في كل الدنيا يُعتبر الأستثمار هو البقرة الحلوب التي تطعم الدولة من لحمها وهي التي تسقي الدولة من حليبها ومُنتجاتها ، ولكن على الدولة ان تحسن تربية هذه البقرة الحلوب وتُطعمها افضل الاكل حتى تحصل على منتج جيد.
وكلما دللنا هذه البقرة تعطينا منتج افضل ، ما دعاني ان اكتب بهذا الموضوع وهذا الوصف هو ما قاله رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور امس السبت خلال المؤتمر الصحفي الذي اعلن به عن حزمة من الاجراءات التحفيزية للاقتصاد والمستثمر ؟
والتي اقرها مجلس الاستثمار اخيرا ، منها ما يخص قطاع النقل و منها ما يخص قطاع تكنولوجيا المعلومات ومنها ما يخص المناطق التنموية .
وخلال المؤتمر سألت الرئيس أربعة اسئلة، احب ان اطلعكم عليها : السؤال الاول : ان هذه الاعفاءات التشجيعية لقطاع تكنولوجبا المعلومات موجودة منذ سنوات وكانت اهتمام الملك منذ زمن ولكن الحكومات المتعاقبه وبعض موظفي الدولة هرٌبوا المستثمرين الى دول مجاورة .
والسؤال الثاني هو، انت وحكومتك من فرض قبل أشهر ضريبة وصلت الى 42% على قطاع الإتصالات واليوم تعود وتعطيهم إعفاءات . والسؤال الثالث، معظم كلام الرئيس كان عن تشجيع الناس على الانخراط في قطاع تكنولوجيا المعلومات لانه سوق واعد كما قال، فقلت له من يريد ان يشجع الناس على الانخراط في سوق تكنولوجيا المعلومات لا يلغي فرع IT (تكنولجيا المعلومات ) في التوجيهي، و السؤال الرابع كان، كل هذه الاعفاءات والقرارات بحاجة الى موظفين مؤهلين لتطبيقها والتعامل معها ، فهناك يا دولة الرئيس تناقض بقرارات الحكومه بأشهر معدودة .
طبعا كالعادة لا يجيب الرئيس بشكل مباشر عن الاسئلة التي يشعر ان بها احراج بل ياخذك لعدة اماكن تنسيك السؤال نفسه.
قبل سنوات وبمتابعة وتوجيه مباشر من جلالة الملك كان هناك اهتمام واضح و جذب لمستثمرين في قطاع تكنولوجيا المعلومات ، فقد أدرك الملك منذ البداية ان هذا القطاع من أهم القطاعات الاستثمارية وهو رافد مهم لخزينة الدولة.
ولكن ما حصل وللأسف ان الحكومات المتعاقبة و موظفيها خذلوا الملك بالإهتمام بهذا القطاع بل ساعدوا على تدميره، وتراجع هذا القطاع بعد ان كان الأردن مركزا اقليميا لأهم شركات تكنولوجيا المعلومات وكان مقره في مركز الاعمال بجانب المدينة الطبية .
و اغلق عدد من هذه الشركات مكاتبها ،وانتقل بعضها الى دول مجاورة اهمها دبي وبعضها ما زال موجود ولكنه قلص عمله ووجوده .
واليوم تعود علينا هذه الحكومة بنفس السيناريو، لا أعرف يا دولة الرئيس ماذا تريدون من الأردن ان يكون ؟ اتريدونه دولة سياحية ام دولة تكنولوجيا ام دولة استثمارية ام دولة اسلامية ام دولة مدنية؟! فلكل دولة من هذه الدول متطلبات يطلبها السائح و يطلبها المستثمر ، القضية يا دولة الرئيس ليست بمزيد من الاعفاءات ،القضية بعقول وثقافة البشر: القضية في العدالة بين الناس القضية يا دولة الرئيس ان نُغير ثقافة الناس بان المستثمر حرامي يريد ان يسرق مقدارات واموال البلد .
يا دولة الرئيس اسمح لي ان اعطيك اقتراح وهو ان تعطي إعفاءات لكثير من موظفيك ليغادروا مكانهم الى بيوتهم او الى اماكن اخرى ربما يبدعون بها .
فالمستثمر يبحث عن التقدير و الاحترام و التعامل معه بلباقه واخر همه الاعفاءات الضريبية رغم اهميتها لجذبه .
فبعض الموظفين عطلوا استثمارات بملايين الدنانيروانت تعرف السبب، والبعض يريد ان يصبح شريكا للمستثمر والبعض والبعض والبعض ....
دولة الرئيس قيم موظفيك ومسؤوليك وامنحهم إعفاءات وتسهيلات لمغادرة وظائفهم .