أخبار البلد - م. سمير حباشنة
بمناسبة زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله اليوم الى الصين، فاننا في لجنة التعاون الثقافي غير الحكومي بين الأردن والصين نثمّن هذا الحدث ونتائجه الخيّرة المتوقعة، وخصوصا وأنها تأتي في ظرف اقليمي حرج، وكوارث تحيق في المنطقة، تترافق مع سعي أردني لوقف الحرب المدمّرة في سوريا واليمن وليبيا والعراق..
ونعتقد أنّ هذه الزيارة تمثل حلقة نوعية لتعزيز العلاقات الأردنية الصينية التي وصفها جلالة الملك في واحدة من زياراته السابقة بأنها «علاقة استراتيجية وشراكة راسخة»، وان الأردن والصين قيادة وشعبا انما يسعون الى توسيع آفاق التعاون بين البلدين في البعد الاجتماعي والتنموي، بل أن جلالته وحين قدّم محاضرة في جامعة بكين اكتوبر 2007 قال بأن الاردن يرى في الصين نموذجا في التنمية، ونرى دوره الكبير في الشؤون الدولية وفي حفظ السلام، واصفا اياه بـ«الجارة المحترمة» في آسيا والموثوقة أردنيا، مؤكّدا أهمية التبادل الاكاديمي والثقافي في تعزيز استراتيجية الشراكة.
وبالتالي، فان التوقيع على اقامة جامعة أردنية ابّان هذه الزيارة انما يأتي ترجمة الى تصور جلالة الملك للعلاقات الاردنية الصينية وضرورة ترسيخها، فالثقافة والعلم يشكلان المدماك الرئيسي في بناء العلاقات الاستراتيجية وذات الديمومة بين الأمم الصديقة.
لذلك فانّ هذه الزيارة تكتسب، وكما ذكرت في السابق، بعدا اضافيا حين نضعها في سياق سعي جلالة الملك الاقليمي والدولي بإنهاء الحرب في سوريا والوصول الى حل سلمي توافقي يجنّب هذا البلد العربي الشقيق كارثة الموت والدمار الممتدة منذ ما يزيد عن اربع سنوات.
وبالتالي فزيارة جلالته للصين هي اكمال لجهده الخيّر في موسكو لبحث الموضوع السوري وخلق رأي عام دولي ضاغط من أجل بلورة مشروع يحمل السلام الى سوريا.
وعودة الى العلاقات الثنائية، فنحن في لجنة التعاون الثقافي غير الحكومي بين الصين والأردن نقف وراء جلالة الملك في سعيه لتعزيز اشكال التعاون على اختلافها بين الاردن والصين، قاعدتها تلك المعاني المشتركة في ثقافتينا العربية والصينية. وصولا الى علاقات اجتماعية واقتصادية وطيدة وقوية تجعل من علاقتنا مع الصين شراكة مكتملة يعززها مواقف الصين العادلة من قضايانا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، حيث لابد من التذكير بمبادرة الرئيس الصيني تجاه قيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس كأساس لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط بل ودعوته الى شرق أوسط خال من الأسلحة النووية.
أتمنى لجلالة الملك زيارة موفقة، متيقنون من النتائج المثمرة التي سوف تترتب عليها لما فيه خير الشعبين الصديقين.
* رئيس لجنة التعاون الثقافي
غير الحكومي بين الأردن والصين