقليد المذيعين ، كنت أقف كثيرا أمام المرأة وامثل دور المذيعة إلى أن لفت ذلك انتباه والدي الذي اخذ بيدي رغم اعتراض والدتي كونها إنسانة ملتزمة جدا وشجعني على خوض مسابقة لاختيار موديل لإحدى الكليبات الخاصة بالمطرب ماجد المهندس ، وفي الحقيقة الإنسان الذي قدمني لأول مرة بحياتي في هذا المجال بعد تشجيع والدي لي وله كل التقدير والمحبة هو المخرج حسين دعيبس الذي اختارني من بين أربعين موديل تقدموا لهذا الدور الذي ابتدأ مشواري منه .
بعد ذلك وفي عمر18 عاماً كنت موديل إعلانات شركة الفاست لينك (زين) حصيريا لمدة عشر سنوات كما عملت أيضا الوجه الإعلاني للملكية الأردنية و بنك الإسكان، إلى أن بدأت في الإعلام عام 2007 وبعدها انطلقت كمقدمة برامج في عدة قنوات .
من أين بدأتِ الانطلاق كمذيعة ؟
بدأت في قناة روتانا خليجية في أول برنامج لي "فارس الصحراء" حيث تدربت على اللغة الخليجية لمدة 3 شهور لأتمكن من تقديم البرنامج بطريقة جيدة وسليمة . بعد الانتهاء من هذا البرنامج انتقلت للعمل في قناة نورمينا بدأت كمديرة تسويق إلى ان اقترحت علي الزميلة والصديقة جيسي أبو فيصل على تقديم برنامج مشترك يعالج القضايا الاجتماعية .
بعد ذلك عرض علي الشاعر السعودي صالح الشادي خلال عملي بين شركتي والتلفزيون ان أقدم برنامج في أذاعته وقدمت برنامج حاكيني مع رشا الغلايني، بعدها بعامين وعندما تزوجت وحصل الحمل تركت العمل بالتلفزيون والإذاعة وتفرغت فقط لشركتي الخاصة ولأتفرغ للأمومة حلم كل امرأة والأمر الذي يحتاج الكثير من الرعاية والاهتمام .
عملتِ في قناة ANB ببرنامج استراحة الجمعة ماذا عن هذا البرنامج وهل ترك اثر في نفسك ؟
برنامج استراحة الجمعة اعتبر هذا البرنامج الذي كانت مدته ساعتين على الهواء مباشرة وقدمته لمدة 3 سنوات تقريبا من البرامج الرئيسية التي كانت سببا في ظهوري وانطلاقي وأحبه جدا فمن خلاله تميزت باستضافة أشهر الممثلين والشخصيات الأردنية والعربية ومن ضمن من استضفتهم في برنامجي الفنان الراحل نور الشريف والمرحوم الراحل الرائع ملحم بركات ومن الأردن استضفت نقيب الفنانين الفنان ساري الأسعد و النائبة وفاء بني مصطفى التي كانت متبنية قضية تعديل مادة 308 التي تنص على انه يحق للمغتصب ان يتزوج من ضحيته وكنت في حينها من المهتمين في محاربة تغير هذا القانون لذلك كان هذا اللقاء مؤثر جدا بي ومن أصعب من استضفتهم في هذا البرنامج هو زوجي المخرج محمود الدوايمة .
بالحديث عن زوجك المخرج محمود الدوايمة كيف تم اللقاء بينك وبينه ليتكلل هذا الزواج بطفلك الأول جاد ؟
كنت في بداية عملي على قناة ANB وكان هناك حدث يجب تصويره فخرجت معهم لحضور التصوير الخارجي للبرنامج واجتمع عدد من الفنانين والمخرجين الأردنيين هناك،وكان محمود يجلس بالقرب مني فعرفني عليه أصدقائي، لكنه استفزني بإحدى تصرفاته حينها وابتعدت عنه لكنه قام بالسؤال عني ومتابعتي منذ حينها، والتقينا بعدها في أكثر من حدث وتبادلنا أرقام الهاتف وبعدها أصبحت علاقتنا تأخذ منحى جدياً وخلال أشهر قليلة من معرفتنا انتهى الأمر بتقدمه إلى أهلي وارتباطنا حسب العادات والتقاليد وتكلل زواجنا بالحب والنجاح وقد أكرمنا الله بطفلنا الأول جاد .
