يتصل احدهم باحدى القنوات الفضائية الاردنية ليبلغهم ان لديه تسجيلا صوتيا يثبت ان رئيس حكومة ووزير قد قبضا خمسة ملايين دينار لقاء تهريب خالد شاهين من حبسه ، وهذا الشخص المجهول يطلب الحماية حتى يتمكن من اداء شهادته وابراز ما في جعبته ، ثم يتصل دولة الرئيس بذاته وشخصه الكريم بالمذيع، ويعلن انه سيوفر الحماية لهذا الشخص في حال تقدم بدليله .
وفي الوقت الذي نبريء وننزه فيه دولة الرئيس ومعالي الوزير من الفرية والافك ، فالاردنيون جميعا يعرفون ان دولة الرئيس ابعد ما يكون عن التلوث بالفساد المالي ، كما اننا في زمن الثورات العربية يكاد فيه المريب ان يقول خذوني ، ورئيس الحكومة والوزير اكثر حصافة وذكاء من ان يسلما ذقنيهما لمتطفل اذا كانا ينويان تقاضي رشوة والعياذ بالله.
القصة مختلقة فماذا وراء الخبر المثير ؟ في المكان المثير ؟ في الزمن المثير ؟ في الرد المثير؟ في الاخراج الرديء غير المثير؟.
منذ متى كانت الفضائيات تعلن على الملأ خبرا كهذا من مجهول بهذه الحدة ، والجراة والاتهام المباشر ؟ ترى لو ان المحطة التي اعلنت الخبر محطة الجزيرة او العربية مثلا فهل كانت مياه المحيط الاطلسي وكل المحاكم الدولية والوطنية ستغسل عارها وافتراءها ؟ منذ متى كان رئيس الحكومة يرد على اتصال كاذب من شخص مجهول بمحطة اذاعية ليعلن الحماية لشخص يتهم شخصه بالرشوة ؟ وهل سيكون رئيس الحكومة في وضع يمكنه من توفير الحماية لهذا الشخص على فرض انه تقدم بدليل صحيح كما يدعى ( بالالف المقصورة وليس الياء)؟ وهل الحكومة واجهزتها عاجزة عن تتبع المكالمة ان وجدت ومعرفة هذا الشخص وعرضه للجمهور على ذات المحطة ؟ .
القصة مختلقة واخراجها ركيك، وزبدة الكلام ومقاصده ان على كل الناس ان يفهموا جملة ظل يرددها مذيعو المحطة، وهي ان كل ما يتردد بين الناس محض اشاعات مثل هذه الاشاعة التي لا يصدقها احد، ولا يسندها دليل ، وان الامور على خير ما يرام لولا اننا جميعا نفتري على الحكومة .
الغريب ان رئيس الحكومة الذي رد على الشخص المجهول لم يرد على مذيع المحطة ومعه ملايين الاشخاص المعلومين حول من قام بتهريب خالد شاهين؟ ، وماهي الخطوات التي اتخذتها الحكومة لاستعادته طالما ثبت ان قرار تهريبه قد استند الى معلومات وتقارير زائفة؟ ،دولة الرئيس ما زاد على ان التحقيق بدأ ونجزم انه لن ينتهي.