أكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة الموقف الاردني الثابت بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين منذ بدء الازمة السورية الداعي الى اهمية التوصل الى حل سياسي يضمن أمن وأمان سوريا ووحدتها الترابية بمشاركة مكونات الشعب السوري كافة استنادا الى مقررات مؤتمر «جنيف1».
وشارك جودة باجتماع وزاري دولي في فيينا امس دعا اليه وزير الخارجية الامريكي جون كيري لمناقشة تطورات الوضع على الساحة السورية والسبل الكفيلة بايجاد حل سياسي للازمة السورية وتم خلال الاجتماع الاتفاق على مبادئ أولية تساهم في إطلاق عملية سياسية وفق بيان «جنيف 1» التي أصبحت ضرورة ملحة في ضوء التطورات الأخيرة على الساحة السورية والسعي إلى وقف إطلاق نار.
وتم خلال الاجتماع الذي انعقد بمشاركة كل من الاردن والولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وألمانيا وتركيا والسعودية والامارات وقطر وايران ومصر والصين والعراق ولبنان وعمان والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة، الاتفاق الى عقد اجتماع ثان على المستوى الوزاري بعد أسبوعين لمتابعة المناقشات التي بدأت اليوم.
وقال جودة انَّ الحلَّ السياسيَّ الشاملَ هو الحلُّ الوحيدُ لهذهِ الازمة، وهو ما يجمع العالمُ على وجوبِ ارتكازه على مقرراتِ مؤتمر «جنيف 1» وهو امرٌ لا خِلافَ عليه، ولا بدَّ ان يكونَ هذا الحلُّ السياسيُّ جامعاً وملبياً لتطلعاتِ الشعبِ السوري، ونتاجاً لتوافقاتِ كُلِّ مكوناتِ سوريا، وان يحققَ انتقالاً الى واقعٍ سياسيٍّ جديدٍ يرتضيهِ الشعبُ السوريُّ برمته، ويُمَكِّنُنا من دحرِ الارهابِ في سوريا-وهو ايضاً هدفٌ شاملِ نُجمعُ عليهِ- ويُفضي الى استعادةِ الاستقرارِ والامنِ في سوريا بما يسمحُ بالعودةِ الطوعيةِ للاجئينْ والنازحينْ السوريينْ الى ديارهمْ ويحافظُ على وِحدةِ سوريا الترابيةِ واستقلالها السياسي.
واكد جودة دعم ومساندة الاردن المستمرة لكل الجهود الهادفة الى انجاز الحل السياسي في سوريا. من جهة اخرى، اكد سياسيون صوابية وحكمة الموقف الاردني منذ بداية الازمة السورية وصولا الى التدخل الروسي في سوريا وهو ما امن المصالح الاردنية التي تتمحور في حماية الحدود الاردنية من اي اختراقات وهو ما نجح به الاردن خلال سنوات الازمة السورية وسيتواصل هذا النجاح خلال المرحلة المقبلة.
ولفت السياسيون الى ان الاردن اول دولة دعت الى الحل السياسي في سوريا كحل وحيد للازمة يحفظ وحدة الاراضي السورية ويوقف الدمار ونزيف الدم وهو ما يعود اليه العالم اليوم من خلال الحراك الدبلوماسي الذي يحاول بلورة مرحلة انتقالية في سوريا.
وقالوا ان التدخل الروسي له تداعيات مختلفة لكنهم توقعوا في نهاية المطاف تلاقي الجانبان الاميركي والروسي عند نقاط مشتركة للتوصل الى حل سياسي في سوريا وهو ايضا ما يؤكد صوابية موقف الاردن وقدرته على التحرك مع كافة الاطراف دون الدخول في اصطفافات سلبية توثر على المصالح والعلاقات الاردنية التي هي في افضل احوالها مع كافة عواصم صنع القرار الدولي.