الشعار صادم ويخلو من اي فهم لمعنى الشعار وضرورته وهو استمرار لمنظومة شعارات صاغتها شفاه دون عقول وقلوب وطنية من أُمنا عمان الى سلسلة طويلة من الشعارات التي انتقلت من حالة اعتزاز وطني الى مجرد لافتات على قارعة الطريق فأضعنا القيمة الوطنية وتحولت الشعارات الى طرائف وطنية ، وليت المؤسسات الرسمية تلتفت الى حالة القطاع الخاص الذي ينتج شعارات لمؤسساته اكثر رسوخا من الشعارات الوطنية ولا حاجة للتذكير ببعضها فكلنا يحفظ شعارات البنوك وشركات الاتصالات على سبيل المثال ويرددها في حياته من خلال تطبيقات عملية توازي تطبيقات الهواتف النقالة والمعاملات البنكية ، في حين ان المؤسسات الرسمية تستهتر بالشعارات اللازمة وحتى بقانون العلم على سطح مؤسساتها ولولا التفاتة الاعلام في كثير من الاحيان لما التفتت المؤسسات الى اهتراء الرايات الوطنية على اسطحتها ، وهي فرصة كي نعيد الاعتبار الى قانون العلم والاهم الالتفاتة الى الشعار وضرورته ، فمناسبة مثل كأس العالم للشابات تستحق تعويذة اردنية خالصة وشعارا وطنيا يحمل رائحة الاردن حتى تتناقله وسائل الاعلام التي ستنقل الحدث العالمي .
الاردن ليس ملعبنا بل وطننا وذاكرتنا ومصدر الهامنا وفخرنا وعلى امانة عمان وباقي المحافظات العمل سريعا على ازالة هذا الشعار غير اللائق بالسرعة القصوى واستبداله بشعار وتعويذة يستحقها الاردن وتليق بالمناسبة التي نعتز اننا حزنا شرف تنظيمها بفضل مكانة الاردن الدولية ومكانة قيادته وشعبه في المحافل الدولية ، فهل يعقل ان يحترمنا العالم ونفرّط نحن بهذا الاحترام من خلال شعار خفيف لا يليق بتاريخ وعبق المكان ودلالته الدينية لكل الديانات وكذلك دلالته الوطنية ، فهذه المناسبة فرصة لكي نقول للعالم عن سحر المكان الاردني وسط اقليم ملتهب ، وهي فرصة لتسويق السياحة وكل الابداعات الاردنية من صناعة وثقافة وابتكارات ، فهذه المناسبة تحتاج الى عقل جمعي والى منظومة عمل وطني حيث سيكون العالم عندنا باعلامه وجمهوره وسائحيه ناهيك عن اللاعبات والاجهزة الادارية .
قصة الاستعجال في الشعار وتنفيذه في غفلة عن الحالة الوطنية يجب ان تتوقف ، فلا يعقل ان نصحو من النوم فنجد الشوارع مرشومة بلافتات صاغها شخص ما واعجبت مسؤول خدماتي لا يعرف معنى الشعار ومضمونه ودلالته وكفانا ما اضعنا من شعارات جميلة وبهية لسوء تنفيذها او لارتباطها بوزارة او وزير لا يحظى بثقة الشارع الشعبي او تخفيض معنى الشعار الوطني في اذهان الشباب الى درجة العبث الوطني .