اخبار البلد
قال رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو: إن إعفاء الأتراك من تأشيرة الدخول إلى أوروبا مسألة "حيوية"، وهو ما ردت عليه المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، بأن على تركيا تنفيذ 72 معياراً قبل إلغاء التأشيرة.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده أوغلو، وميركل، ورئيس المجلس الأوروبي، دونالد تاسك، ونائب رئيس المفوضية الأوروبية، فرانس تيمرمانس، وذلك عقب زيارتهم لمخيم للاجئين السوريين في غازي عنتاب التركية.
وزارت المستشارة الألمانية مع المسؤولَين الأوروبييَن مخيم "نزيب" للاجئين السوريين، بولاية غازي عنتاب، جنوبي تركيا، حيث كان في استقبالهم رئيس الوزراء التركي.
وتهدف زيارة ميركل والمسؤولين الأوروبيين إلى تبديد التوتر بشأن الاتفاق بين أنقرة وأوروبا حول المهاجرين.
وبعيد وصولها استقبلت شابات سوريات - كن يرتدين اللباس الأبيض - المستشارة الألمانية، وقدمن لها باقة من الزهور، بينما كانت محاطة بعشرات الحراس.
وتم تعليق لافتة ضخمة فوق باب المخيم كتب عليها "أهلاً بكم في تركيا، البلد الذي يستقبل أكبر عدد من اللاجئين في العالم"، أي نحو 2,7 مليون.
وقبل أن يغادروا المخيم افتتح المسؤولون الأوروبيون مع داود أوغلو مركزاً يستقبل أطفالاً سوريين، تم بناؤه بتمويل أوروبي.
وأعلن داود أوغلو في المؤتمر الصحفي الذي أعقب زيارة المخيم، مساء اليوم السبت، أن إعفاء الأتراك من تأشيرة الدخول إلى أوروبا مسألة "حيوية" بالنسبة لبلاده.
لكن المستشارة الألمانية ردت على ذلك بالقول: إن على تركيا تنفيذ 72 معياراً قبل إلغاء تأشيرة دخول مواطنيها إلى دول الاتحاد الأوروبي.
وأقرت ميركل بأن هناك 3 ملايين لاجئ سوري في تركيا، وهو "عدد كبير جداً"، مشيرة إلى أن 15% منهم فقط يعيشون في مخيمات، بينما يعيش البقية في المدن، وأفادت المستشارة أنها ستواصل التنسيق مع الأتراك لمكافحة ظاهرة تهريب البشر.
ومن جانبه أعلن نائب رئيس المفوضية الأوروبية أن تركيا نفذت "كل ما تعهدت به" إزاء اللاجئين السوريين، مشيراً إلى أن أوروبا ستنفق هذا الصيف مليار يورو على مشروعات تخدم اللاجئين السوريين في تركيا.
وقالت المفوضية الأوروبية: إن هذه الزيارة "تهدف إلى إظهار كيف وحدت تركيا والاتحاد الأوروبي قوتهما لمواجهة أزمة المهاجرين السوريين"، مشيرة إلى أنها انفقت حتى الآن 77 مليون يورو في مشاريع متنوعة في تركيا، وهو مبلغ سيضاف إليه قريباً 110 ملايين يورو.
وتأتي هذه الزيارة بعد ثلاثة أسابيع على إرسال أوائل المهاجرين من اليونان إلى تركيا؛ في إطار اتفاق مثير للجدل، أبرم في 18 مارس/آذار بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، ويهدف إلى ردع المهاجرين عن السعي للدخول بصورة غير شرعية إلى أوروبا، التي تواجه أسوأ أزمة هجرة منذ الحرب العالمية الثانية.
ويقضي اتفاق بروكسل وأنقرة بإعادة جميع المهاجرين غير الشرعيين الجدد الذين يصلون إلى الجزر اليونانية، إلى تركيا، ومن ضمنهم طالبي اللجوء، وفي المقابل، وافق الاتحاد على مبدأ "واحد مقابل واحد"، أي مقابل كل سوري يبعد إلى تركيا من الجزر اليونانية، يستقبل الاتحاد سورياً واحداً من مخيمات اللاجئين في تركيا، ضمن سقف قدره 72 ألف شخص.
كذلك وافق الأوروبيون على مساعدة تركيا بملبغ 6 مليارات يورو، وتحريك مفاوضات انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، وتسريع آلية إعفاء الأتراك من تأشيرات الدخول إلى أوروبا.
ولكن بالنسبة إلى المسؤولين الأتراك الذين وعدوا 79 مليون تركي بإعفائهم من تأشيرات الدخول، فإن هذا الوعد بات على المحك، فقد صعد الأتراك اللهجة هذا الأسبوع، ملوحين بعدم احترام الاتفاق؛ إن لم يف الأوروبيون بتعهداتهم.