الغرب والصهيونية

الغرب والصهيونية
أخبار البلد -  

في مطلع القرن السادس عشر كان للحركة البروتستانتية التي قام بها "مارتن لوثر" تأثير كبير في نظرة المسيحية للديانة اليهودية. البروتستانتية تبنت افكارا عقائدية مهمة احدثت تغييرا حادا في النظرية المسيحية نحو اليهود. وكانت المسيحية قبل ذلك تنظر الى اليهود بانهم قتلة المسيح، وان ما يسمى بالدولة اليهودية قد انتهى بعد ان غضب الله عليهم وطردهم من فلسطين الى بابل على يد "نبوخذ نصر" عقابا لهم على صلب المسيح. ونبوءة اليهود الدينية بالعودة تحققت عندما اعادهم الامبراطور الفارسي "قورش" الى القدس. غير ان البروتستانتـــــــية لا تؤمـــــــن بهذا الاعتقاد وتصر على الايمان بعـــــودة اليهــود الى ارضـــــهم التي وعدهم الله بها "فلسطين" فهي ترى ان العودة ضرورية لعودة المسيح ليؤسس مملكته ويحكم العالم الف عام بسعادة واطمئنان. وتبعا لذلك، في النصف الثاني من القرن السادس عشر قامت دعوات بحق العودة واقامة الدولة اليهودية في فلسطين على يد مجموعة من رجال الدين اليهود. وقام عالم اللاهوت اليهودي "توماس برايتمان" بوضع كتاب حول حق العودة لليهود. وبدأت الدعوات تتلاحق من شخصيات مسيحية: دينية وسياسية، وقاد هذه الحملة رجال بارزون من علماء الدين البروتستانت.

وانتقلت المناصرة لحق العودة الى المجال السياسي، وكان على رأس هذه الحملة المستشار القانوني لملك انجلترا "هنري فيتش" الذي نشر عام 1621 دراسة حول ضرورة القيام بحملة صليبية جديدة لاستعادة امبراطورية اليهود. وقاد حملة المناصرة لهذه العودة السياسي "اوليفر كرومويل" الذي استلم الحكم في بريطانيا عام 1653 بعد القضاء على الملكية فيها؛ واستمر حكمه حتى عام 1658. وكان قد دعا الى عقد مؤتمر للبرلمان لاقرار تشريع بعودة اليهود الى بريطانيا عام 1655 بعد ان كان "الملك ادوارد" قد حرّم عليهم دخولها، عندما اصدر قانون نفيهم عام 1290. وفي هذا المؤتمر تبنى "كرمويل" فكرة حق العودة لليهود الى فلسطين، وشجع توطين اليهود فيها تحقيقا للوعد الالهي. اضافة الى ان المصلحة الاستراتيجية لبريطانيا تقتضي وجود وطن يهودي في فلسطين يخدم مصالحها.

لقد انتشرت افكار التوطين اليهودي في فلسطين في معظم الدول الاوروبية، وظهرت هذه الافكار في كتابات عدة لاشهر الكتّاب مثل "جورج اليوت" و"هولجر بولي" وبين الشعراء "جون ميلتون" و"لورد جورج بايرون" و"جون كوليردج".

ان هذه الانتاجات الفكرية والتوجهات الفلسفية، اصبحت تشكل قناعات لدى الاوروبي بحق عودة اليهود الى فلسطين تمهيدا لعودة المسيح. وفي احدى الدوريات البريطانية المشهورة كتب اللورد "انتوني آشلي كوبر" عام 1839: "ان اليهود سيشعرون بالغربة حتى يعودوا الى فلسطين والعودة اليهودية الى فلسطين هي الامل في عودة المسيح" وفي نهاية مقالته الطويلة قال شعاره الذي يقول:"وطن بلا شعب لشعب بلا وطن".

برغم الحماس الديني الذي يغلب على هذه الدعوات الا ان المصالح الاستراتيجية للامبراطورية البريطانية هي الدافع الرئيسي لها لاعتبار فلسطين في رعاية اليهود قاعدة مهمة لبريطانيا لحماية طريق الهند التي كانت مستعمرة بريطانية. وكانت فرنسا على لسان نابليون اول من دعا لعودة اليهود الى فلسطين اثناء حملته على بلاد الشرق.

في عام 1881 اغتيل الكسندر الثاني قيصر روسيا بعد ان قام احد اعضاء مجموعة اليهود والاقليات في روسيا بالقاء قنبلة على القيصر في سان بتسبرغ، توفي على اثرها، وخلفه في الحكم الكسندر الثالث، ومع بداية حكمه ازدادت شدة السلطات ضد الاقليات سيما اليهود، وصارت الجماهير الروسية تضطهدهم وتسلك سلوكا عدائيا ضدهم امام نظر وسمع السلطات.

