منذ ان بدأت قناة الجزيره بالبث تفائل الجمهور الاردني والعربي بشكل عام خيرا بهذه القناة بعد ان مل الجمهور العربي الاعلام الرسمي بما يحتويه من تشويه للحقائق وعدم المصداقيه والحياديه في الطرح والتركيز على وجهة نظر واحده وهي الحكومة والغاء الاخر اقول لقد تفائل خيرا ولكن بعد مرور الايام لاحظنا ان هذه القناة قد خرجت عن السكه واصبحت تنفذ استراتيجيات وسياسات لها اهدافها الخاصة رسمت بطريقه عبقريه وخطط لها باتقان وتنفذ بطريقه صحيحه من خلال شبكة مراسلين حول العالم .

نحن في الاردن كما تعرف يا سيد ياسر لسنا ضد الاعلام باشكاله ولسنا ضد حرية التعبير ولكن شريطة ان يكون مسؤولا صادقا،  والاردن قد فتح قلبه وابوابه لكافة وسائل الاعلام العربيه والاجنبيه حيث ان مراسليها يعملون بحرية يتنقلون من مكان لاخر ومن محافظه الى اخرى دون اية معيقات لتغطية الاحداث بحرية ودون رقابه من اي جهة حكوميه وانت ادرى الناس بذلك لايماننا بالاردن ان الاعلام الحر المسؤول هو من مظاهر احترام الدوله لنفسها ولمواطنيها وهي البوابه التي تنطلق منها الدوله الى الفضاء الارحب واللحاق بالدول المتقدمه في هذا المجال .

واسمح لي بالعوده الى موضوع المصداقيه والحياديه والنزاهه التي يجب على اي وسيله اعلاميه التقيد بها كونها تنبع من احترام الاعلام لنفسه اولا ثم الى الجمهور المتلقي الذي لم يعد ينطلي عليه شيء جمهور واعي ومثقف يستطيع ان يميز بين  الصالح والطالح  وبين الرساله الاعلاميه الموجهه والمرتب لها مسبقا بالاسئله والاجابات دون زيادة اونقصان وبين الرساله الواقعيه التي تشخص الواقع كما هو دون محاباه لجهه على حساب جهه اخرى او اثبات صحة نظر هذه الفئه وبشكل مضاد لوجهة النظر الرسميه وبشكل يوحي ان  المراسل الصحفي هو  المتحدث باسم هذه الشريحه وليس اعلاما محايدا.

واريد ان اعيد بالذاكره الى تقريرك يوم الجمعه في ساحة امانة عمان وارجو ان يتسع صدرك لما سأقول شعرت للوهله الاولى انك مراسل صحفي للمعارضه الاردنيه ولشباب ما يسمى 24 اذار وكان كلامك يبعث على الاشمئزاز وانت تكرر لعشرات المرات مصطلح بلطجيه وبلطجه وانت توصف بعض الشباب المؤيديين للدوله والمعارضين لشباب 24 اذار والذي يقفون بعيدا يفصل بينهم قوات الامن وبشكل يوحي للمشاهد ان الشعب الاردني مقسوم الى قسمين معارضه وبلطجيه فقط فمن هو مع المعارضه وضد الدوله ومع هؤلاء الشباب فكرا وعملا هو انسان صالح وطني يهدف الى الاصلاح والفئه الاخرى بلطجيه او مدفوعون من الحكومه او عملاء للاجهزه الامنيه وقد حاولت جاهدا من خلال طرحك للاسئله لذاك الشاب الذي يفتقر لادنى ادبيات السياسه والذي ادعيت انك قد اخترته عشوائيا مع انك قمت بالمناداه عليه وهو يقف خلف مجموعة من الشباب وانا على يقين ان الشاب والاسئله والاجوبه قد رتب لها مسبقا بعباره اخرى مسرحيه هزليه مكشوفه والتي لم تعد تنطلي علينا هذه المسرحيات  ومن خلال متابعتي لهذا اللقاء المعد مسبقا شعرت انك تريد  اثبات صحة وجهة نظر المعارضه وهؤلاء الشباب وان تثبت للمشاهدين ان الدوله هي من افتعلت المشكله على دوار الداخليه وان المشكله في الدوله والاجهزه الامنيه وليس بهؤلاء الشباب وهذا برأي خطأ كبيرا قد اوقعت نفسك به فلا يجوز لك باي حال من الاحوال ان تمثل وجهة نظر واحده وكأنك تتحدث باسمهم فهذا يخلوا من المصداقيه والحياديه والشفافيه التي يجب ان تتمتع بها كمراسل لمحطه خاصه ولكني في نفس الوقت اعذرك على ذلك فانت بالنهايه موظف في محطه اعلاميه ولزاما عليك الالتزام بسياسة ومنهجية المحطة وان تنفذ بدقه وعناية الخطة الموضوعه  من قبل مجلس الاداره والمدير العام والا فقدت وظيفتك.

احترم جدا الاعلامي البارز  حافظ الميرازي الذي قدم استقالته ابان الثوره المصريه من قناة العربيه وهل تعرف السبب يا استاذ ياسر هو حبه الشديد لمصر  وقد ضحى بوظيفته من اجل بلده كونه رفض ان تكون بلده على الفضائيات وهو لا يستطيع الحديث عن بعض الدول وخاصة من تمول قناة العربيه اي بمعنى ان الدول الاخرى ليست افضل من مصر ولا حالها افضل وعليه كأعلامي ان يتحدث عن جميع الدول حتى تلك التي تمول قناة العربيه ووعد بان يقدم استقالته اذا رفض مدير القناة الحديث عن تلك الدوله وبالفعل قدم استقالته موقف وطني عز نظيره وسؤالي لك هل تستطيع لا بل تجرؤ ان تتكلم ولو بكلمة واحدة عن دولة قطر هل تستطيع انتقاد الحكومه القطريه هل تجرؤ على انتقاد اي مسؤول قطري هل تستطيع الحديث عن قاعدة العديد في قطر والمكتب التجاري الاسرائيلي وزيارة الشيخ حمد الى اسرائيل وزيارة وزيرة الخارجية الاسرائيليه تسفي لفني الى قطر انني على قناعه تامه انك لن تستطيع والا سيكون مصيرك معروفا وودت ان يكون لك موقف وطني كموقف حافظ الميرازي  لوضعت صورتك في منزلي وعلقتها على صدري.

ماذا ستقول عن موقف مراسل الجزيره في سوريا الذي خرج علينا بتقرير واحد فقط لم يستطع انتقاد حكومته او القاء اللوم عليها ولم نعد نسمعه لاحقا وماذا تقول عن موقف مندوب القناه في ايران الذي لاذ بالصمت ولم نسمع له صوتا وكأن الامر لا يعنيه هل هذه هي الرساله الاعلاميه الصادقه والمعبره والهادفه  الرساله الاعلاميه يجب ان تكون بعيده عن الشخصنه شفافه صادقه محايده وان لا تميل لجهه على حساب اخرى وليست كذبا وتزويرا للحقائق وقلبها راسا على عقب وترتيب اللقاءات مع الضيوف مسبقا واصرارك على توجيه الدفه على هواك ومن يعارض الحكومه ايضا  حتى مع هذه الهاله الاعلاميه التي تحيط حول قناة الجزيره الا انها قد فقدت بريقها ومصداقيتها لدى اغلبية الشعب الاردني لذلك اقول لك عليك ان تتقي الله في وطنك الاردني الذي انت تعرفه اكثر من غيرك  في رسائلك وتقاريرك الاخباريه وان نشاهد لك موقفا بطوليا في المستقبل كموقف حافظ الميرازي .