حذرت وزارة الصحة المواطنين من الخروج في الأجواء المغبرة المرافقة للعاصفة الرملية التي تعبر المملكة، مؤكدة خطورة ذلك على صحة الكبار والأطفال ومرضى الربو القصبي.
مدير مديرية التوعية والإعلام الصحي في الوزارة الدكتور مالك الحباشنة أهمية اتباع الإجراءات اللازمة للوقاية من الإصابة بالأمراض التحسسية والتنفسية في ظل الأجواء المغبرة الني تسود المملكة.
وفي الوقت الذي توقع فيه الحباشنة ارتفاع أعداد الإصابة بالأمراض التنفسية في ظل هذه الأجواء، بيّن أنه خلال العواصف الرملية يتشبع الهواء بذرات الغبار التى تتعرض لها جميع الكائنات بصورة مباشرة عن طريق الاستنشاق أو التلامس المباشر.
ونصح الحباشنة المواطنين بالبقاء في المنازل، خاصة مرضى الربو والحساسية أو الأمراض الرئوية، وارتداء الكمامات الواقية من الغبار في حال الضرورة، إضافة إلى الانتظام على علاج الحساسية والربو حسب تعليمات الطبيب والتواصل مع الطبيب المعالج لتعديل الجرعة إذا تطلب الأمر.
ودعا إلى تجنب ارتداء العدسات اللاصقة في المناطق المعرضة للعواصف الرملية، كون العدسات اللاصقة مع حبيبات الرمل قد تسبب تهيجاً في العيون ومشاكل في البصر.
وأوضح الحباشنة أن استنشاق ذرات الغبار الأصغر حجماً يترك تأثيراً أكبراً على الجهاز التنفسي في الظروف الجوية الحالية، كونها تتخطى أجهزة الفرز والتصفية الطبيعية في الجهاز التنفسي بالأنف، لتصل إلى أعماق الجهاز والقصبات الهوائية.
وأشار إلى زيادة أعراض الحساسية لدى مرضى الربو، فضلاً عن بعض الأشخاص الذين يصابون بحساسية موسمية وقت العواصف الترابية من كل عام، ما يؤدي إلى اضطراب التنفس، وتزايد حالات الانقباض بالقصبات الهوائية وضيق النفس، ونقص الأوكسجين والسعال.
ولفت الحباشنة إلى أنه قد يترتب على ذلك حدوث التهابات رئوية أو ما ينتج عنها من مضاعفات؛ بسبب إحتواء ذرات الغبار على البكتيريا والفيروسات التى يزيد نشاطها خلال هذة الفترة.
وأكد ضرورة اتباع سبل الوقاية وتعاطي الأدوية خاصة مرضى القلب والمسنين والأطفال كونهم الأكثر عرضة للإصابة بالحساسية التنفسية.
ونصح الحباشنة المصابين بالربو أو أمراض الرئة بعدم البقاء في الخارج فترات طويلة، والتوجه إلى أقرب مستشفى أو مركز صحي في حال ظهرت أعراض طارئة عليهم؛ بسبب الأجواء المغبرة.
وتساهم الأجواء المغبرة برفع وتيرة الإصابة بأمراض الحساسية التي تصيب الجهاز التنفسي والعين.
وحسب جمعية أطباء الحساسية والمناعة الأردنية، فإن الحساسية تعد من أكثر الأمراض انتشاراً في الأردن، إذ يعاني منها أكثر من 18 بالمئة من المواطنين.
وقدرت الجمعية أن 900 ألف شخص في المملكة يعانون من الحساسية بمختلف أنواعها.
فيما يقدر أطباء مختصون نسبة المواطنين الذين يعانون من أمراض صدرية "أزمات وانسداد قصبي مزمن" بين 15 و20 بالمئة.
وفي سياق متصل، حذر مستشار وزير الصحة للإعلام الدكتور باسم الكسواني من التعرض للغبار خلال العاصفة الرملية؛ كونه أحد مسببات الحساسية.
وأشار إلى أن الغبار الكثيف الذي يعتبر أحد المسببات الرئيسية للحساسية، يثير حساسية الجهاز التنفسي من الأنف مروراً بالحلق والقصبات الهوائية وصولاً إلى الرئتين مسبباً الربو الشعبي والقصبي.
وأوضح الكسواني أن هذه الأتربة تخفض من كفاءة الجهاز التنفسي لمن يتعرض لها وتثير الرشح التحسسي والربو القصبي التحسسي.
وحذر من أن الأتربة الموجودة في الجو؛ كونها تسبب أمراضاً رئويةً مزمنةً في حال استمر التعرض لها لفترات طويلة.
لذلك نصح الكسواني بعدم التعرض للغبار والأتربة وإغلاق النوافذ بإحكام، والحفاظ على نظافة المنزل من الأتربة، واستعمال الماء في تنظيف المنزل للتخلص من الغبار.
وأشار إلى أن الأطفال الأكثر تأثراً من البالغين في الأجواء المغبرة، داعياً إلى ضرورة مراعاة ذلك وعدم إخراجهم من المنزل، منوهاً إلى تأثير الأجواء المغبرة الشديدة على صحة كبار السن ومرضى الربو.
ونصج الكسواني هؤلاء بعدم الخروج من المنزل حتى لا يتعرضوا للغبار، والاستمرار بتناول العلاجات الموصوفة من الطبيب، لكن في حال تفاقم الحالة ووجود ضيق شديد في التنفس دعاهم إلى مراجعة المستشفى.
وطالب الكسواني المواطنين بالتزام المنازل وعدم الخروج إلا للضرورة، وارتداء الكمامات، والانتباه الشديد لتدني مدى الرؤيا الأفقية.