أخبار البلد - العمل الصحفي مع بعض الجهات الرسمية كوزارة المالية ودائرة الإحصاءات العامة أصبح من أسـهل ما يكون، فالمسؤول يكتب أخباره بنفسـه على لسان المنـدوب الصحفي الذي ما عليه سـوى أن يضع اسـمه على رأس الخبر ويقدمه للنشر، أحياناً كأنه سبق صحفي، مع أنه طبخـة جاهزة.
هـذا الأمر قد يكون شـائعاً في حالة الأخبار التي تظهر بنفس الصيغة في جميع الصحف اليومية، ولا يختلف أحدها عن الآخر سـوى باسم الصحفي الذي ينسب الخبر لنفسـه .
لكن الأمر وصل إلى حـد إعداد مقابلات صحفيـة مع المسؤول، يكون المسؤول نفسـه قد كتب الأسـئلة والأجوبة، وفي هذه الحالة فإن الأمر مكشوف لأن المسؤول لا يملك الحس الصحفي في صياغة الأسـئلة فتأتي مصطنعة تكاد تقول خذوني.
من غير المعقول مثلاً أن يقـول صحفي لمدير الإحصاءات العامة: هناك معايير جديـدة من المعايير الإحصائية الحديثة تنوي الدائرة العمل عليها والخاصة بالإحصاءات الإسلامية، فما الخطوات التي قامت بها بهذا الشـأن.
انتهى نص السـؤال بصيغته الركيكة التي لا يمكـن أن تأتي على لسان صحفي يعرف أن هناك معايير جديـدة (تنوي) الدائرة العمل عليها، أي أن الصحفي يعرف نوايا الدائرة سـلفاً وأنها ستعمل بمعايير معينة جديـدة ويسأل المدير أن يؤكد ذلك ويشرح تلك المعايير.
مربط الفرس في المقابلة مع مدير دائرة الإحصاءات العامة التي نشرتها (الرأي) في 10/4/2011 أن المدير يريد أن يرفض (التشكيك) ببعض أرقام الإحصاءات، لأن على المشكك أن يكون علمياً ومهنياً وهو ليس كذلك.
من الخطأ أن تسـمى أسـئلة المعلقين واستفهاماتهم تشـكيكاً، فهي تحديات تسـتوجب الإجابـة والرد عليها. وعلى سـبيل المثال فإن الدائرة تقول في جـدول الناتج المحلي الإجمالي لسنة 2010 أن الضرائب والرسوم على المنتجات زادت خلال السنة بنسبة 2ر12% بالأسعار الجارية ولكنهـا انخفضت بالأسعار الثابتة بنسبة 4ر4% أي أن معدل التضخم 4ر17%، فما تفسير هذا الخطأ الواضح الذي قد يراد به ضبط الرقم النهائي ونسبة النمو المستهدفة؟ وكيف تم تعديل أرقـام الناتج المحلي الإجمالي لسـنة 2009 بإضافـة 1550 مليون دينار بجرة قلم وهي تشـكل 5ر9% من الناتج المحلي الإجمالي فكيف حـدث خطأ بهذا الحجـم وكيف تم تصحيحـه؟.
مطلوب الاعتراف بالأخطاء إن وجـدت أو إعطاء إجابات مقنعة. بدلاً من اتهام الناس بالتشـكيك.