لا شك ان فورة الغضب الشعبي على امانة عمان بعد
فيضانات الخميس المرعب انتهت بلقاء جمع سيد البلاد مع المسؤولين عن ادارة مثل هذه
الازمات، عبر فيه جلالته عن ملاحظاته ووجههم الى ضرورة التنسيق في مواجهة هذه
الطوارىء مستقبلا. بعد اللقاء كان المفترض ان يفتح امين عمان عقل بلتاجي تحقيقا
للوقوف على اسباب تلك الساعة التي اختفت فيها معالم شوارع حيوية في العاصمة وتحولت
الى سيول جارفة والخروج بتقرير نهائي يوضح مكامن الخلل ومحاسبة المقصرين اذا ثبت
ما يدينهم فيما جرى. وبدلا من الاعلان عما كان ينتظره الجميع، فاجأنا معالي الامين
وبموافقة مجلس الوزراء بزيادة رواتب عمال وطن من 10 الى 20 دينارا شهريا، الذين
واجبهم بحكم وظيفتهم تنظيف الشوارع من تلك المخلفات التي تحمل المواطن بسببها
مسؤولية اغلاق المصارف التي ادت الى غرق العاصمة الخميس. وفي هذا المقام، نحن لا
ننتقص من دور هذه الفئة التي لولاها نغرق بالنفايات، ولكن صورة هذا القرار ظهرت
وكأنها مكافأة لعمال وطن الذين شاهدناهم يحاولون بـ " قشاطاتهم
ومكانسهم" انقاذ ما يمكن انقاذه، في الوقت الذي ظهر فيها بواسل الجيش ورجال
الامن العام والدرك والاجهزة الامنية يجازفون بحياتهم من اجل حماية ارواح
المواطنين مع ان ما حدث تتحمل مسؤوليته الأمانة لعدم قدرة شبكات الصرف الصحي على
تصريف كميات الامطار التي هطلت في تلك الساعة. ولان جميع الجهات التي فزعت للحؤول
دون وقوع كوارث بشرية في هذا المصاب بمن فيهم المواطنون الذين كرمهم جلالة الملك
على شجاعتهم، اعتبروا ما قاموا به واجب الوظيفة والمواطنة ، فان توقيت هذه الزيادة
التي اعلنتها امانة عمان لا تفهم الا محاولة لاختطاف انجاز كل تلك الجهات التي
تبذل الغالي والنفيس من اجل امننا واستقرارنا وحماية ارواحنا، وتغطية ذلك التقصير
الذي ننتظر نتائج التحقيق المفترض ان يكون قد قطع شوطا كبيرا منذ ازمة فيضانات
العاصمة، وخرج بنتائج اولية توضح التقصير الذي ظهر في الازمة وكان بالامكان تخفيف
حدة الازمة ما دام المتهم الاول في القضية شبكات تصريف المياه التي لم يكن لدى
الذين خططوا لتنفيذها قبل عقود بعد النظر الذي كان عند بناة المدرج الروماني قبل
الاف السنين والذي غرق في " الشتوة الاخيرة " بعد ان استبدلوا شبكة
التصريف التي شيدها الرومان بتلك التي خطط لها قصيرو النظر. وما نود قوله ان بواسل
الجيش والاجهزة الامنية لهم الحق في تلك الزيادة، فهؤلاء لهم قادة استأمنهم جلالة
الملك في الذود عن حمى الوطن، ولا يتوانون لحظة في تكريم من يقدم امن الوطن
والمواطن على روحه في مثل هذه الازمات، ولكن الاصرار على اختطاف مشهد الانجاز بسبب
صمت كل الشجعان عن التغني ببطولاتهم التي يؤمنون بانها واجبهم اولا واخرا
كمستأمنين على حياة المواطن وثانيا كمواطنين. وعمال الوطن الذين نحملهم على رؤوسنا
تقديرا لدورهم وجهودهم في حماية البيئة، يستحقون كل الدعم، ولكن توقيت صاحب القرار
بالاعلان عن زيادتهم بعد ايام من ازمة فيضانات عمان فهم بانه انتقاص لاهل عمان
وتجاهل لغضبهم وتجاوز لجهود كل من تفجر فيه انتماؤه وولاؤه لوقف تداعيات العاصفة
والذين كانوا جلهم من خارج كادر الامانة
الحكومة وأمين عمان يختطفان الإنجاز من أصحابه في هذا القرار
أخبار البلد - اخبار البلد-