اخبار البلد
اتخذت العواصم الأوروبية وبعض المدن الأميركية سلسلة تدابير أمنية في مطاراتها إثر الانفجارات التي هزت بروكسيل وأوقعت حوالى 34 قتيلاً ونحو 200 جريح اليوم (الثلثاء)، فيما نصحت الحكومة البريطانية رعاياها بعدم السفر إلى بروكسيل.
واستهدف تفجيران القاعة الرئيسة في مطار زافنتم الدولي في بروكسيل، كما استهدف هجوم ثالث محطة مالبيك للمترو قرب حي المؤسسات الأوروبي، أثناء فترة الذروة. وأعلن المدعي البلجيكي فريديرك فان ليو ان انتحاريا على الاقل نفذ احدهما.
وطلبت رئاسة الحكومة البريطانية من البريطانيين عدم السفر الى بروكسيل «إلا في حال الضرورة».
من جهتها أعربت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل عن صدمتها، وتعهدت «تقديم المساعدة للعثور على منفذيها واعتقالهم ومعاقبتهم». وقالت ان «صدمتنا لا حدود لها وكذلك تصميمنا على هزيمة الارهاب»، مضيفة انها عبرت عن «تضامن» ألمانيا مع بلجيكا في مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء تشارلز ميشيل.
وأضافت مركل أن «سنتعاون بكل الطرق الممكنة مع حكومته ومع قوات الامن البلجيكية للعثور على المسؤولين عن جرائم اليوم واعتقالهم ومعاقبته». وتابعت أن «سفاحي بلجيكا إرهابيون لا يقيمون اي اعتبار لمبادئ الانسانية (..) وهم اعداء جميع القيم التي تمثلها اوروبا اليوم».
ودعا الرئيس الأميركي باراك أوباما الموجود في كوبا إلى التضامن مع رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل بعدما اضطرت السلطات إلى إغلاق بروكسيل في شكل شبه تام. وقال أوباما في مؤتمر صحفي بهافانا: «يجب أن نتكاتف في المعركة ضد الإرهاب من دون النظر إلى جنسية أو عرق أو عقيدة. نحن قادرون على هزيمة من يهددون سلامة الناس وأمنهم في مختلف أنحاء العالم وسننجح في ذلك».
وعززت السلطات البلجيكية اجراءاتها الامنية حول المنشآت النووية في البلاد بعد الاعتداءت الدامية. وقالت وكالة «بلجا» للانباء غنه «يتم التدقيق في السيارات كما انتشرت الشرطة والجيش في المكان». وفي بلجيكا محطتان نوويتان مجهزتان بسبع مفاعلات.
واعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن «أوروبا كلها مستهدفة من خلال اعتداءات بروكسيل». وصرح في بيان بأنه على أوروبا «اتخاذ كل الإجراءات الضرورية إزاء خطورة التهديد»، مشدداً على أن «فرنسا ستتكفل بحصتها كاملة» من هذه الإجراءات. وأضاف أن «باريس ستواصل مكافحة الإرهاب بحزم على الصعيدين الداخلي والخارجي».
ودانت دول مجلس التعاون الخليجي الست الهجمات. وقال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني في بيان إن المجلس أبدى دعمه لبلجيكا.
كما دان كل من رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو والناطق باسم الرئيس رجب طيب أردوغان بقوة هذه الهجمات الإرهابية.
من جهته اعتبر الأزهر أن هذه الاعتداءات «جرائم نكراء تخالف تعاليم الإسلام السمحة». وأعرب في بيان عن «إدانته الشديدة للهجمات الإرهابية التي وقعت في شكل متتابع»، مشدداً على أنه في حال «لم تتوحد جهود المجتمع الدولي للتصدي لهذا الوباء اللعين، فلن يكف المفسدون عن جرائمهم البشعة في حق الأبرياء الآمنين».
كما دانت وزارة الخارجية المصرية «بأشد العبارات الهجمات الإرهابية». وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة أحمد أبو زيد في بيان إن «الموقف المصري الثابت هو أن الإرهاب الغاشم لا يفرق بين دين أو عرق، ولا يعرف حدوداً». ودعا إلى «تضامن المجتمع الدولي لمواجهة هذه الظاهرة البغيضة وانتشارها إلي الحد الذي نراه الآن»، معتبراً أن «الوقت حان لأن يقف العالم وقفة حاسمة للتعامل مع ظاهرة الإرهاب الدولي التي تستهدف أمن الشعوب واستقرارها».
وندد رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك بـ«الاعتداءات الارهابية»، واعلن في بيان ان «هذه الاعتداءات تشكل مستوى جديدا من الدناءة من قبل الارهابيين الذين يتحركون بدافع الكراهية والعنف».
من جهته كتب رئيس الوزرءا البريطاني ديفيد كامرون على حسابه على «تويتر»: «أشعر بالصدمة والقلق عقب حوادث بروكسيل. سنبذل كل ما في وسعنا للمساعدة». وقال اثر انتهاء اجتماع طارئ لحكومته مخصص للبحث في هجمات بروكسيل «لن نسمح ابداً لهؤلاء الإرهابيين بالانتصار».
