في بيتٍ لا يٌشبه البيوت شكلا او مضمونا، حيث جدران الطوب وسقف "الزينكو" الذي يزيد البرد صقيعا والحر لهيباً، تعيش السيدة (ام عبد الله) مع اطفالها الثلاث تحت رحمة الله ولا شيء سواها !
وفي ضنك عيش لا يليق بأحباب الله بعد ان تخلى عنهم والدهم وتوارى عن الانظار منذ اكثر من عامين، تحاول ام عبد الله ان تكون الاب والام لاطفالها بذات الوقت، لكنها تعجز ان تكون لابنائها المأكل والمشرب واللباس ومتطلبات المدرسة التي لا تسطيع توفير كل مستلزماتها ليس لضيق ذات اليد فقط، بل لأن أولية توفير مادة الخبز قد تكون اكثر اهمية عند الام التي تقف عاجزة امام اطفالها ان هم طلبوا فطورا او غداء او نامت بطونهم جائعة في سرير الليل والوحدة والزينكو الذي يمدهم بالحر اللاهب صيفا ومطرا وتسرب مياه خلال ليال الشتاء الباردة.
السيدة ام عبد الله لا تمتلك معيلا بعد الله من احد، زوج غير مسؤول تركها واطفالها يصارعون المجهول مع حياة لا تعترف بالفقراء او الضعفاء.
الام التي لحاول ان تقدم لاطفالها قرشا حلال تختلس الفرصة للعمل مرة او مرتين فيالشهر في صالات الافراح لحدمة الصالة مقابل فتات لا تسمن ولا تغني من جوع ..
هي لا تستطيع ان تلتحق بأي عمل كان وفي عهدتها امانة الله بثلاثة اطفال اكبرهم 12 عاما واوسطهم 11 عاما واصغرهم 6 سنوات ..
هم يريدون رعاية وحنان وطعام وملبس ومستلزمات دراسية .. لكنهم يريدون امهم الى جانبهم .. فكيف لها ان تعمل وتتركهم امام مخاطر المجهول !!
ام عبد الله تقدمت لصندوق المعونة الوطنية وراح طلبها ادراج الرياح فلا ورد اسمها في كشوفات المنتفعين ولم يزرها اي موظف في زيارة ميدانية ليتأكد من الواقع اللانساني الذي تعيشه مع صغارها .
(لمن اذهب .. وين اروح .. استطيع ان اسكت على الجوع لا اريد ان اكل اذا تطلب الامر لكن اطفالي لا يستطيعون .. الجوع كافر لكنني مؤمنة بالله وبفرجه ودائما اعد اطفالي ان الله يختبرنا وان الفرج قادم )
هكذا تتحدث ام عبد الله التي تعد نفسها اكثر مما تعد اطفالها لتستطيع ان تتحمل صعوبة الحياة فلا مصروف للمدارس ولا زي او مستلزمات مدرسية .. بعذ الايام تستطيع ان تتدبر تكلفة صنع وجبة غذائية لاطفالها وغالبية الايام ينامون دون تناول قطعة خبز.. تقول (احيانا لا اجد رز ناشف لاطبخه لهم واسكت جوعهم) ولا اريد ان امد يدي لاحد .
الكارثة الحقيقية التي تعيشها ام عبد الله ان طفلها الاوسط يعاني نقصا في هرمون النمو وفقر دم ويحتاج لمعاملة خاصة في التغذية لكنه يعاني سوء تغذية لعدم قدرتها على تقديم العناية الغذائية له وهو من كتب له الطيبب مكملات غذائية ليستطيع ان يواصل نموه !!
طفلها يخضع لحقنة طبية تكلفتها 160 دينارا تحصل عليها مجانا وفق اعفاء طبي من الديوان الملكي لكنها لا تمتلك في كثير من الاحيان 160 قرشا لتذهب ونحضر له الحقنة العلاجية !!! الامر الذي يهدد حياة طفلها للخطر !!
ام عبد الله تصر على عدم مد يدها للسؤال لتعيل اطفالها امام متطلبات غير موجودة وامنيات طفولية باتت مستحيلة من ملابس جديدة او احذية او حقائب مدرسية.. وتضيف : قضية النفقة التي رفعتها على زوجي المتواري عن الانظار منذ عامين تقبع في المحكمة ودائرة التنفيذ القضائي تبحث عن الزوج لاجباره على الامتثال للقانون ..
ولحين ايجاد الزوج الذي ترك اطفاله لقمة سائغة للمجهول .. وام عاجزة عن توفير قوت اطفالها ليوم غد او بعد غد .. ارتأت "اخبار البلد" ان تضع حكايتها امام اصحاب الايدي البيضاء ممن يبحثون عن اجر الله ولا يبتغون مديحاً ..
للتواصل ومساعدة الاسرة يرجى الاتصال على رقم هاتف المحرر :
0796778731