مروان المعشر والمغنية نداء شرارة

مروان المعشر والمغنية نداء شرارة
أخبار البلد -  
نشرت جريدة الغد للسيد مروان المعشر نائب رئيس الوزراء الأسبق، يوم الأربعاء (6/1/2016م) مقالاً بعنوان (حجاب نداء شرارة ودولة المواطنة)، يحمل فيه بشدة على من وجَّه نقداً لهذه المغنية الأردنية وهي تقدم فنها متحجِّبةً، وعدَّ هذا النقد من بعضهم من قبيل الكيل بمكيالين للشيء الواحد، إذْ إذا لم يوجَّه نقدٌ للمغنية كرازون قبل سنوات، وهي تغني سافرةً، فلماذا يوجه الآن لشرارة وهي تقوم بالعمل نفسه متحجبةً؟! كما عد هذا النقد نوعاً من التدخل في الحرية الشخصية للأفراد، والفهم الضيق للدين، وبالتالي ضرباً من الثقافة الإقصائية، وعدم قبول الآخر. ومن هنا فهو يطالب بمواجهة هذه الثقافة بصرامة حتى لا تتمدّد في المجتمع، داعياً إلى رفضها وقد راح نشؤنا يحتقب من خلالها شعورَ الاستعلاء، وأننا أفضل من غيرنا، ويدعو إلى اتخاذ أقوال رئيس وزراء كندا ورئيس جنوب إفريقيا الراحل مثالاً في الاعتراف بما عند الآخرين من مفاهيم، على أنه شكل من التنوع والحريات الشخصية.

وإنني لأقول أساساً، للسيد المعشر: إننا نحن بني البشر ومنذ أن كنا وسنبقى إلى ما شاء الله، لا نعيش في فراغ. وليس هنالك من شيء في هذه الحياة إلا وللناس منه موقف قد يُستَمدّ من الشرائع السماوية أو الشرائع الأرضية. 

وقضية الاختلاف في المواقف إزاء الموضوعات المتنوعة أمر طبيعي، ولكنْ علينا مسبقاً أن نحترم المبادئ التي ينطلق منها الناس في استحسان أمرٍ أو استهجانه، أو عده حلالاً أو حراماً، ولا سيما في دائرة الشرائع السماوية، لأنها بلا شك أرقى من أي أفكار أو تشاريع أخرى تنتطلق من منطلقات دنيوية على تفاوتٍ فيما بين الشرائع السماوية في الصحة. ومن هذه التشاريع التي يجب ولا ريب أن تُستفتى في أية مسألة صغرت أم كبرت، مادام الحديث يدور هنا في مجتمع غالبيته المطلقة تنتمي إلى الدين الإسلامي، هذا الدينُ نفسه، لأن في تجاوز ذلك تجاوزاً للحقوق، أو عدم احترام لتلك التشاريع وأهلها!

يدور حديث السيد المعشر في مقاله هذا قي الأصل حول مسألة الغناء ومن ثم الحجاب بالتبعية والموقف من ذلك، انطلاقاً من الثقافة وهي المسألة الجوهرية في هذا الشأن. ولا مرِاءَ في أن هذه المسائل الثلاث: الغناء والحجاب والثقافة أمور على جانب كبير من الأهمية والخطورة، تقوم عليها في العالم أديان وأمم وحضارات، وليست من السهولة بحيث يُدلي فيها أيٌّ بدلوه، هكذا بكل عجلة واستخفاف، غيرَ عابئٍ برأي الآخرين وخاصة من أهل هذا الشأن ذاته، بل قد يحمل عليهم وهو يظن أنهم يعارضونه. وأقول للسيد المعشر: إن هذه المسائل التي أثرتها في مقالك ذات علاقةٍ وطيدة بعقيدة الأمة المسلمة، ومساسٍ وثيق بدستور البلد الذي يقول: (دين الدولة الإسلام). وهذه أمور لها في هذا الدين حلولها وأجوبتها المرقومة في كتب الفقه والتي أفتى فيها ولا يزال علماء الأمة الحريصون على دينهم الذي هو عند الصادقين منهم أغلى عليهم من أنفسهم، ومعهم بالتعاطف والتأييد جماهير هذا المجتمع وفي مقدمتهم الدعاة إلى الله الذين يهمهم أن يبقى هذا المجتمع نظيفاً عفيفاً، سامياً لا هابطاً، يُفتي في شؤونه كلُّ من هب ودب ممن ليس له خلاق في الأمر من علم أو اختصاص.