وأضاف: «نحن نواجه تهديداً إرهابياً واضحاً جداً في مختلف البلدان الأوروبية، ويجب علينا مواجهته بكل الوسائل»، مشيراً إلى أنه اتصل بنظيره البلجيكي شارل ميشال وعرض عليه المساعدة. وتابع أن «اليوم هو يوم التضامن والتعازي وتقوية أمننا»، مشددا على فعل «كل ما يمكننا لضمان امننا».
وأشار رئيس فرع مكافحة الإرهاب في الشرطة البريطانية مارك رولي الى أن «الانتشار الشرطي تم تعزيزه في ارجاء المملكة المتحدة في المواقع الحساسة ومن بينها وسائل النقل، على سبيل الاحتراز، بهدف حماية الناس وطمأنتهم».
ودعت فرنسا الى تعزيز مكافحة الارهاب على المستوى الاوروبي. واعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف نشر 1600 عنصر شرطة ودرك اضافيين في البلاد. من جهته قال رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس في ختام اجتماع طارئ دعا اليه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند: «نحن في حرب، وفي مواجهة هذه الحرب يجب تعبئة كل الهيئات».
واعتبر رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفين أن انفجارات بروكسيل التي وقعت اليوم هي نتيجة «هجوم على أوروبا الديموقراطية». وأضاف أنه «هجوم على أوروبا الديموقراطية. لن نقبل أبداً بأن يعتدي إرهابيون على مجتمعاتنا المنفتحة».
وصعدت الشرطة في كل من الدنمرك والسويد وفنلندا إجراءات الأمن بالمطارات والأماكن العامة. وقالت الشرطة الدنماركية إنها زادت دورياتها في مطار كوبنهاغن ونقاط رئيسة أخرى في المدينة.
وقالت الشرطة السويدية إنها عززت وجودها في المطار واتخذت المزيد من الإجراءات الأمنية في أماكن عامة أخرى. وقال وزير الداخلية الفينلندي بيتيري أوربو على «تويتر»: «مسؤولو الأمن في فنلندا زادوا المراقبة في مطار هلسنكي-فانتا».
وطلبت المفوضية الأوروبية من موظفيها ملازمة منازلهم أو مكاتبهم. وكتبت مفوضة الموازنة كريستالينا جورجييفا، التي تتولى أيضاً شؤون الموظفين والأمن، على «تويتر»: «رجاء أبقوا في المنازل أو داخل المكاتب. مؤسسات الاتحاد الأوروبي تعمل معاً من أجل ضمان أمن الموظفين والمباني». واتخذت إجراءات أمنية مشددة في مطار فرانكفورت، أحد أكبر مطارات أوروبا، على ما أعلنت الشرطة الفيديرالية الألمانية لوكالة «الصحافة الفرنسية» (فرانس برس). وقالت ناطقة باسم الشرطة: «بالنسبة إلى المطارات (الألمانية) الأخرى، لا يمكنني الإدلاء بأي تصريح (...) إننا في مرحلة التقييم».
وفي باريس، أعلن مصدر ملاحي تعزيز الإجراءات الأمنية في مطار رواسي شارل ديغول في باريس، وأوضح المصدر أنه «يجري تطبيق إجراءات الوقاية والأمن في كل من مباني المطار الثمانية وفي المحطتين، مع فرض رقابة على القطارات القادمة من بروكسيل وتعبئة فرق رصد العبوات بواسطة الكلاب المدربة».
وفرضت هولندا تدابير أمنية مشددة في مطاراتها، كما عززت إجراءات المراقبة على حدودها مع بلجيكا، وفق ما أفادت الأجهزة الهولندية لمكافحة الإرهاب. وقالت الأجهزة على موقعها الإلكتروني: «نتخذ هذه التدابير الإضافية من باب الحيطة (...) وهذا يعني دوريات إضافية للدرك في (مطار) شيبول وفي روتردام وأندهوفر، ومراقبة معززة على الحدود الجنوبية». وكانت نيابة بروكسيل وسلطات المترو أعلنت إغلاق محطات المترو والقطارات والحافلات والترامواي في العاصمة البلجيكية، إثر الانفجارت التي هزت المطار ومحطة للمترو. وكتبت الشركة المشغلة للمترو «أس تي آي بي» على «تويتر»: كل شبكتنا مغلقة حالياً». وأعلنت هيئة يوروستار عدم تسيير قطارات من وإلى محطة بروكسيل.
وعززت شرطة نيويورك إجراءات الأمن على سبيل «الاحتياط الإضافي» في المدينة. وقال نائب الناطق باسم الشرطة ستيفن ديفيس في بيان إن «شرطة نيويورك تتابع الوضع في بلجيكا عن كثب، وهي على اتصال وثيق مع شركائنا الدوليين ومكتب التحقيقات الفيديرالي (اف بي آي)». وأضاف أنه «إلى حين اطلاعنا على مزيد من المعلومات، نشرت الشرطة عناصر إضافيين لمكافحة الإرهاب».
وأوضح ديفيس أنه «تم نشر هذه الفرق في المناطق التي توجد فيها كثافة سكانية ووسائل نقل في المدينة، وذلك على سبيل الاحتياط الاضافي لضمان تواجد للشرطة وطمأنة الناس». وفي واشنطن تم تعزيز دوريات الشرطة صباح الثلثاء في مترو الأنفاق في إجراء احترازي هذه الحالة.