اعتذر واكرر اعتذاري للحكومة على شراء سيارتي ذات المحرك الكبير لأني عندما قررت شرائها كانت أولوياتي مرتبة على ان جمركها منخفض لكني لم أكن اعلم ان الحكومة سترفع رسوم ترخيصها ليصل ل 650 دينار لذا اعتذر.
كأي مواطن بسيط الطموح فان راتبي الشهري يكفيني طوال ال20 يوما فقط لذا قررت وضع خطة بسيطة يمكنها سد حاجتي لنهاية الشهر، فعندما تصلني رسالة البنك المبشرة بنزول الراتب تبدأ قائمة الأولويات بالتلون بالأحمر والترقيم حسب مقتضيات الحاجة الأكثر أهمية.
أنا لست ابننا "لشومان" أنا ابن ذاك الرجل الفقير الذي خدم الوطن ضمن صفوف القوات المسلحة الأردنية ومدافعا عن المقدسات الإسلامية في القدس.
إذا كان إيجار المنزل 250 دينار ومصروف الكهرباء والماء 15 دينار ومصروف الأكل 150 دينار وبنزين السيارة 120 دينار بالشهر فكيف لي ان ادخر من كل شهر مبلغ لسد 650 دينار نهاية العام لصالح جيب الحكومة والتي تجبي من المواطنين الفقراء ضرائب دخل ومبيعات ومسقفات وترخيص وخدمات أخرى. طالبة منا في كل مرة الصمت والصمت لنحافظ على دولتنا دون نزاعات وأنشطة حراكية شعبية (فشرت) فحبي لوطني وملكي يمنعني من إقامة أي حراك يسيء للوطن.
وبعد ان يسود الصمت تصدر الحكومة عبارات لا تليق بشعب حضري معلنة بصريح العبارة على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بمشرعيها:ان "ثمة فارق كبير بين حرية التعبير وحرية التبعير، ما نراه اليوم هو تبعير بتبعير".
أيعقل ان مصطلح " تبعير" الذي أطلقته الجهة الحكومية يقصد سخطنا بالدرجة الأولى على هذه القرارات، وهل يحق لحكومة تنشد
الديمقراطية ان تطلق على غضب الشعب اتجاه قرارات غير مدروسة مصطلح يعود معناه الأصلي لكلمة "بعر: والتي تعني فضلات المواشي" وهل تقصد بها ان كل ما يخرج من أفواه الشعب هو عبارة عن كلام فارغ لا قيمة له بالرغم ان ما يخرج من المواشي له قيمة عالية عند الطبقة الفقيرة فهم يستخدمونه للتدفئة.
واعتذرت الحكومة بعد السخط الذي وجهه متابعيصفحاتها على موقع الفيسبوك عن سوء صياغة الجملة بأغنية لبدر المحسن عنوانها " ابعتذر"
والعلم للجميع ان المستفيد الأكبر من رفع رسوم الترخيص هم من يملكون السيارات ذات الرفاهية العالية مثل المرسيدس من نوع (طوافة) والتي أصبحت قيمة ترخيصها بعد التعديل 300 دينار بدلا من 700 دينار كانت تدفعها سابقا.
فاغلب المسئولين والأغنياء يمتلكون سيارات من هذا النوع من السيارات، والحكومة تسعى جاهدة لتمتص أموال الشعب وخصوصا الطبقة الغنية التي تملك أموال طائلة، أنا لست مدافعا عن هذه الطبقة ولكن أنا اعلم ان من رزقهم هذه الأموال هو الله وليست الحكومة.