خلال تقديمك لبرنامج استراحة الجمعة استضفت الفنان شاكر جابر وعمل بك مقلب على الهواء مباشرة هل لك أن تحديثنا عن هذا المقلب ؟
- كان يوم استضافتي للفنان شاكر جابر يوم جاهتي على محمود وكان شاكر من المدعوين ضمن الجاهه وخلال حديث معه على الهواء أوهمني بأنه جاءه تلفون خاص ورد عليه ليمثل بان من يتصل به هو محمود ويستعجله بالحضور من اجل الجاهه ، وقد قال لمحمود عروستك أمامي الآن وسأقول لها أن تنهي عمله سريعا لتتمكن من الوجود في الوقت المناسب في الجاهه وهكذا أعلن أمام المشاهدين جميعا عن خبر ارتباطي رسميا بمحمود وللان ما زال هذا المقلب متداول على اليويتوب وسعدت جدا بهذا المقلب من الصديق العزيز الفنان شاكر جابر .
الآن بعد غياب سنتين تقريبا عن التلفزيون والإذاعة هل هناك عودة من جديد لكِ ؟
نعم في بداية عام 2017 سيعرض برنامج من فكرتي وإعدادي وتقديمي بالتعاون مع المعد الرئيسي للبرنامج حمزة عبيدات على التلفزيون الأردني والبرنامج سيكون هو الأول من نوعه يعرض على شاشة التلفزيون الأردني مدته ساعتين فكرة البرنامج اجتماعي يخاطب المرأة والأسرة بشكل عام ويعتمد على العفوية في طرح المواضيع سيكون بعيد عن البرامج التقليدية وسيميزه الديكور الخاص والجديد بالنسبة للمشاهد وستكون هناك حرية للتنقل داخل الاستديو في خلال البرنامج مما يعطي الراحة والحرية للضيف ولنا والبرنامج سيعطي أشكال جديدة في طرح القضايا وعلاجها من خلالنا نحن و المشاهد والضيف دون اللجوء إلى المختصين .كما سيطرح بها قصص نجاح لنساء عملنا أنفسهم من أنفسهم ولا يظهرن بالنور سنحاول تسلط الضوء على هؤلاء النساء من خلال قصصهم وكيف عملوا من مأساتهم او أحزانهم قصص نجاح. وكما سيتم تقديم النصائح للام وكيفية التعامل مع أسرتها وخصوصا الأطفال ، كما سيكون هناك اهتمام خاص بالأطفال بعرض بعض النصائح لهم أيضا . بمعنى باستطاعة ان أقول بان هذا البرنامج سيكون نقلة نوعية وجديدة في عالم البرنامج المعروضة .
كيف جاءت مشاركتك هذه السنة في تقديم مهرجان كرامة لأفلام حقوق الإنسان في نسخته السابعة؟
اقترح علي المركز الثقافي الملكي ممثلاً بالمدير العام محمد أبو سماقة تقدمة المهرجان وقد قبلت بكل سرور وفخر ان أقدم هذا المهرجان الذي يختص بتقديم أفلام لحقوق الإنسان والتي تتمحور مواضيعه ضد كل إشكال الكراهية بما في ذلك العنصرية و التمييز و العنف و التطرف . وهي دعوة لنشر التسامح و السلام التعاطف و خلق وعي ايجابي بعيدا عن العنف. ومن خلاله التقيت مديرة المهرجان المخرجة الأردنية الرائعة سوسن دروزة والمخرج إيهاب الخطيب المدير الفني لمهرجان كرامة وسررت جدا بتعاوني ومعرفتي بهم جميعا ولهم جزيل الشكر لان منحوني فرصة ان أكون معهم .
تمتلكين شركة خاصة تدعي D-Vision For Marketing and Advertising هل لك أن تخبرينا عن مجالاتها وماذا يعني لك هذا المشروع ؟
خلال عملي في التلفزيون بدأ حلم امتلاك مشروعي الخاص يتملكني وكنت وقتها لا املك إلا 500 دينار وصممت بكل طموح وإصرار أن ابدأ مشروعي بهذا المبلغ القليل وفعلا بدأت وتطورت شيئا فشيئا إلى أن أصبح ع عمر الشركة 10 سنوات مختصة بتقديم الإعلانات الخاصة للتلفزيونات .
