قلق بتل أبيب… جنرال إسرائيليّ: حزب الله يكتسب دروسًا مهمّةً جدًّا في القتال
- الثلاثاء-2016-01-19 | 11:29 am
أخبار البلد -
اخبار البلد
قال الجنرال الإسرائيليّ، موني كاتس، إنّه للمرة الأولى في التاريخ، يخوض "حزب الله” حرب المناورات الهجومية كجزء من عملياته في سوريّة، ويُساهم التدخل الروسي في تعزيز هذه التجربة، فيعطي بذلك للحزب على الأرجح دروسًا هامة للنزاعات المقبلة. وأضاف إنّه حتى الآن، لطالما اتبع "حزب الله” إستراتيجية دفاع واستنزاف في أعمال القتال ضد عدوه الأساسي إسرائيل، وهي مقاربة اعتبرها عدة ضباط رفيعي المستوى في الجيش الإسرائيليّ "غير خاسرة”.
وعلى ضوء العناصر القتالية والميّزات التكنولوجية المتوفرّة لدى إسرائيل، ركزت هذه الإستراتيجيّة على تمديد فترة القتال إلى أقصى حد، مبقيةً على الاستنزاف في الساحة الداخلية عبر إطلاق صواريخ على المراكز السكنية الإسرائيلية وزيادة تكاليف المناورات البرية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان. وتابع الجنرال، وهو القائد السابق لفيلق الجليل في اللواء الشماليّ، تابع قائلاً إنّ "حزب الله” أظهر هذه المقاربة الدفاعية خلال حرب عام 2006 عندما أخفى صواريخ ومقاتلين في شبكات معقدة من التحصينات السرية تحت الأرض ومناطق ذات كثافة نباتية أطلق عليها ضباط إسرائيليون تسمية "المحميات الطبيعية”.
واعتقد الحزب أنّه طالما لم ينهار، يمكنه أنْ يدعي أنه قد صمد في حرب ضدّ الجيش الإسرائيليّ المدجج بالسلاح، الأمر الذي اعتبره الحزب انتصارًا بالفعل، إلا أن الحرب السوريّة غيرت هذا النموذج الدفاعي. ولفت إلى أنّه في سوريّة، يُفترض انخراط روسيا بالحرب أنْ يتعلّم الحزب الدروس من أحد أفضل الجيوش في العالم. وأضاف قائلاً إنّه على المستوى الكلي، سيطّلع "حزب الله” على الفكر العسكري الروسي، الذي يتضمن مفاهيم تشغيلية متطورة ومهارات متقدمة من ناحية التخطيط العسكري.
فالجيش الروسيّ، برأي الجنرال الإسرائيليّ، يملك خبرة واسعة في ما يتعلق بإنجاز أنواع مختلفة من العمليات، بما فيها حملات مكافحة التمرد وحملات تقليدية. بالإضافة إلى ذلك، عندما يخطط اللاعبون لحملة عسكرية مشتركة تتضمن هجمات جوية وبرية متزامنة، يتشاركون عادةً المعلومات الاستخباراتية مع بعضهم البعض، ولا تُستثنى الحرب الحالية من ذلك. وعلى نطاق أوسع، أوضح الجنرال، يطّلع الحزب على الأرجح عن كثب على كيفية قيام المحللين الروس بجمع استخبارات الإشارات واستخبارات بصرية واستخبارات المصادر المفتوحة لتقديم صورة أوضح عن العدو وأرض المعركة. كما أنّ العمل مع الروس، برأيه، سيُساعد الحزب أيضًا على تعلم كيفية تنفيذ عمليات هجومية معقدة في البيئات الحضرية، لافتًا إلى أنّ القوات الروسية تملك خبرة واسعة في حرب المدن، وبالتالي يمكنها أنْ تزود الحزب بعدة معلومات مفيدة، بما فيها كيفية تنظيم بنية فعالة للقيادة والتحكم، وكيفية اختيار أسلحة مختلفة لسيناريوهات مختلفة، وكيفية خلق أهداف إضافية بعد الدخول إلى أرض المعركة، وكيفية المحافظة على الطرق اللوجستية، حسبما قال.
وأردف أنّه ليس هناك شك بأنّ قادة "حزب الله” في سوريّة يفكرون بالفعل في مثل هذه القضايا، ويمكن أنْ يؤثر القتال إلى جانب الروس إلى حدٍّ كبيرٍ على العبر التي يستخلصونها.
وعلى المستوى الاستراتيجي، يبدو أنّ الحزب قد تخلى عن مقاربة "عدم الخسارة” وأخذ يركز عوضًا عن ذلك على طرق تحقيق الانتصارات المرتقبة في مراحل مبكرة من نزاع معين. وعلى المستوى التكتيكي، يشغل "حزب الله” حاليًا مقعدًا في الصفوف الأمامية يُتيح له مراقبة مختلف نظم الأسلحة والمعدات التي يستخدمها الروس في سوريّة، والتي لم يسبق للحزب أنْ رأى بعضها من قبل.
وبالتالي، يمكن أنْ يتعلم الحزب كيفية استخدام أسلحته الحالية (بعضها روسية الصنع) على نحو أكثر فعالية ويدرس النظم التي قد يرغب بشرائها في المستقبل. وعلاوةً على ذلك، أوضح الجنرال الإسرائيليّ، في مقالٍ نشره على موقع معهد واشنطن، أنّه بما أنّ "حزب الله” يستخلص دروسًا من الروس، سيتفوق بقدراته على "القوات المسلحة اللبنانية”، التي هي بالأساس أضعف منه من ناحية الخبرة القتالية والأسلحة. ويشكل قلب ميزان القوى لصالح "حزب الله” على نحو أكبر احتمالاً خطرًا نظرًا لانعدام الاستقرار والتوتر الحزبي السائدين في لبنان.
وقال الجنرال أيضًا إنّه فيما يتعلق بإسرائيل، تجدر الإشارة إلى أنّه في حين يكتسب "حزب الله” خبرة قيّمة في سوريّة، فإنّ الأعداء الذين يواجههم هناك أضعف بكثير من الجيش الإسرائيلي. وأوضح أنّه صحيح أنّ "جبهة النصرة” و(داعش) وفصائل متعددة تملك كلها نقاط قوة خاصة بها، إلا أنّها لا تفرض التحديات ذاتها التي تفرضها حرب ضد مؤسسة عسكرية مدربة جيدًا وتملك قوات جوية وبحرية وجيشًا ذات قدرات عالية، وجميعها على معرفة وثيقة بـ”حزب الله”، الذي سيستخلص دروسًا هامّة، ولكنّه سيجد صعوبة بالغة في تطبيقها، لا سيما عندما يكون خصمه الجيش الإسرائيلي. وخلُص الجنرال الإسرائيليّ إلى القول إنّه مع دخول روسيا ساحة المعركة في سوريّة في أيلول (سبتمبر)، أعلن نصر الله لتلفزيون "المنار” أنّ موسكو تلعب دورًا إيجابيًا سيأتي بنتائج إيجابية بإذن الله. فالدروس العسكرية الروسية التي سيتلقاها "حزب الله” في الأشهر المقبلة ستُساهم في تعزيز شعور التفاؤل لدى الحزب من جهة وقدراته من جهة أخرى، على حدّ تعبيره.