بعد الانجاز التاريخي الذي حققه ملك البلاد في رحلته الاخيرة للولايات المتحدة نستذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم «ما ضر ابن عفان ما فعل بعد اليوم»، ذاك الحديث الشريف الذي جاء على اثر تجهيز الصحابي عثمان بن عفان لغزوة المسلمين في عام العسرة.
وعودة لموضوع العنوان الذي كان صدر بيت شعر للجواهري قاله في المغفور له الحسين بن طلال طيب الله ثراه وذلك عرفانا من الشاعر الذي عبر عن مشاعر الاردنيين بخاصة والعرب والمسلمين بعامة لما قام به الراحل العظيم من انجازات جبارة للوطن وشعب الوطن ويبدو انه بموت الجواهري مات الشعراء الذين يفاخر بانجازات القادة ايام الجواهري حين كان لدينا اعلام وطن ولم يكن لدينا اعلام حكومة واشخاص.
وعودة للموضوع قبل ايام التف الاردنيون حول اجهزة التلفاز والفضائيات ليشاهدو ويسمعوا ما حققه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه المولى ورعاه في رحلته الاخيرة ولقائه مع القادة الامريكيين، ذاك اللقاء الذي هز مشاعر العالم دولا وشعوب اكثر مما هز اعلامنا الاردني وبعض الباحثين عن المواقع في الاحزاب وفي لجان الحوارات ومجالس الادارات والحكومات. اوباما والكونغرس يخاطبوا الملك العظيم مرحبين به في كل زمان ومكان لانه جعل من علاقة امريكا بالاردن علاقة استثنائية، انعكست على مصالح الشعبين، ذاك اللقاء وتلك العلاقة ارهبت الصهاينة وجعلت من اعلامهم وسيلة هجوم كبرى على مليكنا لانه دخل وادخلنا الى موقع تنافسي مع اليهود عند الامريكان فجاء نتنياهو مهرولا الى امريكا ليعمل على ترميم العلاقة الامريكية الصهيونية التي قوضها مليكنا العظيم بحنكته وايمانه بقضية امته وشعبه.
ولا ادري اين كانت تلك الاحزاب والجبهات ومن ورائها الحكومات والاعلام الوطني حين عاد مليكنا مظفرا ومحققا لطموحات واماني امته قبل طموحات واماني شعبه مثلما لا ادري اين كانت اصوات النشاز التي اصبحت تتعالى هذه الايام على لسان المطالبين بالملكية الدستورية وبتحديد صلاحيات الملك ليسخروا النظام والقانون في خدمة اهدافهم الشخصية التي لا تمت للمصلحة العامة بصلة من قريب او بعيد.
وخلاصة القول النشامى الاردنيون في بواديهم واريافهم وقراهم ومخيماتهم استقبلوا عودة الملك من امريكا بقلوبهم وعواطفهم وغابت اجسادهم واقلام كتابهم مثلما غابت عن المسرح حكومتهم ولجان حوارهم وجبهاتهم الوطنية. حمى الله الاردن والاردنيين وان غدا لناظره قريب.