أخبار البلد- د. مهند مبيضين
التنمية وفرص العمل، هي مفتاح الحل في معان، خلق الفرص لمواجهة الفقر والبطالة، وبناء مستقبل الشباب، المتخرج من الجامعات والذي تتكاثر أوجه بطالته وترتفع. هكذا لخص الملك معضلات معان وحدد وجهتها نحو المستقبل بوضوح تام، ليميط اللثام عن مقولة» تغييب معان ونسيانها»، وهذه المرة تُلحق معان بميناء العقبة بواسطة سكة حديد وتتحول معان لميناء بري كبير ومنجم طاقة متجددة.
ذلك المستقبل الجديد الذي يحدد وجهة المدينة إلى فضاء تنموي جديد، حيث الربط السككي مع العقبة بما تمثله من نافذة عالمية، وكذلك الاهتمام بتحويل معان لمحطة حج كبرى، وهذا تمّ بتخصيص مبلغ مليون ونصف المليون دينار لمسجد الشريف الحسين بن علي وترميم قصر الملك المؤسس، في محاولة لبدء التذكير بمعان المحطة العربية الأولى في مشروع تأسيس الأردن المعاصر، معان الحج وذاكرة الثورة العربية ومعان محطة الحجاز وبر العقبة العلوي وجامعة الحسين ومنجم الطاقة المتجددة، وهي سابقاً منجم الفوسفات وموئل الأحرار ورجال الدولة، لن تكون فرصة للعابثين الذين يظنون أن الدولة غافلة عن نزعاتهم المتطرفة، وهي بوعي رجالها واهلها ستدرك أهمية التحول الجديد المقبلة عليه وأهمية جعلها بوابة التغيير التنموي الحقيقي الذي طال انتظاره.
لدى أهل معان فرصة تاريخية لرسم خريطة المستقبل، فرصة لا تنتهي وتبدأ بشركة واحدة أو جهة واحدة ولا مؤسسة بعينها، بل هي مسؤولية الجميع والاشتراك في التخطيط المبني على الأولويات، ومسؤولية الحكومات في المتابعة والتقييم المستمر لمخرجات التنمية فقد ملّ الناس اجتماعات المخططين وشركات التنمية، هناك يجب التفكير جيدا بنسب البطالة وفي نوع القوى العاملة التي تحتاجها الشركات الجديدة والمشاريع المقبلة، ولا بدّ من التدريب والتخصص العلمي المفيد وبخاصة التقني، ويجب تحديد اهم التخصصات التي يجب دراستها وتوجيه الطلاب إليها كي لا تكون هناك معضلة جديدة اسمها ركود التخصصات وعدم موائمتها للسوق.
في لقاء الملك بوجوه معان لم يتخلف أحد او يظهر غياب أحد ربما كان الشباب بحاجة لتمثيل أكثر، لكن الوجوه التي تحدثت اوجزت ولخصت الواقع وقدرت الحاجات بما يضع صاحب القرار أمام حقيقة الوضع الراهن في معان.
تحدث الملك عن القدس واهمية حماية الحرم كاملاً دون تخصيص أو تقسيم، وتحدث عن أمن الحدود الشمالية وبين ما تواجهه الدولة من تحديات، هكذا يجعل الملك لقاء مدينة ووجهائها جزءاً من سياسة الدولة وخياراتها وظروفها الآنية، ويكون الكلام واضحا في تغليب الشأن المحلي وحاجات الناس على أي متطلب أو ظرف راهن أو اقليمي.