بيـت المـلك

بيـت المـلك
أخبار البلد -  
تأتي الذكرى السنوية لميلاد المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه هذا العام، مع اشتداد أزمة المسجد الاقصى، بفعل اشتداد الهجمة الصهيونية لتغير ملامحه، واستخدماته تمهيداً لإزالته، مما يجعل الحديث عن علاقة الراحل الحسين بن طلال بالقدس والمسجد الأقصى أكثر من ضرورة تذكرنا بتعلق الهاشميين عموماً بالقدس وبمسجدها الأقصى على وجه الخصوص وسعيهم الدؤوب والمتواصل لخدمة المدينة ومقدساتها، وتضحيتهم بكل شيء في سبيلها، ويكفي أن نتذكر أن ملك العرب، ومفجر ثورتهم الكبرى في وجه ظلم الطوارنيين، من أحلاس جمعية الاتحاد والترقي الشريف حسين بن علي ضحى بملكه، ورفض أن يتوج على مملكة عربية ممتدة، مقابل اعترافه بوضع خاص لليهود في فلسطين، فكان أن تكالبت عليه الصهيونية العالمية ومن يدور في فلكها ويرعاها من قوى استعمارية، كانت تحكم الدول الكبرى وتصنع قرارها، فكانت النتيجة خروج الشريف حسين من الحجاز، ومن ثم نفيه إلى قبرص، ورغم كل هذا الحصار والنفي فإن قناته عليه رحمات الله لم تلن، ولم تخرج منه كلمة واحدة أو إشارة تنم عن ندمه على تضحيته بعرشه في سبيل فلسطين، بل ظل قلبه معلقاً بها، وكانت وصيته أن يوارى جثمانه في مسجدها الأقصى، الذي من أجله ضحى بالعرش،وبالدنيا كلها،ليكون الأقصى شفيعه في الآخرة،وهاهو جثمان شريف العرب يرقد في أحضان الأقصى ليذكر العالم كيف تكون التضحية في سبيل المبادئ والأوطان والمقدسات.

وعلى درب الحسين بن علي طيب الله ثراه سار ولده عبد الله مؤسس الدولة الأردنية الهاشمية، التي قامت على مبادئ الثورة العربية الكبرى، وتحقيق أهدافها في توحيد الأمة، واستعادة أمجادها، ورغم كل ما عرف عن الملك المؤسس من واقعية ومرونة سياسية، فإنه لم يسجل عليه أي تنازل في موضوع القدس وقضيتها، رافضاً التنازل عن ذرة تراب منها، وقد كانت أوامره لقواته المسلحة (الجيش العربي) بخصوص القدس واضحة لا لبس فيها، رغم كل ما فيها من تصادم مع إرادة القوى الدولية، وفي مقدمتها بريطانيا راعية الصهيونية العالمية، وصاحبة وعد بلفور،التي وفرت كل شروط قيام دولة اسرائيل، ورغم ذلك استطاع الجيش العربي الأردني وبالرغم من قلة إمكانياته تنفيذ أوامر قائده الأعلى الملك المؤسس، وحافظ على عروبة القدس، وحمى المسجد الأقصى، مقدماً في سبيل ذلك كوكبة من خيرة جنوده وضباطه، الذين استشهدوا على أسوار القدس، وفي شوارعها العتيقة ليلحقهم بعد ذلك بسنين قليلة لم تصل عدد أصابع اليد الواحدة قائدهم الأعلى، ومليكهم الملك المؤسس عبد الله بن الحسين، الذي ارتقى شهيداً على عتبات المسجد الأقصى، الذي أحبه وتعلق قلبه به،فاختار الشهادة على عتباته رغم كل محاولات ثنيه عن زيارته في ذلك اليوم المشؤوم، الذي كانت رائحة الغدر قد تسربت به الى أنوف مضيفي جلالته من أبناء فلسطين في جبل النار نابلس، لكن جلالته اختار الشهادة على عتبات الأقصى على الحياة في غير القدس.
وعلى درب الملك المؤسس سار الملك الباني الحسين بن طلال، الذي لا يستطيع جاحد أن يماري في حب جلالته للقدس، وتعلق قلبه بها، وهو صاحب الإعمار الهاشمي لمسجدها وقبتها، وبسبب هذا الحب للقدس ظل جلالته دائم التردد عليها، حتى أنه فكر في أن يكون له فيها بيت يسكنه، وقد باشر جلالته رحمه الله فعلاَ في بناء هذا البيت، في منطقة تشرف على القدس كلها، وقد انتهت الكثير من مراحل بناء هذا البيت، غير أن العدوان الإسرائيلي الغاشم في حزيران عام 1967 حال دون إكمال هذا البناء، الذي نعتقد أنه آن أوان استئناف العمل فيه لاستكامله لأسباب عديدة، أولها وفاء منا نحن الأردنيين لجلالة الملك الباني، بأن نكمل بناء ما بدأه عليه رحمات الله، وثانيها أننا بإنجازنا لهذا البناء نضيف شاهداً آخر من آلاف الشواهد على هوية القدس القومية والحضارية، باعتبارها مدينة عربية إسلامية ومسيحية مقدسة،حماها العرب على مدار التاريخ وجعلوها مدينة وئام وتعايش بين كل أتباع الديانات والحضارات والشعوب، أما السبب الثالث فهو إنقاذ المبنى من العبث والخراب فلا يليق بإرث هاشمي أن يهمل، بل لابد من أن تدب فيه الروح وتعود إليه الحياة، ونظن أنه من الممكن استكمال البناء وتحويله إلى متحف أردني يضم بين جنباته مجسمات ووثائق الإعمار الهاشمي للقدس، بالإضافة إلى وثائق تاريخ الهاشميين وعلاقتهم بالقدس كذلك وثائق ومجسمات تخلد تضحيات الجيش العربي الأردني في سبيل القدس.
اعرف تماما أن مشروعا كهذا ستعاديه سلطات الاحتلال، بكل ما أُوتيت من قوة ومن وسائل، لكن هذا لا يجب أن يثنينا عن محاولة تنفيذ هذا المشروع وتكرير المحاولة مرة تلو الأخرى، لعلنا في كل مرة نخطو خطوة على طريق إنجاز هذا المشروع الذي يليق ببيت الملك الباني رحمه الله.

