أخبار البلد - تقرير فيصل تايه : اختتمت الأسبوع الماضي في مدرسة حطين الثانوية للبنين التابعة لمديرية تربية عمان الأولى أعمال ورشة العمل الخاصة بطرق التعامل مع العنف المدرسي بدعم من مبادرة مدرستي ورعاية عطوفة مدير تربية عمان الأولى الأستاذ عيسى معايعة وإشراف من قسمي الإرشاد الإشراف التربوي في المديرية وبمشاركة مدراء ومرشدي وطلبة مجموعة من مدارس المنطقة . إضافة إلى مجموعة من أولياء الأمور والمجتمع المحلي .
وقد بينت السيدة غادة أبو الروس ممثلة مبادرة مدرستي أهمية التشارك من أجل إنجاح عمل الورشة التي تعنى بالطلبة وأكدت على أن العنف المدرسي سلوك غير حضاري وغير مقبول ، يؤثر في النظام العام للمدرسة ويؤدي إلى نتائج سلبية تتعلق بالتحصيل الدراسي للطالب وبالعملية التربوية والتعليمية بشكل عام، وقد أشارت إلى أن العنف المدرسي منه ما يتصل بالمؤسسة التربوية نفسها، وآخر بفعل طبيعة العلاقة بين المعلم والطالب، ومنها أسباب تنظيمية كغياب القوانين واللوائح التي تحكم عمل المؤسسات التربوية، بالإضافة إلى ضعف التواصل والتعاون بين مجالس أولياء الأمور وإدارات المدارس. كما وأكدت على ضرورة التعرف إلى طرق ووسائل التعامل مع العنف المدرسي التي تقع مسؤولية تنفيذها على إدارات المدارس. كذلك فإن طبيعة التنشئة الاجتماعية والتعويض عن الفشل والاختلاط برفاق السوء والتأثر بأفلام ومسلسلات العنف، تعد أحد أسباب العنف المدرسي، بالإضافة إلى أسباب أخرى منها المؤسسة التربوية نفسها كطريقة تصميم المدرسة وازدحام الصفوف، ونقص المرافق الضرورية وانعدام الخدمات، وتعنيف المعلمين للطلاب داخل المدارس يعتبر من أهم المشكلات التي تؤدي إلى تعطيل وتأخير مسار العملية التربوية والتعليمية نتيجة تولد الخوف والتوتر والغضب الداخلي داخل نفوسهم.
وقد أشار السيد عبد السلام الطوباسي مدير مدرسة حطين الثانوية إلى نجاح الورشة في تحقيق أهدافها التي سعى المشاركين إلى تحقيقها وقال إن هناك العديد من العوامل تسهم في تفشي هذه الظاهرة، منها عوامل نابعة من أسرة الطالب وأخرى خاصة بالمجتمع المدرسي وبالبيئة المحيطة، إلى جانب العوامل الشخصية والنفسية والفرقة السيئة.
وأضاف أن هناك ظواهر سلوكية سلبية عديدة منها الغياب والهروب من المدرسة والتي تكمن خطورتها باعتبارها مظهرا من مظاهر التسرب الدراسي الذي يشكل خطراً على اقتصاديات التعليم، مشيراً إلى أن (80%) من السلوكيات الطلابية تعود للثقافة الأسرية، حيث يتبع بعض الآباء أسلوباً خاطئاً في تريبه الأبناء والاعتماد على التعنيف وتضييق الخناق، بالإضافة إلى تأثير التفكك وكثرة الخلافات الأسرية، منوهاً إلى أن المجتمع المدرسي ليس بمعفى من وجود الظاهرة حيث تكون بعض المجتمعات المدرسية عامل طرد للطالب بسبب كرهه لبعض المواد إضافة إلى سوء علاقته بالمعلم، وكذلك عدم إشباع البرامج الدراسية والأنشطة التربوية في المدرسة لميوله ورغباته وحاجاته ما يسبب قلقاً وتوتراً له فيحاول التخفيف من هذا التوتر بالهروب من البيئة المسببة له.
وقال ان هناك ارتباطاً وثيقاً بين العوامل الشخصية والنفسية والعقلية للطالب وهروبه وتغيبه عن المدرسة، ومنها عوامل خاصة بالقدرات العقلية، وعدم القدرة على التركيز، وأخرى لها علاقة بالناحية الفسيولوجية، والجانب الصحي، والحالة الانفعالية.