وأقول مرةً أخرى للسيد المعشر: إننا ابتداءً لسنا ضد الفن أو الغناء هكذا بكل جمود أو (إسمنتية)، ولكنَّ للمسألة أحكامها وحدودها التي نستمدّها من شرعنا الحنيف دون أن تغرنا عن أنفسنا أقوال الآخرين الذين لا تهمهم هذه الحدود بشيء، لأنها عندنا حينئذ أقوال طائشة لا تساوي في ميزان الحق شروى نقير، أنّى قال بها من قال. فربنا سبحانه أعلمنا بما يصلح لنا وبما لا يصلح في كتابه العزيز، ورسولنا العظيم بين لنا وجه الصواب في كل أمورنا الحياتيه، فليس أمرنا علينا غُمّه، حتى نأخذ أقوال فلان أو علان إن كان فيها خلاف لمبادئنا السديدة. إن الغناء في ديننا ليس محرّماً على إطلاقه، إنما هو الغناء الطيب المضمون الطاهر الأسلوب، الذي يُنمِّي الخلق الرفيع ويحضُّ على السلوك المستقيم، بعيداً عن اختلاط الرجال بالنساء، خالياً من الكلمات الفاحشة والنظرات الخائنه، كما يُحتاط له أن يكون في أماكن محدودة وغير مكشوفة، وإلا فهو كما قال العلماء يُنبِتُ في القلب النفاقَ، كما ينبت الماءُ العشب!

ومعلوم أن الغناء المحرم مما أشرتُ إلى مواصفاته قبل قليل، محرمٌ سواء أكان مؤدِّيه سافراً أم محجَّباً، فإذا كان السفور في ديننا حتى بدون غِناء جاهلية وسقوطاً، فالحجاب مع الغناء الذي لم يلتزم بالشروط المطلوبة، قد يكون شرّه أكبر، لأنه حينئذٍ سخرية بالحجاب عينه، بل بدين هذا المغني، بل بالمغني نفسه، إذ يَمْثُلُ عندها مسطرة سيئةً للمتصيدين لدينه بالماء العكر. ولا يخفِّف من سوء هذا الغناء وحرمته أن يكون أهل هذا المغني يؤيدونه، أو أن مجتمعه يشجعه على ذلك ويصوت له في أجهزة الإعلام، فنحن وبكل وضوح، نعيش زمان الانقلاب على الأخلاق الكريمة والمبادئ القويمة في عصر حضارة الغرب الفاسدة بكل ما تعني الكلمة من فساد.

وإزاء هذا تبدو عبارات صاحب المقال بأن مهاجمة هذا النوع من الغناء المحجبة صاحبتُه أو عدم مهاجمة تلك السافرة صاحبته، وأن هذه النظرة لهذا الغناء عامةً نوعٌ من الإقصائية وعدم الاعتراف بالآخر أو نظرة دينية متحزقة، لا مستند لها من الحق أو داعماً من المنطق، بل تقف هكذا عارية في الهواء، وخاصة عندما يُطلِق الحكم بأن السفور في المجتمع ليس دلالةً على الرذيلة ولا الحجاب فيه دلالة على الفضيلة! والله سبحانه وتعالى يقول للناس: (يا بني آدمَ قد أنزلْنا عليكُمْ لِباساً يُوارِي سوآتكم ورِيشاً، ولِباسُ التقوى ذلك خيرٌ)، ويقول رسوله الكريم لأسماء بنت أبي بكر: (يا أسماء إذا بلغت المرأة المحيض، لا يحل أن يبين منها إلا هذا وهذا) وأشار إلى وجهه وكفيه. هذا مع عدم تنقيرنا أصلاً على النوايا في لبس الحجاب فهي لله وحده.

