اخبار البلد
حذر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون أمس، من أن انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي سيفاقم نشوب خطر حرب في القارة العجوز.
وتنظّم لندن استفتاء في شأن عضوية الاتحاد، في 23 حزيران (يونيو) المقبل. وأوردت صحيفة «ذي تايمز» أن استطلاعاً للرأي أعدّته مؤسسة «يوغوف» لمصلحة شبكة «آي تي في» أظهر أن 42 في المئة من البريطانيين يؤيدون البقاء في الاتحاد، في مقابل 40 في المئة يفضّلون الانسحاب. وأضافت أن 13 في المئة لا يعرفون هل سيؤيدون خيار الانسحاب أم لا، فيما أن 6 في المئة لم يحسموا قرارهم بعد.
وذكّر كامرون بأن «الاتحاد الأوروبي ساهم في مصالحة بلدان خاضت حروباً طيلة عقود». وأضاف في خطاب ألقاه في المتحف البريطاني في لندن: «من مصلحة المملكة المتحدة الحفاظ على هدف مشترك في أوروبا، تجنّباً لنزاعات بين الدول الأوروبية مستقبلاً. هذا يتطلّب بقاء المملكة المتحدة عضواً في الاتحاد». وتابع: «سنندم، عاجلاً أم آجلاً، في كل مرة ندير فيها ظهرنا لأوروبا. إما أن نؤثّر في أوروبا، وإما أنها تؤثر فينا. وفي حال ساءت الأمور في أوروبا، لن يمكننا الزعم بإمكان البقاء في منأى من العواقب. الانعزالية لم تخدم هذا البلد جيداً إطلاقاً». واعتبر أن الاتحاد «يوسّع» دور بريطانيا في العالم، مشدداً على أن عضويتها فيه «قضية كبرى وجريئة ووطنية». وذكّر بتحديات يطرحها تنظيم «داعش» وروسيا أو أزمة اللاجئين، وتابع: «في ظل الوضع الدولي الحالي الخطر، فإن التعاون ضروري بأوسع شكل ممكن، مع جيراننا الأوروبيين».
وخاطب كامرون الحضور قائلاً: «إذا كنتم تحبون هذا البلد، وتريدون الحفاظ عليه قوياً في العالم، والحفاظ على شعبنا آمناً، فإن عضويتنا في الاتحاد الأوروبي هي إحدى الأدوات التي تساعدنا في تنفيذ هذه الأشياء». واستدرك: «لا أقول إن الاتحاد بمفرده حافظ على السلام في أوروبا خلال السنوات السبعين الماضية. بالطبع لا، إذ أدى الحلف الأطلسي دوراً رئيساً. (لكن) إنه لشيء استثنائي جداً أن تجد الدول التي تتحارب وتقتل بعضها بعضاً، سبيلاً للعمل معاً».
وذكّر بأن ونستون تشرشل، رئيس وزراء بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية، «أيّد بحماسة في فترة ما بعد الحرب، التقارب مع بلدان أوروبا الغربية، وتشجيع التبادل التجاري الحرّ وبناء مؤسسات دائمة، لتجنيب قارتنا سفك الدماء في المستقبل».
لكن الحملة المناهضة للاتحاد الأوروبي وصفت تصريحات كامرون بأنها «أميّة تاريخياً»، مشيرة إلى أن «الأطلسي» يساهم في سلام القارة العجوز وأمنها، أكثر بكثير من الاتحاد الأوروبي. وقال روبرت كوكروفت، وهو أستاذ في جامعة أدنبرة، عضو هيئة «مؤرخون من أجل بريطانيا» المناهضة للاتحاد، إن «فكرة أن مؤسسات الاتحاد الأوروبي ضمنت السلام في القارة، كانت دوماً محض هراء».
وحذّر رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر من أن لخروج بريطانيا من الاتحاد «عواقب غير متوقعة على التعايش الأوروبي، لا أريد التكهّن بها لأنني مقتنع بأن البريطانيين سيتخذون القرار الصائب».
ورأى أن «جميع الأوروبيين يصرّون على أن تبقى بريطانيا داخل العائلة»، مذكّراً بأن الاتحاد أبرم «اتفاقاً عادلاً» مع بريطانيا، في شباط (فبراير) الماضي، لمنحها مزيداً من المرونة.
في المقايل، أظهر استطلاع للرأي أعدّته مؤسسة «إبسوس - موري» عبر الإنترنت، أن 49 في المئة من المستطلعين في ثماني دول كبرى في الاتحاد يعتقدون بأن بريطانيا ستصوّت بالانسحاب من الاتحاد. واعتبر 51 في المئة أن خروج المملكة المتحدة سيؤذي اقتصاد الاتحاد، فيما رأى 36 في المئة أنه سيؤذي اقتصاد بريطانيا.