زيارة خاطفة.. في موسم الهجرة إلى الربيع

زيارة خاطفة.. في موسم الهجرة إلى الربيع
أخبار البلد -  
جاء زلزال الربيع العربي على خلفية أنظمة استبدادية قمعية ساست البلاد بالقمع والترويع الأمني وانتهاكات مريعة لحقوق الإنسان، وقبضة أمنية وعسكرية على الشعوب وكل مفاصل الدولة، وكبت الحريات وامتهان كرامة الإنسان وحقوقه، وممارسة كل أشكال القهر والفساد والإفساد السياسي، والارتهان السياسي لقوى خارجية، فضلا عن التدهور الاقتصادي والأوضاع المعيشية البائسة.

أوضاع ولدت شعورا عاما لدى الإنسان العربي بامتهان كرامته وسيادته ونهب ثرواته، أدت إلى انفجار الغضب المتراكم مدفوعا بمطلبي الحرية والكرامة، ودشن هذا الربيع بمظاهرات واعتصامات مليونية قوامها جمهور يافع ضاق ذرعا بالإذلال والاستبعاد والتهميش، فجاء انفجارا اجتماعيا واسعا لعبت فيه نخب اجتماعية جديدة دور الصاعق.

حققت هذه الثورات منجزات سريعة في إسقاط حكام، وإزاحة رموز أنظمة بوليسية فاشية، وقلبت مؤسسات وبنى سلطوية، ظننا بعدها أننا قاب قوسين أو أدنى من الولوج إلى عصر الحرية والديمقراطية والتعددية، ودولة المواطنة العادلة، دولة القانون والمؤسسات واستقلال السلطات واحترام القضاء النزيه العادل المستقل، وامتلاك الشعوب حقها في القرار والمصير والسلطة في انتخابات حرة ونزيهة، وإنهاء الاستبداد والفساد والعجز من المعادلات الوطنية.

ولكن ما أن توارت الجماهير من الميادين والشوارع، حتى بدأت عملية الانقضاض على أهداف الثورة، لنعود إلى المعاناة من جديد ولكن بصيغة أشد عنفا وبطشا.

ما تقاسيه الشعوب اليوم من جراء هذه الانتكاسة يضعنا أمام حقيقة مهمة من حقائق الاجتماع الإنساني هي أن الأهداف الكبيرة لا يمكن أن تتحقق بين عشية وضحاها بل دونها سنوات طويلة من النضال والتضحيات لتضع أولى الخطوات على طريق التغيير الحقيقي وتحقيق الأهداف، وأنه لا توجد وصفة سحرية لنجاح تجارب التحوّل الديمقراطي في العالم، خاصة وأن جل أنظمة العرب أنظمة استبدادية يقودها حكام «إلى الأبد»، ويحيطون أنفسهم بمؤسسات فولاذية، وجيوش من المثقفين والإعلاميين مهمتهم التهليل والتسبيح بحمد هذه الأنظمة، وتسويف التغيير والإصلاح بحجة الحفاظ على الاستقرار الزائف، وإطلاق الفزاعات، وتسويغ «تأبيد الاستبداد» بمسوغات ومبررات ما أنزل الله بها من سلطان.

عند هذه المحطة نتوقف لنستذكر بعض الدروس والعبر من تجارب الأمم والشعوب، وفي مقدمة هذه العبر المستفادة أن الحرية والديمقراطية والعدالة هي سيرورات اجتماعية وتاريخية متصلة ومستمرة، وأن الثورات –كالزلزال- تهز البنيان السياسي والاجتماعي من جذوره وتحدث قدرا كبيرا من التحولات –الإيجابية والسلبية على حد سواء– من خلال تراكم بطيء ولكنه قادر على إحداث تحولات نوعية، وأن الثورات -حتى في حال استعصائها او انتكاستها- تشرع أبواب التاريخ، وتفتح منافذ المستقبل.

في ضوء هذا المعيار يمكن أن نقول ان ثورات الربيع العربي ما تزال في بداياتها، تحتاج إلى الوقت، صحيح اننا اليوم أمام استعصاءات، وصحيح أيضا أن ربيعنا هزم في بعض جولاته، ولكنه لم ينته، فزيارة لهذا الربيع تكشف أن الأمة أنجزت أهم منجزاتها ألا وهو «تفكيك بنية التسلط السياسي»، لقد أصبح لديها جيل جديد غير قابل للاستسلام، لم يعد يستسيغ الاستبداد، ولا يقبل بالقمع أو السكوت على ناهبي مستقبله وثرواته ومصيره، جيل لن يفرط بأحلامه ولن يتنازل عن كرامته.

إننا اليوم أمام شعوب تشكل لديها وعي مختلف بحقوقها ودورها وصوتها، وعي مرتفع بإنسانيتها، وجدارتها، وأهليتها، شعوب تصر على حقها في تقرير مصيرها وإدارة مستقبلها.

أمام هذا الوعي النوعي بات من المستحيل إخضاع هذه الشعوب لمنطق الدبابة والحديد والنار. إن شباب الربيع العربي وقوى الأمة الحية قدمت الكثير من التضحيات، وما زالت تواجه الأخطار والتحديات، ولكنها تمتلك الدافعية الحقيقية للنهوض ومواصلة الثورة، ولن تتراجع حتى تحقق كل أهدافها الكبرى والصغرى، الأنية والمؤجلة، الراهنة والمستقبلية.
 
شريط الأخبار مطار الملكة علياء يحافظ على تصنيف الـ4 نجوم مليون زائر لمنصة الاستعلام عن خدمة العلم خلال أقل من ساعة كيف سيكون شكل الدوام والإجازات للمكلفين بخدمة العلم؟ الجيش يجيب.. الأردن يسجل أعلى احتياطي أجنبي في تاريخه إطلاق منصة خدمة العلم - رابط الخشمان يسأل الحكومة هل هذه الموازنة تصنع مستقبل الأردن نقابة أستقدام العاملين في المنازل تبارك لمفوض العقبة محمد عبدالودود التكريم الملكي.. تستحقها وبجدارة مديرة مدرسة تبصم من البيت باصابع اداريات وهذا ما جرى فارس بريزات يحمل مسؤولية الفيضانات للبنية التحتية وشرب "القيصوم" مع السفير الامريكي اعظم الانجازات..!! الملخص اليومي لحركة تداول الأسهم في بورصة عمان لجلسة اليوم الاثنين سعر تذكرة مباراة الأردن والأرجنتين تثير جدلًا واسعًا.. تعرف عليه! سلامي: المنتخب المصري يواجه ضغوطات.. وسنقوم بإراحة لاعبين أساسيين سجال ساخر على مواقع التواصل حول الاسوارة الإلكترونية البديلة للحبس في الأردن مستغلاً المقاطعة.. مطعم جديد في عمان يحاول تقليد مطاعم عالمية شهيرة ثبتت التوقعات.. محافظ العقبة بحاجة الى خرزة زرقاء..!! لماذا عدل فستان سمر نصار عبر قناة محلية ؟ - صورة الحكومة تبرر ايصال المياه مرة بالاسبوع وفاة أكبر معمّرة الأردن عن 129 عامًا في تصريح جريء لوكيل مرسيدس رجا غرغور: لا معنى لوجود شركة نيسان استقالة رئيس جامعة خاصة تكشف المخفي والمستور.. هل سيفتح التعليم العالي تحقيقا بأسبابها