نقاط سوداء؛ لا يمكن فهمها ولا التعامل معها، ورغم خبرة الخبراء إلا أن هناك كثيرا منها يتم نسيانه، والتجاوز عن غموضه، والأيام تجري لمستقر لها..»الدنيا كده».
باسم عوض الله؛ شخصية سياسية أردنية، اتخذت رمزية لدى بعضهم وأصبحت هذه الرمزية نقطة سوداء بحد ذاتها، فلا يمكن أن يقبلوه أو يقبلوا شيئا منه، وحين تبحث غوصا في عمق هذه النقطة من السواد «المدلهم»، تخرج بانطباعات لا تختلف عن تلك التي كانت لديك قبل التعمق والغوص..
حتى اليوم لا أعلم ولا أفهم ما الذي فعله هذا الرجل حتى ينال كل هذا الاتهام والرفض !، كتبت ضده يوما باعتباره يمثل التوجه الليبرالي المتوحش، في السياسات الاقتصادية للدولة الأردنية مع بداية حركة التصحيح الاقتصادي، وحين كانوا يقولون هو عراب «الخصخصة» لمؤسسات وطنية واعدة، كنا نغضب عليه ونتنزل غضب الله عليه، لكنني وبعد حالات من المزايدات والمناقصات السياسية، تابعت تصريحات لأحد رموز الفريق الاقتصادي الذي دفع بتلك المؤسسات للخصخصة، إذ عبر وزير أسبق بأنه المسؤول عن برنامج التخاصية، ودافع عنه بشراسة، وهذا تصريح لم يقع في اهتمام ولا عيون الذين يتحدثون عن باسم عوض الله، وهي واحدة من ميزات النقطة السوداء التي نتحدث عنها، فلماذا لا يكترث الناس بقول وزير وعقلية اقتصادية كالوزير المشار إليه؟ ولماذا لا ينتقدونه مع دفاعه الشرس عن التخاصية! .. حين تعلمون أخبروني السبب، لعلي أفهم شيئا مما يرفض أن يدور بغير تلك الحلقة من الغموض و»التخويث»..
يقدم الرجل جهودا خارج الحدود بموجب توجيهات ملكية وبمباركة ومشاركة ملكية جلية لكل عين،، لكننا نجابهها وكأنها مؤامرة على الأردن، وحين يتم تغليظ الكلام ضد الرجل، إلى حد اتهامه بجريمة تنتمي لقوانين النقطة السوداء المذكورة، بأنه «منسق نشط مع سبق الإصرار» على صعيد العلاقات الاقتصادية بين المستثمرين العرب في السعودية وغيرها وبين الأردن، فالقصة تتجاوز كل مفهوم وطني بل نلحظ فيها قراءة أخرى لنوع نعرفه من أنواع الابتزاز السياسي، فما المطلوب من باسم عوض الله يا ترى؟ هل يجب أن ينتحر مثلا؟ أو يذهب إلى بلد آخر ويتخلى عن جنسيته الأردنية؟ وهل علاقاته الطيبة مع الناس داخل وخارج الأردن جريمة؟ .. لا أفهم هذا الهجوم على الرجل، ولا أعلم لماذا يصمت عنه أصحاب القرار إن كان مسيئا أو فاسدا أو عميلا مزدوجا للوطنية وأخلاقها وأدبياتها..
شخص خدم الأردن والملك، وإن اجتهد وأصاب فله كل الشكر، وإن اجتهد وأخطأ فــ «سيبونا منه ومنكو».
طيب؛ وين الغلط لو كان باسم أو سلامة أو عودة أو أي شخص قام بجهد طيب، وسعى في فكرة بناءة لمصلحة الأردن ودول الجوار؟ أين الجريمة أعني؟ هل الموضوع متعلق بالدول الشقيقة مثلا، أو يتعلق بنا كدولة؟ أو هو محض حقد وحسد وضغينة على هذا الرجل بعينه ؟!.
من عندي ومن عند الغانمين؛ باسم عوض الله لا يمكن أن يكون خيارا أردنيا لموقع قيادي حكومي ولا في فريق اقتصادي، فالنقطة السوداء تتفاقم ظلاما كلما ورد اسم باسم، وهذا أمر لا أعتقد بأن الرجل يبحث عنه أو يحاول من أجله.. لكنه –الرجل- يمتاز بأخلاق الجندية الوفية في خدمة الملك والأردن من أي موقع، ويفعل ويبرع ويحقق نتائج يعجر عنها «عاجزون».
ما علاقتنا وما مصلحة الوطن بمشاعركم تجاه كره وحب الرجل كي تمطرونا بمثل هذه الأخبار «الفالسو» ؟.
شوفولكو غير هالسالفة..
«هلكتونا بحزازيركو» عن باسم.