حركات «الإسلام السياسي» ومغالبة الحصار

حركات «الإسلام السياسي» ومغالبة الحصار
أخبار البلد -  
وجدت غالب الحركات الإسلامية السياسية نفسها بعد الربيع العربي في مواجهة شرسة مع قوى «الثورة المضادة»، بعد أن باتت مستهدفة بشكل مباشر من مؤسسات وأذرع الدولة العميقة هنا وهناك، وأضحى ذلك الاستهداف يشكل خطرا حقيقيا على وجودها.
ماذا بوسع تلك الحركات أن تفعل بعد أن باتت مهددة في وجودها؟ هل تبقى ثابتة على رؤاها ومبادئها، متحملة في سبيل ذلك كل ما يقع عليها من ملاحقة ومطاردة واعتقال وتعذيب، ومحاربة لأتباعها وأنصارها في أرزاقهم وتضييق سبل العيش عليهم؟ أم يحسن بها التعامل مع الظروف الخانقة بمرونة عالية، وفق موازنات معقولة بين المبادئ والمصالح؟.
لا يخفى على كل من له دراية بالعقليات الموجهة لتلك الحركات، أن ثمة اختلافا في كيفية التعاطي مع التحديات الكبيرة، فالتيار الأول يصر على ضرورة الثبات على المبادئ والأفكار المؤسسة، مهما كانت تبعات ذلك، وعدم الالتفات إلى مستحدثات الفكر والسياسة، لا سيما إن كانت من جنس ما يوصف في أوساط إسلامية بالخروج عن ثوابت تلك الحركات، والابتعاد عن أصولها المؤسسة.
أما التيار الثاني فيرى أن إمكانية التكيف الذكي مع الأوضاع الخانقة، وتقبل العروض السياسية برؤاها وأفكارها الوافدة، أمر وارد ويخضع للدراسة، لأنهم يرون أنهم حركات إسلامية تمارس السياسية، والتي لا يمكن ممارستها بالصرامة الأيدلوجية والعقائدية التي يصر عليها التيار الأول، بمعنى جنوحها إلى سلوك سبل السياسة الواقعية بما لا يتعارض مع ثوابت الشريعة القطعية.
أتباع التيار الأول يذهبون في مواجهة التحديات، بكل ما تحمله من مخاطر وجودية إلى نهاية المطاف، ويرون أن هذا هو قدر الدعوات الدينية، فما يقع لهم قد وقع للأنبياء والرسل من قبلهم، وما عليهم إلا الثبات على جمر مبادئهم، والتمسك بأصول دعوتهم، والصبر على ما يصيبهم من بلاء ومحن وشدائد، وإن ذهبت نفوسهم فداء ذلك.
يجتهد أتباع التيار الثاني في إخراج رؤاهم المتوافقة مع ضرورات الواقع، والخاضعة لإكراهاته، في ثوب شرعي مقبول، وتكييف فقهي سائغ، فهم في حكم المستضعف الذي لا يملك أدوات المواجهة، ولا يقدر عليها، فلماذا يُقحم نفسه نتيجة تشدده في مواجهات محسومة النتائج، وهي بالتأكيد لن تكون لصالحه أبدا، ولماذا لا يختار سبيل الواقعية، ويكيف خياراته ومسالكه الدعوية والحركية بناء على ما هو متاح، وليس على ما يتمناه ويحلم به؟.
ولأن الأنظمة تتفاوت في مستوى مواجهتها لتلك الحركات، وتتباين في طبيعة تعاملها معها، فإن بعض الحركات التي لم يمسها السوء، ولم تتعرض لحملات شرسة من التضييق والملاحقة والمطاردة والاعتقالات، والتعذيب الوحشي، تجد نفسها وهي تستحضر ما وقع لأخواتها في دول أخرى، مضطرة لتخفيف صرامة العقائدية في رؤاها ومواقفها السياسية، للمحافظة على وجودها من جهة، ودفعا لتكرار سيناريو الإقصاء الشامل من جهة أخرى.
لكن تلك الحركات لا تصدر عن منهجية واحدة في الإصلاح والتغيير، فكثيرون من أتباع التيارات العقائدية المتشددة المنتشرة في أوساط تلك الحركات، يصرون على أن مشروعهم هو حاكمية الشريعة وتطبيقها في المجتمعات الإسلامية، ولا يقبلون بأي بديل عنه، لأنهم يعتبرون الأنظمة القائمة أنظمة جاهلية، لا تحكم بما أنزل الله، ولا سبيل للتوافق معها في أي مشروع تطرحه أو تدعو إليه.
هما رؤيتان تسيران بخطين متوازيين في أوساط تلك الحركات، رؤية الثبات على مشروع تطبيق الشريعة وفق مبدأ الحاكمية، ورؤية أخرى خففت من صرامة العقائدية، وباتت تُنظر لحكم مدني، يقوم على سيادة القانون، ودولة المواطنة وليست دولة العقائدية الدينية، ونظام حكم التعددية وليس الاستئثار بالسلطة والانفراد بها.
فهل ستتمكن رؤية الواقعية السياسية (الإسلامية) من حسم الأمور لصالح فكرتها، لتقوى على مغالبة الحصار المفروض على حركات «الإسلام السياسي» كلها، ولتعيد ترتيب أوراقها وأفكارها بما يتناسب مع معطيات الواقع الجديدة؟. «إن غدا لناظره لقريب».
 
شريط الأخبار مدرب النشامى يشيد بمساندة الأميرين علي وهاشم “الهجرة الدولية”: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح في العالم أول تشخيص لإصابة يزن النعيمات النشامى يتفوقون ويهزمون العراق .. إلى نصف نهائي كأس العرب الكرك والسلط الأعلى هطولًا .. المنخفض الجوي يرفع الأداء المطري فتح باب التقديم للدورة الأولى من جائزة زياد المناصير للبحث العلمي والابتكار 14.39 مليار دينار قيمة حركات الدفع عبر "إي فواتيركم" خلال 11 شهرا من العام الحالي ولي العهد : كلنا مع النشامى انخفاض قيمة الشيكات المرتجعة 17% حتى نهاية تشرين الثاني خلال أقل من 24 ساعة .. 9 وفيات بحادثي اختناق منفصلين بغاز التدفئة في الهاشمية - الزرقاء تجارة الأردن: ارتفاع الاحتياطيات الأجنبية يؤكد قوة الاقتصاد الوطني جمهور النشامى .. مين بعرف شو احتفالية يزن نعيمات اليوم رح تكون ؟ نفوق سلحفاة كبيرة على شاطئ الغندور في العقبة -صور الأرصاد توضح تفاصيل حالة الطقس لـ3 أيام مجلس نقابة الصحفيين الأردنيين ينعى الزميل الأستاذ بسام علي الياسين رغم الرسوم الأميركية .. صادرات الأردن تحافظ على زخم قوي في 2025 إخلاء منزل تعرض لانهيار جزئي في الشونة الشمالية الكشف عن بديل توني بلير لرئاسة مجلس السلام في غزة غزة: غرق عشرات المخيمات وانهيارات منازل على وقع خروقات اسرائيلية علاجات منزلية لإزالة قشرة الشعر بطريقة طبيعية وطرق تحضيرها