 
شريط الأخبار شركس: "المركزي الأردني" استطاع ان يزيد احتياطياته لـ أكثر من 24.6 مليار دولار حريق حافلة شركة العقبة للنقل والخدمات اللوجستية.. اذا عرف السبب بطل العجب ! الشموسة تثير الجدل وتحذير أمني عاجل بعد حوادث مميته زخة شهب "التوأميات" تضيء سماء الوطن العربي الضمان الاجتماعي: الدراسة الاكتوارية تؤكد متانة الوضع المالي واستقراره الأمن العام: ندعو كل من يمتلك مدفأة من المتعارف عليها باسم الشموسة وبكافة أنواعها بإيقاف استخدامها بمشاركة مدراء مستشفيات وخبراء ..جامعة العلوم التطبيقية بالتعاون مع مستشفى ابن الهيثم يقيمان ندوة هامة عن السياحة العلاجية 4 ملاحظات خطيرة تتعلق بديوان المحاسبة امام دولة الرئيس علي السنيد يكتب: كبار الشخصيات العامة يفشلون المبادرات الرسمية مصادر: أميركا حجبت معلومات مخابراتية عن إسرائيل خلال عهد بايدن الملكة: أمنياتنا لكم بعام جديد يحمل السلام وتمتد فيه أغصان الأمل بين الأجيال الأردنية الفرنسية للتأمين تعقد إجتماعها العمومي العادي وتصادق على بياناتها 1.237 مليار دينار صادرات تجارة عمان خلال 11 شهرا تقرير نقابة ملاحة الأردن الحادي عشر.. نمو واضح ومؤشرات إيجابية عززت مكانة ميناء العقبة المتحدة للإستثمارات المالية تنشر التحليل والأرقام والقراءة في حجم التداول الأسبوعي لبورصة عمان مدرسة أردنية تنعى ثلاث شقيقات قضين في حادث مأساوي وفاة طالب متفوق تشغل المصريين.. تركه والده بالمدرسة في حالة إعياء الأرصاد تنشر تفاصيل الحالة الجوية من السبت إلى الثلاثاء وفيات الأردن اليوم السبت 13/12/2025 أول تشخيص لإصابة يزن النعيمات