الأسطول الروسي في المتوسط.. الدلالات السياسية

الأسطول الروسي في المتوسط.. الدلالات السياسية
أخبار البلد -  


المناورات المصرية الروسية القائمة على ارض الكنانة حملت عناوين عديدة تناقلتها وسائل الاعلام الروسية والمصرية، واحتفى الاعلام الروسي بها بشكل خاص؛ باعتبارها مناورات لمكافحة الارهاب.
النشاط الروسي في حوض المتوسط يزداد كثافة مثيرا المزيد من القلق والمخاوف لدى دول القارة الاوروبية والولايات المتحدة الامريكية؛ فروسيا تعمل بشكل حثيث على تعزيز حضورها العسكري في المتوسط من خلال البحث عن موطئ قدم وفرص لبناء المزيد من القواعد البحرية في حوض المتوسط، في وقت تعاني فيه القارة الاوروبية من موجات لجوء كبيرة، وتواجه واشنطن صعوبات متزايدة في ادارة الازمات جنوب المتوسط، امر يفاقمه الحضور العسكري الروسي المتزايد في المتوسط.
فموسكو تسعى لتوسيع نفوذها تارة من خلال المشاركة في العمليات العسكرية في سوريا واخرى من خلال المناورات البحرية مع مصر، وثالثة بالحديث عن دعوات للجنرال حفتر في ليبيا لموسكو للتعاون منازعة بذلك واشنطن واوروبا في مناطق نفوذها التقليدية، وموفرة بدائل ممكنة ومتاحة للراغبين في المناورة جنوب المتوسط.
حركة القطع البحرية الروسية منقطعة النظير، معززة بذلك نزعة التمرد في حوض المتوسط بتوفير بدائل متاحة يمكن اللجوء اليها؛ ما أغرى موسكو بإرسال المزيد من القطع البحرية شملت اسطول بحر الشمال نحو المتوسط لتعزيز حضورها في شرق المتوسط، رافعة بذلك حدة التوتر والاستنفار لدى القوى الاوروبية؛ فوزارة الدفاع الروسية اعلنت عن اقتراب مقاتلات بريطانية وقطع بحرية امريكية من اسطول بحر الشمال المتوجه الى المتوسط.
في حين ان بولندا عبرت عن قلقها بطريقة مختلفة بالتحذير من امكانية ان تقوم مصر ببيع حاملتي الطائرات العامودية مسترال الى روسيا امر نفته وزارة الدفاع الروسية؛ فالتراشق الاعلامي والتسريبات والمضايقات المتبادلة بين القطع البحرية المتنافسة بات مظهرا شبه معتاد ومقبول، معيدا مناخات الحرب الباردة.
حركة القطع البحرية الروسية حولت المتوسط الى بؤرة توتر ساخنة، وفتحت الباب واسعا لمزيد من التذمر من السياسية الامريكية، سواء من قبل حلفائها ام اصدقائها، وفتحت الآفاق لمن يريد البحث عن بدائل للنفوذ، والدور الامريكي، مستعينا بروسيا اما للضغط على واشنطن او لاستبدالها ان امكن بالنفوذ والدعم الروسي غير المشروط.
التحركات الروسية تكثفت بشكل خاص بعد اندلاع الازمة الاوكرانية، وتوافر القناعة لدى روسيا ان حدودها الشرقية باتت مهددة من حلف الناتو؛ فالتحركات الروسية الاخيرة واحدة من حالات الذروة للرد على تحركات الناتو في اوروبا الشرقية وأوراسيا.
روسيا لم تنجح الى الان بدفع الولايات المتحدة والقارة الاوروبية الى التراجع عن خطواتها بنشر منظومات الرادار والصورايخ على حدودها الغربية؛ اذ قوبل احتجاجها ومقاومتها بمزيد من العقوبات والعزلة، إلا أن موسكو لم تتوقف عن محاولات رفع الكلف السياسية والاقتصادية والعسكرية على الغرب وتعقيد ادارته لإقليم البحر المتوسط، مهددة بتحويل المعادلة الدولية الى لعبة صفرية.
المناورات الروسية البحرية واعادة الانتشار تفتح الافاق لمزيد من التصارع والتصعيد بين القوى الدولية والاقليمية؛ اذ انها باتت مقامرة في لعبة خطرة من الممكن ان تزيد من حجم التورط الروسي في سوريا والمنطقة بدل ان تكون عاملا مساعدا للتفاوض والمساومة، كما من الممكن ان تزيد من حجم التذبذب والتشقق في جدران التحالفات الامريكية.
الرؤى السياسية للقوى الدولية ضبابية وغير واضحة، ولا تستند الى حسابات عقلانية؛ امر نجد انعكاسه الواضح في الانتخابات الامريكية ومخرجاتها اليومية، وفي التفاعلات السلبية التي ولدتها موجات اللجوء الى القارة الاوروبية، كما نجد آثارا واضحة لها في السياسة الروسية التي تعاني من ازمات اقتصادية واجتماعية وديموغرافية مهمة؛ امر يوفر المزيد من الحوافز للقوى الاقليمية لتعزيز مواقعها في المنظومة الدولية المتداعية؛ وهو مؤشر واضح على ان المنطقة مقبلة على مزيد من الفوضى والتصارع
 
شريط الأخبار الاتحاد الأردني لشركات التأمين يهنئ البنك المركزي الأردني بفوزه بجائزة الملك عبدالله الثاني للتميز عن فئة الأداء الحكومي والشفافية لعام 2024 الصفدي يوجه لنجيب ميقاتي رسالة ملكية جادة وول ستريت تستكمل تسجيل المكاسب بعد تصريحات رئيس الفدرالي الأميركي إعلان تجنيد للذكور والإناث صادر عن مديرية الأمن العام المستشفى الميداني الأردني غزة /79 يستقبل 16 ألف مراجع الملك يرعى حفل جوائز الملك عبدالله الثاني للتميز الخارجية: لا إصابات بين الأردنيين جراء الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان حزب الله: قصفنا مستعمرة "جيشر هزيف" بصلية صاروخية الحكومة تقرر تخفيض أسعار البنزين 90 و95 والديزل لشهر تشرين الأول المقبل وفاة احد المصابين بحادثة اطلاق النار داخل المصنع بالعقبة البنك الأردني الكويتي ينفذ تجربة إخلاء وهمية لمباني الإدارة العامة والفرع الرئيسي وفيلا البنكية الخاصة الخبير الشوبكي يجيب.. لماذا تتراجع أسعار النفط عالمياً رغم العدوان الصهيوني في المنطقة؟ حملة للتبرع بالدم في مستشفى الكندي إرجاء اجتماع مجلس الأمة في دورته العادية حتى 18 تشرين الثاني المقبل (ارادة ملكية) الاعلام العبري: أنباء عن محاولة أسر جندي بغزة تسجيل أسهم الزيادة في رأس مال الشركة المتحدة للتأمين ليصبح 14 مليون (سهم/دينار) هيفاء وهبي تنتقد الصمت الخارجي بشأن العدوان الإسرائيلي على لبنان مشاهد لتدمير صاروخ "إسكندر" 12 عربة قطار محملة بالأسلحة والذخائر لقوات كييف كمين محكم للمقاومة الفلسطينية جنوبي غزة في أول تصريح لوزير الاقتصاد الرقمي سامي سميرات يعيد "نفس الكلام" !!