أما اتّهام الكاتب ثقافتنا التي نشأنا نتعلمها ونتمسك بها، ومنها ننظر للمجتمعات الأخرى، نظرة الاعتزاز بأننا فيها الأعلون، وأصحاب الخيرية، ففي هذا افتئات على قوله سبحانه: (كنتُمْ خيرَ أمّةٍ أُخرِجتْ للنّاسِ، تأمرونَ بالمعروفِ، وتنهَوْنَ عن المنكَرِ، وتؤمنون باللهِ) وقوله: (ولا تَهِنُو ولا تحزَنُوا وأنتُمْ الأعلَوْنَ إنْ كنتُمْ مؤمنينَ). وليعلم الكاتب أن ثقافتنا هي فرع عن ديننا أو رديف له. وهي التي أحلتنا فعلاً عند أخذنا بها مقعد السيادة بين الأمم جمعاء، وعندما تركناها أضحينا في ذيل الركب العالمي كما هو مشاهد، وليعلم كذلك حتى يريح نفسه من العناء، أن هذه الثقافة لو اجتمعت أمم الأرض كلها لتمحوها، فلن تستطيع، فإن دون ذلك عندنا حزَّ الحلاقيم!

وبعد، فإننا نقول للكاتب بداية وختاماً: لقد جعلت من شخصك مفتياً وقاضياً، فهل راجعت نفسك أنْ لو تركت الأمر لأهله، وله عندهم مؤسسات معروفه وأشخاص موسومون، لكان أفضل وأكرم، إلا أن نقنع أنفسنا أن السيد المعشر أصبح بين عشية وضحاها (الشيخ شلتوت)، كما نقول له: إننا وبدون تكلف كما هو شأننا على الدوام مفتَّحو النفوس على الآخرين نسمع لهم ونحاورهم، لكننا لا نقبل الانحراف في عقيدتنا والسكوت على المنكر في مجتمعاتنا، ونحترم آراء الأخرين وأديانهم، ولكنْ لا نسمح بالاعداء على فكرنا وقيمنا، لأنها ليست مطية لأي واغل يفتي فيها بما يشاء. وقد قيل حتى في محيط الشريعة الإسلامية: أجرؤكم على الفُتْيا أجرؤكم على النار ونقول له أخيراً: عهدناك يا هذا تتحدث في أمور السياسة، فما الذي ألجأك اليوم إلى هذا المخش الوعر، إلا أن يكون وراء الأكمة ما وراءها.

 
شريط الأخبار “حزب الله” يقصف قاعدة عسكرية جوية في ضواحي تل أبيب- (فيديو) هآرتس: هكذا أخرس “ميكروفون الصفدي” كل الإسرائيليين وحكوماتهم من منصة الأمم المتحدة أسعار النفط قفزت بنحو 3 بالمئة بعد تقارير عن استعداد إيران لشن هجوم صاروخي على إسرائيل الحوثيون يحرقون ثلاث سفن أجنبية في ثلاثة بحار... وبيان تفصيلي حسان يفوض صلاحيات لـ 6 وزراء - تفاصيل تأهب في إسرائيل عقب توقع هجوم باليستي من إيران.. والبيت الأبيض يؤكد ويحذر ايران إعادة تشكيل محكمة أمن الدولة - أسماء الجمارك تدعو هؤلاء للامتحان التنافسي - أسماء ماجد غوشة: التوترات الإقليمية والحرب في لبنان وغزة تعمق أزمة العقار وتزيد من قلق المستثمرين ما مصير تيك توك في الأردن حزب الله يستهدف مقر الموساد بتل أبيب بصواريخ فادي 4 هلالات: الحكومة لا تلتفت الى القطاع السياحي بشكل جدي الملك يوجه الحكومة لإقامة طريق جديد يسهل التنقل للمناطق السياحية الملك ينعم على شخصيات عجلونية بميدالية اليوبيل الفضي (أسماء) أسماء المقبولين في دبلوم المعهد القضائي بدء صرف رواتب المنتفعين من صندوق المعونة الوطنية اليوم اسرار لم تنشر عن حادثة مصنع العقبة التي شغلت الرأي العام حزب الله ينفي التوغل الإسرائيلي بلبنان الملك يؤكد ضرورة تكثيف الجهود للتوصل إلى تهدئة شاملة في المنطقة بورصة عمان تغلق تداولاتها لجلسة اليوم الثلاثاء بنسبة انخفاض 0.1%