دعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري باكستان إلى الانضمام للدول الأخرى في التصدي "لتحدي الإرهاب”، محذرا إياها في الوقت نفسه من توفير ملاذات آمنة للمتطرفين.
وأكد كيري أنه لا يجب على باكستان أن تشعر بالعزلة جراء المحادثات ثلاثية الأطراف بين الولايات المتحدة والهند وأفغانستان، مشيرا إلى أنه من الضروري أن تنضم باكستان إلى الدول الأخرى في التصدي لهذا التحدي.
وتأتي هذه التصريحات بينما تشهد العلاقات بين الولايات المتحدة وباكستان فتورا، على خلفية اتهامات لحكومة نواز شريف بدعم جماعات متطرفة وفي مقدمتها الشق الباكستاني لحركة طالبان الأفغانية.
ومن الواضح أن واشنطن تتخذ منحى تصاعديا نحو تعزيز علاقاتها مع الهند الخصم التقليدي لباكستان، بعد أن أعلنت الحكومة الأميركية في وقت سابق تخفيضها للمساعدات العسكرية لإسلام أباد.
وأقر وزير الخارجية الأميركي بأن باكستان أحرزت تقدما في محاربة التطرف، غير أنها مطالبة بذل المزيد من الجهد ضد المتطرفين المختبئين في حدودها.
وأعرب عن أمل ألا تكون باكستان معزولة كدولة في هذا الأمر، بل متحمسة له، في إشارة إلى المحادثات المزمع عقدها بين الهند وأفغانستان وواشنطن خلال الاجتماعات السنوية للأمم المتحدة في نيويورك.
وتتهم واشنطن المخابرات الباكستانية بدعم متشددي شبكة حقاني والاستعانة بهم لكسب نفوذ في أفغانستان في مواجهة النفوذ الهندي المتزايد هناك، وهو ما تنفيه باكستان بشدة.
ووسط توتر كبير بين الجارتين النوويتين الهند وباكستان، تعمل واشنطن باستمرار على حث الطرفين لحل الصراع في كشمير عبر الحوار، حيث تأتي هذه المحادثات فيما انطلقت أكبر احتجاجات يشهدها الإقليم ضد الحكم الهندي في السنوات الأخيرة.
وقتل ما لا يقل عن 67 مدنيا وجرح الآلاف، معظمهم على يد القوات الحكومية الهندية التي أطلقت الرصاص والخرطوش على المحتجين الذين رشقوها بالحجارة، كما قتل شرطيان وجرح المئات من القوات الحكومية في الاشتباكات.
وتبدو باكستان متخوفة كثيرا من التقارب الهندي الأميركي في الآونة الأخيرة، وهو ما قد يجعلها على الأرجح إرضاء واشنطن رغم مراهنتها على ورقة الجماعات المتطرفة في المنطقة لتخويف جارتها.