مروان المعشر يكتب :بين إرادة الإصلاح وإدارة التغيير

مروان المعشر يكتب :بين إرادة الإصلاح وإدارة التغيير
أخبار البلد -   اخبار البلد-

 
لا يختلف كثيرون على أن الاقتصاد الأردني اليوم في وضع حرج، وبحاجة إلى معالجة منهجية وطويلة الأمد. كما يدرك الاقتصاديون تماماً، داخل الحكومة وخارجها، أن مثل هذه المعالجة تحتاج إلى الابتعاد عن النظام الريعي واعتماد نظام مبني على الإنتاجية وخلق فرص عمل حقيقية في القطاع الخاص.
عدم وجود إرادة سياسية للتغيير منبعه أن البعض من النخب في مراكز صنع القرار لا يريد خسارة امتيازاته، وهنا بعض آخر يخشى من البدء بعملية تحتاج نفساً طويلا ومصداقية لدى من يقوم بها أمام الناس، كما تحتاج إلى برامج لا تهمش فئات في المجتمع ليس لديها المهارات اللازمة لتحسين مستوى معيشتها جراء هذا التغيير.
لن يتم التغيير المطلوب إلا من قيادات وحركات ليس لديها تصور اقتصادي واضح فحسب، وإنما أيضاً حنكة سياسية لإدارة وتنفيذ هذا التصور؛ حركات لها مصداقية شعبية، تستطيع من خلالها إقناع القواعد الشعبية بالتضحيات المطلوبة للخروج من عنق الزجاجة. المشكلة اليوم أن النخب بشكل عام لا تتمتع بهذا القدر من المصداقية التي تؤمّن لها الثقة الشعبية، بحيث يقتنع الناس بأن تضحيات اليوم ستقود إلى بر الأمان في الغد المنظور.
كما أن عملية الانتقال نحو مجتمع الإنتاج لا تستطيع أن تهمش الفئات التي اعتادت الاعتماد على القطاع العام لتوظيفها بينما يتم تنفيذ الإصلاحات المطلوبة؛ فلا بد من سياسة تدير هذا التحول بشكل لا يؤدي إلى تحمل هذه الفئات عبء الانتقال نحو اقتصاد ذاتي النمو. ولا بد أن يدرك القطاع الخاص أن عليه تحمل جزء لا يستهان به من هذا العبء ضمن شراكة استراتيجية مع الحكومة، مقابل أن توفر له الدولة المناخ المناسب لخلق فرص العمل، بينما يتم دعم هذه الفئات ليس من خلال المساعدات المباشرة فقط، ولكن من ناحية تمكينها وتعزيز قدرتها على رفع مستواها الاقتصادي وتأمين حاجاتها الرئيسة، كالتأمين الصحي الشامل والتعليم النوعي مثلاً، بحيث تستطيع الاستفادة من نمو فرص العمل المفترض توفيرها من القطاع الخاص، حتى نصل إلى وضع ينعم فيه الجميع باقتصاد ذاتي النمو مستدام.
لن تتم هذه الإصلاحات أيضاً من دون أن ترافقها إصلاحات سياسية، تزيد من مشاركة المواطن الحقيقية في عملية صنع القرار، بحيث لا يشعر أن الحكومة جزء غريب عنه تستهدف قوته اليومي، بدلاً من الشعور أنها تعمل لصالحه ضمن نظام رقابي يحاسب الفاسد ويراقب تنفيذ البرنامج.
تبدو المساعدات الخارجية التي يحصل عليها الأردن بسبب موقعه الجيو-استراتيجي ومواقفه، داعمة للاقتصاد الأردني. لكن هذه النظرة قصيرة المدى، لأن المساعدات أعاقت الحاجة إلى إصلاحات جذرية تمكّن الأردن من الوقوف اقتصاديا على قدميه بشكل مستدام. فوجود هذه المساعدات عبر الزمن كان دائما ينفي الحاجة إلى القيام بالإصلاحات الضرورية، والنتيجة كانت عدم تشجيع سياسة تقوم على تعظيم الإنتاجية وخلق فرص عمل حقيقية. بعبارة أخرى، كانت كلفة عدم القيام بالإصلاحات الضرورية أقل على المدى القصير من كلفة القيام بها، ولو أنها ستقود في النهاية لنتائج كارثية. كما أن الحكومات المتعاقبة وبسبب ضعف مصداقيتها، لم تصرف الجهد والوقت الكافيين لشرح هذه الأمور بشكل منتظم للناس، لإقناعهم بما يمكن تحقيقه وبشكل مستدام إن طبقت هذه الإصلاحات.
لم تعد الحكومة تستطيع الاستمرار في نهجها الريعي بعد أن بلغت نسبة العاملين في القطاع العام 42 % من القوى العاملة، وبعد أن وصل الدين العام وعجز الموازنة مستويات تهدد مستقبل البلد كله. وترحيل المشكلة لم يعد حلا مقبولا. الحل الوحيد يكمن في برنامج تتفق عليه مكونات المجتمع كافة، وينفذ من قبل حكومات ذات مصداقية، لإدارة التغيير بطريقة لا تهمش الفئات متدنية الدخل وتمكنها، بما يؤدي إلى استقرار وازدهار ينعم بهما الجميع.
كل دقيقة نتأخر بها عن ذلك سندفع ثمنها مضاعفا.
شريط الأخبار الأرصاد تكشف تفاصيل الحالة الجوية خلال الأسبوع المقبل وفيات الأردن اليوم السبت 20-12-2025 العثور على جثة شخص مفقود بمنطقة اللجون في الكرك كييف تنقل معركة المسيرات إلى البحر المتوسط وتستهدف ناقلة للنفط الروسي أعمال تعبيد في عمان بمساحة 500 ألف متر مربع وبكلفة 3 ملايين دينار إعلان أمريكي مرتقب بشأن "الإخوان المسلمين" الأرصاد: طقس بارد نسبيا وتحذيرات من الضباب والصقيع خلال الأيام المقبلة الأردن يرحب بتعيين برهم صالح مفوضا ساميا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تأخير بدء امتحانات الطلبة في لواء البترا السبت الشرق الأوسط للتأمين راعٍ ذهبي للمعرض والمؤتمر الأردني الدولي للشحن والتخليص والخدمات اللوجستية وتشارك بخبرتها الريادية في التأمين البحري الملك للنشامى.. " حظ الأردن بكم كبير يا نشامى، وكلنا فخورون بكم وبما حققتم" لجنة التأمين البحري في الاتحاد الأردني لشركات التامين تشارك في مؤتمر ومعرض JIFEX 2025 في العقبة ولي العهد يبارك للمغرب بطولة كأس العرب ويشكر قطر على حسن التنظيم النشامى يصلون إلى أرض الوطن بعد تحقيقهم الوصافة في بطولة كأس العرب مذكرة احتجاج بشأن الأداء التحكيمي في مباراة الأردن والمغرب من هو رئيس محكمة استئناف عمان الجديد الأردن يرحب بقرار إلغاء العقوبات المفروضة على سوريا بموجب قانون قيصر وفيات الجمعة 19 - 12 - 2025 الاتحاد الأردني لكرة القدم يعلن موعد عودة النشامى إلى عمان الذهب يسجّل أعلى مستوى له في التاريخ