أخبار البلد - ابراهيم عبدالمجيد القيسي
اشتكت الزميلة لانا قسوس من نسمات برد داهمتنا إذ كنا جلوسا على مدرجات الميدان، فقلت لها : لا ذكر للبرد والحر في الميادين العسكرية.. ما الذي يفكر به الجنود
يا ترى؟! إن الغايات السامية كلها تنطلق من تحت ظلال الرايات، أما الأحاديث؛ فهي أغنيات وطن منيع ودولة قوية رشيدة رشيقة.
يا ترى؟! إن الغايات السامية كلها تنطلق من تحت ظلال الرايات، أما الأحاديث؛ فهي أغنيات وطن منيع ودولة قوية رشيدة رشيقة.
جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة «الجيش العربي»، يزهو فخرا حين يسير بردائه العسكري في الميدان، فعسكريته تلح عليه دوما أن يلوذ حنينا وشوقا فوق الواجب بميدان الشرف والرجولة بين رفاق السلاح، والرايات حوله تخفق تاريخا هاشميا عربيا حرا إنسانيا، والإيعاز العسكري القادم من موسيقات القوات المسلحة، يتلو علينا تراتيل تضحية وفداء وشموخ وعزة وأنفة، تلهب الموقف وتضفي عليه مهابة فوق المهابة.. ويخترقها صوت قائد المراسم:لواء حمزة بن عبدالمطلب «سيد الشهداء» الحرس الملكي: إلى اليميييييين. أنظر.
هذا هو القائد الأعلى يقف على المنصة مؤديا التحية لطابور اللواء الذي يمر بهيئة الاستعراض، مزهوا
براية القائد الأعلى، بعد أن استوفى مراسم تسلّمها من يد القائد نفسه، فباتت راية القائد بيد لواء «أسد الله»، ترفرف عالية فوق جباه عسكرية أردنية تزينت بالشعار الملكي الأردني، فتناوبت انعكاسات الشعاع الهاشمي كأسنة الرماح، التي تخطف أبصار ثم أعمار أعداء الوطن وأعداء الدين والانسانية.. ثم يخترق الموسيقى صوت قائد المراسم ثانية: لواء حمزة بن عبدالمطلب «سيد الشهداء» الحرس الملكي: إلى الأمااااام.
أنظرهذا هو طريق الحق والبطولة والشرف والحرية الذي انطلق نورانيا منذ ولادة سيد البشرية، الرسول العربي الهاشمي عليه الصلاة والسلام، والراية في عهدة لواء أسد الله حمزة بن عبدالمطلب، والفتك بالحقد والغدر والشر مقصده، ويستمر الاستعراض مهيبا فيتقدم اللواء على طريق البناء والعطاء والذود عن وطن عزيز مكين ما دام في عين رعاية القائد الأعلى الأمين..
جلالة القائد الأعلى، يرد التحية على سيف الحق والخير والعدل، الذي يلمع رشيقا في يد قائد المراسم، بعد أن استأذنه «الطابور جاهز للتفتيش سيدي»، وصدحت الموسيقى عسكرية أردنية رقيقة رشيقة..والسيف بيد البطل؛ مشرعا منتصبا يلمع فوق هامة سمراء ازدانت الشمس والسيف بقسماتها البدوية الأردنية الأصيلة، فهي التي لوحت الشمس ذاتها بمزيد من إباء، حين حملت السيف تحت راية كانت وما زالت راية حق وخير وعدالة للإنسانية.. ثم ينطلق صوت قائد المراسم:كتيبة خالد بن الوليد المهام الخاصة 15 : إلى اليميييييين. أنظر.
هذا هو القائد الأعلى سبط الرسول الهاشمي العرب الكريم عليه افضل الصلاة والتسليم، يؤدي التحية لكتيبة
«سيف الله المسلول»، التي تشرفت بحمل راية القائد الأعلى، لتبقى خافقة بالمعالي والمعاني على أنغام صليل سيوف الحق الأردنية الهاشمية الأمينة، تطارد جنود الظلام وتحمي الأردن والناس من وحشية ودموية وفوضى الخارجين عن كل ملة وأخلاق ودين..فسيروا الى ميادين الشرف أردنيين، أعزة راشدين.. ثم ينطلق صوت قائد المراسم ثانية: كتيبة خالد بن الوليد المهام الخاصة 15 : إلى الأمااااام. أنظر.
هذا هو طريق الأردنيين الأبطال، الذين حملوا ميراث السيرة الإنسانية الهاشمية الحرة العطرة، ورفعوا رايات الثورة العربية الكبرى، ففازوا بواحة أمن وحرية وكرامة، تسامقت راياتها شرفا وعزة حين ارتفعت خافقة عالية بيد أبناء وأحفاد قائد الثورة، فلتكونوا كما عهدكم الوطن سيوفا أردنية مشرعة، تذود عن الحمى الأردني لتبقى راية القائد الأعلى فوق كل الرايات والغايات..هل تراكم أدركتم، ما الغايات ؟.
هذه راية القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية «الجيش العربي»، تنتقل بين وحدات الجيش العربي المقاتلة، في استحقاقات عسكرية نابعة من أصول أعراف أردنية عسكرية هاشمية، تراكمت على امتداد قرن من الزمان فأصبحت موروثا عسكريا أردنيا شامخا، تخفق، وتتدفق بكل معاني الحرية والعدالة والكرامة، تحملها سواعد أردنية لترفرف بكل العزة فوق جباههم الشامخة، التي لم تنقض عهدا وكانت الأوفى والأصدق وعدا، ليبقى الأردن وطنا منيعا لا تخترقه سهام الظلام والحقد والشر..
هذه رايات أردنية هاشمية، تناوب أبطال التاريخ العربي على حملها، وما لمعت أو شمخت بالحرية إلا في يد هاشمية مباركة، كل تاريخها تضحية وولاء وفداء لهذه الأمة العربية الاسلامية الحرة..
الأردن قوي منيع حيوي وسيبقى صامدا في وجه التحديات والأخطار، ما دامت الراية في يد أبطال القوات المسلحة الجيش العربي، الذين يبادلون قائدهم وفاء بوفاء وولاء بولاء .
يا لانا: إن آخر ما قد يفكر به الجنود هو أنفسهم، فهل يعيرون اهتماما للبرد والحرّ فميادينهم الحمر، ليس فيها سوى الشرف والعزة والكرامة والفخر .