وعند سؤاله عن إجراءات الوزارة المتعلقة بهذه الظاهرة وتأثيرها أجاب السيد سهيل شواقفة رئيس قسم الإرشاد في مديرية تربية عمان الأولى إلى أن الوزارة اتخذت الإجراءات للحد من مظاهر العنف في المدارس والمتمثلة باستحداث خط ساخن للتبليغ عن حالات الإساءة وتطوير قواعد السلوك وتعميمها على المدارس لاطلاع الطلبة والعاملين في المدارس عليها.
وبين أن الوزارة طورت الدليل الوقائي لحماية الطلبة من العنف والإساءة بهدف رفع الكفاءة المؤسسية للمعلمين في التعامل مع الطلبة والحد من سلوك العنف في المدارس مشيراً إلى انه تم توزيع الدليل على جميع مدارس المملكة وتدريب جميع المرشدين التربويين على موضوعاته المختلفة.
وأشار إلى أن اللجنة الوطنية "للحد من العنف والإساءة للطلبة" التي تم تشكيلها برئاسة معالي وزير التربية والتعليم وتضم أعضاء من جميع الوزارات والمؤسسات, تمثل مدخلا فاعلا للتصدي لمظاهر العنف في المدارس وإعداد وتصميم البرامج التنفيذية وتقديم الاقتراحات والبدائل اللازمة للتصدي لهذه الظاهرة بصورة علمية تربوية.
كذلك التركيز على حملة (نحو بيئة مدرسية آمنة ) التي أطلقتها الوزارة بالتعاون مع منظمة اليونيسيف كذلك بين أن الحملة تستند إلى نهج علمي مدروس يهدف إلى تنفيذ مضامينها من خلال استراتيجيات تربوية تنفذ في جميع مدارس المملكة وتركز على مكونات رئيسة تتمثل في نشاطات على مستوى المدرسة والمجتمع المحلي وحشد الدعم من خلال رسائل إعلامية موجهة نحو المجتمع والطلبة والمعلمين.
وركز السيد درويش غنيم مدير مدرسة صلاح الدين الثانوية إلى تبني منظومة أساسها مدارس خالية من الاعتداءات البدنيّة واللفظيّة والرمزيّة الواقعة على الطلبة من قِبل المعلّمين والإدارات المدرسيّة ..واتخاذ ذلك شعار حقيقيا نرفعه جميعا إضافة إلى إجراءات رادعة بحق مرتكبي هذه المخالفات. ويأتي ذلك مع تأكيد جلالة الملكة رانيا العبد الله أن ضرب الطلبة في المدارس ''خطٌ أحمر''، والى نشجع الحوار دائماً، لأنه جزء من علاج أيّ مشكلة، ولا يقبل تجاوزه بأي حال من الأحوال''
هذا وقد قدم مساعد مدير مدرسة الأمير راشد ( عاطف عودة مرعي ) الجانب النظري للورشة تحت عنوان المشكلات المدرسية. وتطرق أثناء ذلك إلى أشكال المشكلات المدرسية ومفهوم كل منها والأسباب العامة لهذه المشكلات ، ثم قامت كل مدرسة بعرض بحث إجرائي عن الظاهرة أو المشكلة الموجودة لديها .
ومن ثم تقسيم المشاركين من مدراء ومرشدين ومعلمين وأولياء أمور وطلاب للمدارس المشاركة إلى مجموعات عمل لوضع إجراءات مقترحة كخطة عمل لكل مدرسة . وتم تبادل الخبرات بين المشاركين كل حسب تجاربه . وقبل نهاية الورشة طلب من كل مدرسة تطبيق الإجراءات العلاجية المقترحة لتحديد مدى نجاحها في اللقاء القادم.
وقد شاركت في هذه الورشة إضافة إلى مدرسة حطين ومدرسة صلاح الدين كل من مدرسة الأمير راشد الأساسية ومدرسة مصعب بن عمير الأساسية ومدرسة الأحنف الأساسية ومدرسة معاذ بن جبل الأساسية ومدرسة أبو حنيفة الأساسية .