أوروبا والأردن.. متغير الطاقة واللاجئين

أوروبا والأردن.. متغير الطاقة واللاجئين
أخبار البلد -  


عملت اوروبا جاهدة على تخطي ازمة الغاز المستورد من روسيا من خلال الاعتماد على الطاقة الشمسية تارة واخرى في البحث عن مصادر جديدة؛ لتجد في الولايات المتحدة ضالتها، ملغية عقدا ضخما مع روسيا تفوق قيمته 200 مليار دولار لصالح الولايات المتحدة الامريكية.
الصراع في اوكرانيا جاء ليمثل نعمة على امريكا ونقمة على روسيا؛ لتزدهر صناعة استخراج الغاز في الولايات المتحدة، في حين تواجه روسيا تحديا استراتيجيا في تصدير سلعتها الاستراتيجية التي تواجه بهواجس صينية عطلت المشاريع الطموحة لروسيا باتجاه الصين وجنوب شرق اسيا، وأحيت مشاريع صينية باتجاه الباكستان وايران والسعودية.
بهذا المعنى، فإن الولايات المتحدة الامريكي غير معنية بالمجمل في ايجاد حلول للازمة الاوكرانية، او الوصول الى تسوية وصفقة سياسية مع روسيا؛ اذ انها الرابح الاساسي من السلوك الروسي العدواني؛ امر له انعكاسات لا على قطاع الطاقة فقط، وإنما على العديد من الاتفاقات التجارية التي ترغب واشنطن في عقدها مع الاتحاد الاوروبي.
الغاز لا يتدفق فقط من روسيا وامريكا، وإنما من الجزائر وقطر الى ايطاليا وفرنسا واسبانيا؛ فهناك انابيب تنقل الغاز الى القارة الاوروبية اسفل البحر المتوسط، كما ينتقل المهاجرون من على سطح البحر بأعداد كبيرة، بحثا عن ارض الاحلام الاوروبية.
في كلتا الحالتين، فإن الكلف التي تدفعها القارة الاوروبية كبيرة، معززة بضعف الخصوبة والنمو السكاني وبضعف ومحدودية موارد الطاقة، الا ان المعادلة الاوروبية وجدت في امريكا ودول جنوب المتوسط ملاذا آمنا لمعالجة ازمتها الجيوستراتيجية والطاقوية مع روسيا، دفاعا عن سيادة دول القارة وتضامنها السياسي.
لم يعد هناك مجالا للشك بأن الطاقة والمهاجرين باتوا يصوغون مستقبل اوروبا الثقافي والسياسي والاقتصادي؛ فالغاز الروسي تم الاستغناء عنه بمصادر جديدة، مقابل عقوبات تفرض على روسيا المتنمرة، وازمة اللاجئين دفعت القارة بالتوازي نحو الانخراط بشكل اكثر قوة في ازمات جنوب المتوسط، مبتعدة لو مرحليا عن ازمات اوروبا الشرقية وحزامها الاورواسي.
الواقع المتشكل في القارة الاوربية يدفع إلى طرح تساؤل مواز يقع في سياق الدراسة المقارنة: حول الجدوى السياسية والاستراتيجية والاقتصادية في الاردن لاستيراد الغاز من الحقول المحتلة من قبل الكيان الاسرائيلي.
فإذا كانت اوروبا تعمل جاهدة للبحث عن بدائل للغاز الروسي، وتفرض عقوبات على دولة متهمة باحتلال القرم، رغم الروابط والعلاقات الدبلوماسية التي تربط اوروبا بروسيا، الا ان القارة الاوروبية ممثلة بالاتحاد الاوروبي ودوله قدمت مصالحها الجيوستراتيجية والسياسية والسيادية على مصالحها الاقتصادية الآنية، بل الثقافية الناجمة عن الهجرة من جنوب المتوسط.
أمر يدفع نحو طرح السؤال بوضوح اكبر، متجاوزا عقدة استرضاء الاطراف الدولية او الاقليمية الراعية لما يسمى بالسلام والاستقرار في المنطقة؛ سؤال موجهة للمدافعين عن هذه الصفقة الاقتصادية وللدول الغربية الراعية التطبيع، والتي تعاني من فصام وازدواجية.
ماذا عن الكيان الاسرائيلي الذي هجر 8 ملايين لاجئ فلسطيني، واحتل ارضهم، وحاصر مدنهم في قطاع غزة، ورفض الاعتراف بدولتهم، وانتهك حرمة ثاني بقعة يقدسها مليارا مسلم في العالم؟! ماذا عن كل ذلك!!
والاهم ما هي الحكمة السياسية والاستراتيجية في ذلك، خصوصا ان العناصر كلها اجتمعت في الشريك التجاري البائس «الكيان الاسرائيلي» اللاجئين والاحتلال والتهديد الاستراتيجي في مقابل توافر البدائل الطاقوية بعيدا عن هذا الكيان العنصري!

 
 
شريط الأخبار الاتحاد الأردني لشركات التأمين يهنئ البنك المركزي الأردني بفوزه بجائزة الملك عبدالله الثاني للتميز عن فئة الأداء الحكومي والشفافية لعام 2024 الصفدي يوجه لنجيب ميقاتي رسالة ملكية جادة وول ستريت تستكمل تسجيل المكاسب بعد تصريحات رئيس الفدرالي الأميركي إعلان تجنيد للذكور والإناث صادر عن مديرية الأمن العام المستشفى الميداني الأردني غزة /79 يستقبل 16 ألف مراجع الملك يرعى حفل جوائز الملك عبدالله الثاني للتميز الخارجية: لا إصابات بين الأردنيين جراء الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان حزب الله: قصفنا مستعمرة "جيشر هزيف" بصلية صاروخية الحكومة تقرر تخفيض أسعار البنزين 90 و95 والديزل لشهر تشرين الأول المقبل وفاة احد المصابين بحادثة اطلاق النار داخل المصنع بالعقبة البنك الأردني الكويتي ينفذ تجربة إخلاء وهمية لمباني الإدارة العامة والفرع الرئيسي وفيلا البنكية الخاصة الخبير الشوبكي يجيب.. لماذا تتراجع أسعار النفط عالمياً رغم العدوان الصهيوني في المنطقة؟ حملة للتبرع بالدم في مستشفى الكندي إرجاء اجتماع مجلس الأمة في دورته العادية حتى 18 تشرين الثاني المقبل (ارادة ملكية) الاعلام العبري: أنباء عن محاولة أسر جندي بغزة تسجيل أسهم الزيادة في رأس مال الشركة المتحدة للتأمين ليصبح 14 مليون (سهم/دينار) هيفاء وهبي تنتقد الصمت الخارجي بشأن العدوان الإسرائيلي على لبنان مشاهد لتدمير صاروخ "إسكندر" 12 عربة قطار محملة بالأسلحة والذخائر لقوات كييف كمين محكم للمقاومة الفلسطينية جنوبي غزة في أول تصريح لوزير الاقتصاد الرقمي سامي سميرات يعيد "نفس الكلام" !!