التحديات التي واجهتك بمسيرتك العملية ؟
من اكبر العقبات التي واجهتها من بداية حياتي هي عقبة الذكورية فالمجتمع ينظر دائما للمرأة على أنها جناح مكسور وأنها يجب أن تحاسب على كل عمل تقوم به فلغة العيب كانت تسيطر كثيرا علي كمذيعة فالكل كان ينظر أن المرأة عيب تخرج على التلفزيون فالمرأة تحاسب على كل شي مع انه المرأة مطلوب منها أن تغفر للرجل كل شي رغم كثرة أخطاءه ، والعادات والتقاليد السلبية كونه هناك أيضا عادات وتقاليدي ايجابية ولكن العادات والتقاليد السلبية هي ما عانيت منها طوال مشوار العملي . لكن عندما بدأت بالعمل كمذيعة أقدم رسالة اجتماعية وهادفة أصبحوا الجميع فخورين بي كثيرا وبابا يعتبرني مثله الأعلى رغم أننا نعلم جميعا بأن الأب هو من يكون الأمثل الأعلى لأبنائه ولكن الحمدلله فأبي يفتخر باني ابنته لأني تعبت على نفسي كثيرا وكان له دور لان منحني الثقة حتى وصلت إلى ما أنا عليه الآن .
ما هي الصفات التي يجب أن تمتلكها المذيعة الناجحة ؟
سرعة البديهة والذكاء من أهم الصفات التي يجب أن تتحلى بها المذيعة فهذه الصفات تمنحها النجاح في إدارة الحديث وعدم الإحراج في أي موقف ممكن أن تتعرض له مباشرة أمام أي ضيف ومن الصفات التي يجب أن تتحلى بها أيضا الثقافة والعفوية فالجمال ليس هو كل ما يحقق النجاح .
ما هي طموحاتك ومخططاتك المستقبلة على المستوى العائلي والعمل ؟
على مستوى العائلة أتمنى أن أرى ابني جاد طبيباً وان ارزق بأخوة له و أن تكبر عائلتي ويمنحني الله القدرة على تربيتهم بأحسن الأخلاق والمبادئ وزرع الخير فيهم حتى يأتي اليوم الذي افتخر بهم أمام الجميع .
على المستوى العمل أتمنى أن أقدم برامج اجتماعية جريئة تخاطب القضايا الجريئة وهذا حلم حياتي وسأعمل على تحقيقه . بالنسبة لعملي الخاص أتمنى أن تكبر شركتي لتصبح شركة إنتاج متكاملة .
نصيحة تقديمها إلى القراء بشكل عام وللمذيعات بشكل خاص ؟
للرجال :- يجب على الرجل أن يغير من طريقة تفكيره وان يمنح المرأة حقها بالحياة وان يكون داعم وسند لها وان يعتبر المرأة كائن حقيقي في المجتمع ولها دورها الذي يجب أن تكرم وتدعم من اجله .
الأب وألام:- يجب عليهم الاهتمام بتربية أبناءهم على المبادئ والأخلاق و يجب أن يطوروا و يتبنوا أي طموح او موهبة لدى أبناءهم وان لا يكونوا عقبة بطريقهم بل يمنحنهم كل الدعم والمساندة .
المذيعات :- كوني أنتِ ودافعي عن الشيء الذي تتبنيه وليس ما يريده السوق .
لمن تقولين شكرا لما وصلت إليه الآن ؟
أولا والاهم هم أهلي الذين هم سبب وجودي وهم من منحوني القوة والإصرار على النجاح ودعموني دائما للوصول الى طموحاتي وكل التوفيق والنجاح الذي وصلت إليه ما هو إلا برضاهم ودعواتهم الدائمة لي ، الله يديهم ويحفظهم لي .
و زوجي محمود الذي هو الداعم الدائم لي والمتفهم جدا لعملي ويدعمني كثيرا وهو من يخلق مني دائما إنسانة طموحة وأكثر نجاحا وأنا برأي انه يجب على كل رجل أن يؤمن بزوجته ويفتخر بنجاحاتها ويدعمها وان يكون سند وعون لها .
هل أنت راضية لما وصلت إليه الآن ؟
أكيد وبالنسبة لي دائما كنت سعيدة بما أحقق من نجاح وافتخر الآن لما وصلت إليه والحمد لله رب العالمين .