واستمر الحال كذلك حتى الحرب العالمية الاولى. وفي الفترة بين 1881و1941 هاجر ملايين اليهود من روسيا واوروبا الشرقية التي كانت ضمن الحكم الروسي الى الولايات المتحدة الغربية وبريطانيا والشرق الاوسط.

ومن خلال هذه الاجواء صارت النظرة الاستعمارية لايجاد دولة يهودية في فلسطين ملحة اكثر من اي وقت مضى على العقلية الاوروبية وبريطانيا خاصة التي كانت ترغب بوضع دولة من خلالها في فلسطين تخدم مصالحها الاستراتيجية والاقتصادية.

في ضوء هذه المعطيات رأى السياسي البريطاني "جوزيف تشامبرلين" وزير المستعمرات البريطاني ما بين 1895-1903 من ان هجرة اليهود الى بريطانيا ستؤثر في العمالة البريطانية، ووجد في الدعوة الى انشاء وطن قومي لليهود في فلسطين فرصة لتحويل الهجرة من بريطانيا اليها. وقد ايد "تشامبرلين" قرارات المؤتمر الصهيوني الاول الذي عقد في بال – سويسرا عام 1897. وبعد ذلك التقى برئيس المؤتمر الصهيوني "ثيودور هيرتزل" في لندن. ووجد كلاهما الاجواء مؤاتية لالتقاء مصالح بريطانيا المسيحية الصهيونية مع مصالح الصهيونية اليهودية. وتبع هذا اللقاء لقاءات عدة بينهما، كما التقى "هيرتزل" لنفس الموضوع مع وزير الخارجية البريطاني "آرثر بلفور" عدة مرات، انتهت بحصول اليهودية الصهيونية على وثيقة تؤيد مطالب الصهيونية في انشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.

وفي 2/11/1917 صدر وعد بلفور الذي أقر باقامة وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين. وهذا الوعد تم بالتوافق بين بريطانيا والولايات المتحدة الاميريكية في عهد الرئيس "ويدرو ولسن".

وقد نفذت بريطانيا هذا الوعد لصالح اليهود مع انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين عام 1948. وهو عام النكبة بالنسبة للفلسطينيين.

 
شريط الأخبار سقوط شظية بطول مترين في السلط منفذا عملية يافا طعنا جنديًا واستوليا على سلاحه... وتضارب الأنباء حول عدد القتلى والجرحى إعادة فتح الأجواء الأردنية سقوط شظايا فوق سطح منزل في المفرق بيان صادر عن وزارة الداخلية الأمن العام يدعو المواطنين إلى الابتعاد عن أي جسم غريب والإبلاغ عنه القوات المسلحة تضع كافة التشكيلات والوحدات على أهبة الاستعداد... وتدعو المواطنين للبقاء في المنازل الجيش يدعو المواطنين إلى البقاء في منازلهم بعد إطلاق صواريخ من إيران نحو إسرائيل 200 صاروخ في نصف ساعة.. إيران تضرب إسرائيل والأخيرة تتوعد فيديو || الأردنيون يشاهدون من سماء المملكة صواريخ إيران التي هزت إسرائيل... أكثر من 200 صاورخ استهدفت قواعد عسكرية ومناطق حيوية فيديو || 8 وفايات وإصابات خطرة في عمليتيّ إطلاق نار بتل أبيب ويافا... وتحييد منفذيها “حزب الله” يقصف قاعدة عسكرية جوية في ضواحي تل أبيب- (فيديو) هآرتس: هكذا أخرس “ميكروفون الصفدي” كل الإسرائيليين وحكوماتهم من منصة الأمم المتحدة أسعار النفط قفزت بنحو 3 بالمئة بعد تقارير عن استعداد إيران لشن هجوم صاروخي على إسرائيل الحوثيون يحرقون ثلاث سفن أجنبية في ثلاثة بحار... وبيان تفصيلي حسان يفوض صلاحيات لـ 6 وزراء - تفاصيل تأهب في إسرائيل عقب توقع هجوم باليستي من إيران.. والبيت الأبيض يؤكد ويحذر ايران إعادة تشكيل محكمة أمن الدولة - أسماء الجمارك تدعو هؤلاء للامتحان التنافسي - أسماء ماجد غوشة: التوترات الإقليمية والحرب في لبنان وغزة تعمق أزمة العقار وتزيد من قلق المستثمرين