أخبار البلد - اعتصم العشرات من أهالي معتقلي السلفية الجهادية عقب صلاة الجمعة في منطقة أبو علندا، للمطالبة بالأفراج عن ذويهم، وسط تواجد أمني مكثف، وحضور إعلامي ملحوظ.
وفور الانتهاء من صلاة الجمعة في مسجد أبو علندا الكبير، قام أشخاص وُصفهم المعتصمون بـ"البلطجية" بالاعتداء على اثنين من أنصار السلفية الجهادية، بالإضافة إلى شتمهم مندوب "السبيل" ومنعه من التصوير.
وقال أحد الأشخاص المعتدى عليهم، فضّل عدم ذكر اسمه، إن "أشخاصا لا نعرفهم قاموا بالاعتداء علينا فور خروجنا من المسجد، وضربنا أمام أعين الأجهزة الأمنية، وهددونا بقولهم: إذا ما بتروحوا بنذبحكو".
وأضاف: "لم نتفوّه بكلمة، وآثرنا الانسحاب وسط شتائم نستحي التلفظ بها، واضطررنا إلى سلوك طريق أخرى للوصول إلى مكان الاعتصام".
وتجمع عشرات ممن وصفهم المعتصمون بـ"البلطجية" عند دوار أبو علندا بالقرب من مكان الاعتصام، وقاموا بإطلاق الهتافات المؤيدة للحكومة بغرض التشويش على كلمات المطالبين بالإفراج عن معتقلي السلفية الجهادية، وسط تواجد أمني.
وتحدث في المهرجان كل من اللواء المتقاعد موسى الحديد، والنائب السابق منصور مراد، ود.فارس الفايز من تيار الـ36، والداعية الإسلامي نادر التميمي.
وطالب المتحدثون بالإفراج الفوري عن كافة المعتقلين على خلفية اعتصام السلفية الجهادية في مدينة الزرقاء، مثمنين "الخطوة التي قامت بها الحكومة مؤخرا بالإفراج عن 64 من معتقلي التيار".
وألقت طفلة صغيرة وُصفت بأنها "ابنة أحد المعتقلين" كلمة قالت فيها: هذه رسالة أوجهها إلى كل من ساعد في اعتقال أبي وأسأله هذا السؤال الذي لم يغب عن بالي لحظة واحدة منذ أن اعتقلوه: لماذا حرموني منك يا أبي؟ سرقوك أمام عيني وعين إخوتي وأمي، وأخذوك مكبّل الأيدي.. ألأنك شيخ ملتحٍ تصلّي؟ أم لأنك تطالب بالإصلاح؟".
وأضافت: "طلبتَ منهم يا أبي أن يفرجوا عن المعتقلين في السجون الأردنية من إخوانك المسلمين لتدخل السرور إلى قلوب أبنائهم، فبدلاً من الاستجابة لك؛ قاموا باعتقالك وأدخلوا الحزن إلى قلبي وقلوب مئات الأطفال غيري".
وتساءلت ودموعها تذرف: "لماذا منذ 20 يوما لم أرَ أبي الحبيب ولم أسمع صوته الحنون وهو ينادي عليّ لأصلي خلفه؟".
وأكدت أنها ستسامح كل من أساء إليها باعتقال أبيها، وقالت: "أبي المعتقل علّمني أنا وإخوتي التسامح والعفو عمن آذانا، لأن الإسلام يأمرنا بذلك".
وفي ختام المهرجان؛ قام منظموه بتوزيع بيان صادر عن "اللجنة الشعبية للدفاع عن المعتقلين في أحداث الزرقاء" طالب الموقعون عليه بالإفراج عن كافة المعتقلين، و"وقف ممارسات كل أشكال التعذيب المادية والنفسية ضدهم".
ووقع على البيان شخصيات وطنية وعشائرية، منها الشيخ محمد خلف الحديد، ود.سفيان التل، والنائب السابق منصور مراد، والشيخ ضيف الله قبيلات، والمحامي ماجد اللفتاوي، ونائب رئيس لجنة الحريات في جبهة العمل الإسلامي عبدالقادر الخطيب.
وعبرت اللجنة الشعبية للدفاع عن المعتقلين في بيان لها عن أسفها لاعتقال المعتصمين الذين لم يقوموا بأي عمل تخريبي أو تحريضي، بل إنهم حرصوا على أن يكون اعتصامهم سلميا، مشيرة إلى أن فئة من "البلطجية" تعمدت خلق حالة الفوضى أثناء انفضاض الاعتصام، معتبرة إياه سيناريو كان الهدف منه قمع الدعوات المطالبة بالإصلاح ومحاربة الفساد، وإشغال الرأي العام الأردني بقضايا جانبية.
وفي الوقت الذي ثمنت فيه اللجنة الخطوة التي قامت بها الحكومة بالإفراج عن عدد من المعتقلين باعتبارها خطوة أولى في الطريق الصحيح، طالبت بالإفراج الفوري عن المعتقلين، وإغلاق هذا الملف نهائيا، وتشكيل لجنة تحقيق مستقلة لتبيان حقيقة ما جرى، ووضع حد لأعمال البلطجية التي تكررت أكثر من مرة ضد المسيرات السلمية، بالإضافة إلى المطالبة الفورية بكبح جماح الأجهزة الأمنية التي انتهكت حرمات البيوت وأبناء العشائر وروعت الآمنين والأطفال بغير حق، ووقف ممارسات كل أشكال التعذيب المادية والنفسية ضد المعتقلين.
وأكدت اللجنة الشعبية للدفاع عن المعتقلين أن الفعاليات والاعتصامات ستستمر وبتصعيد متواتر حتى يتم إغلاق ملف معتقلي أنصار السلفية الجهادية.