لاحت لي الفرصة بأن اجلس امام التلفاز يوم امس اقلب القنوات الاردنية وقد استقر الامر بي بأن أشاهد قناة جوسات التي كانت تعرض لقاء مشترك يجمع وزير الصحة د. علي حياصات ونقيب الاطباء الدكتور هاشم ابو حسان وموضوعه الاعتداء على الكوادر الصحية. 

ولقد لفت نظري شيء غريب بأن نقيب الاطباء يحاول ان يستغل اللقاء للتسويق لنفسه وإظهار النقابة بأنها الوعاء الكبير لحماية حقوق الاطباء ، وأن التقصير الوحيد صادر عن وزارة الصحة وما شدني ايضا محاولة سعادة العين النقيب ان يخفي اي انجازات قامت وتقوم بها الوزارة عندما بدأ د. حياصات بالافصاح عنها وهي الاجراءات الناجحة التي تم اتخاذها بهدف ايقاف هذا الاعتداء بتخفيض كشفية المرضى في أقسام الاسعاف والطوارئ ومتابعة قضايا الاعتداء لدى الجهات الامنية والقضائية والتي نجحت واعطت ثمارها وأخذت بالتلاشي اضافة الى رفد هذه المتسشفيات بتعيينات جديدة الى جانب التوسع في برنامج الاقامة للاطباء وحيث ان بعض وسائل الاعلام أصبحت على علم واطلاع بكافة هذه الانجازات وذلك من خلال رصد الشكوى الواردة اليها والتي اصبحت خلال السنة الماضية وهذه السنة بتناقص كبير بالاضافة الى علمنا بانجازات النقابات ومنها نقابة الاطباء والتي بنظري هي مكانك قف.

ومن المغالطات للنقيب ابو حسان ادعائه بأن الاطباء يعملون في جو غير مريح من حيث عدم وجود كراسي لهم وعدد الحالات المرضية التي تعرض عليهم ورواتبهم المالية وعدم أهلية المباني ويعيد ويزيد في هذا الحوار بهذه الامور ويحاول أن يظهر بالحديث على حساب وزير الصحة المبدع والمخلص صاحب الخبرة وادب التعامل مع الاخرين مقاطعا الحياصات عندما يحاول ان يؤكد على الجوانب المضيئة لوزارة الصحة والتي اصبح المواطن يشعر بها.
وحيث أن دور الاعلام الانصاف لكافة مؤسسات الدولة فإنني اوضح لسعادته ومن خلال رصدنا الاعلامي لوزارة الصحة فإن وزارة الصحة استطاعت وبجدارة ان تتخذ خلال عام 2014 وبدايات عام 2015 اجراءات كفيلة برفع مستوى الخدمات في وزارة الصحة والمحافظة على جو مناسب للكوادر العالمة لديها واليك الادلة التي تعلم بها علم اليقين ومنها تعيينات اطباء وتمريض وكوادر صحية كانت الاكثر خلال عمل وزارة الصحة .

 
وبرامج الإقامة التي قامت بها الوزارة للعدد الاكبر في تاريخ وزارة الصحة وآثاره على المستوى القريب بالإضافة إلى الإشادة العالمية من جهات دولية بمستوى الرعاية الصحية التي تقدمها وزارة الصحة.
وافتتاح مستشفيات جديدة وافتتاح توسيعات في مستشفيات ومراكز صحية وتجهيزها بأفضل التجهيزات التقنية. سعادة العين لم نسمع ان مريض راجع المستشفيات والمراكز الصحية لم يحصل على علاج .
الطبيب يا سعادة العين النقيب بحاجة الى رعاية وزارة الصحة ونقابة الاطباء معا، الوزارة قدمت له التعيين والاقامة والخبرة والتسويق للعمل في اسواق دول مجاورة، فماذا قدمت النقابة للاطباء منذ نشأتها ، سوى الشجب للاعتداءات من خلال وسائل الاعلام على التوقف عن العمل لمعاقبة المرضى. ان دور النقابة ايضا ان تنظم وتطور مهنة الطب والمحافظة على الجسر الطبي والمساعدة في تشجيع الاطباء على تقديم افضل الرعاية والعناية بالمرضى والتفتيش على المراكز والعيادات والمستشفيات التي يعمل بها الاطباء في مختلف مواقع عملهم. نحن نرفض كل اشكال الاعتداء على كوادر الدولة ومنها وزارة الصحة لكن الاحصائية التي اعلنت عنها بعدد الحالات التي تعرض لها الاطباء لا تذكر مقارنة باعداد المراجعين لمستشفيات وزارة الصحة ومراكزها الصحية. 

ومع ذلك يستلزم تعديل التشريعات للتناسب مع حالات الاعتداء لكن المشرع دائما عندما يضع التشريع يجب ان يكون هذا التشريع يتلائم بين الجريمة والمخالفة . 

ومن وجهة نظري من رضي بأن يكون مسؤولا عن اي جهة يجب ان يكون منصفا ومتزنا في طرحه ومعالجة القضايا ووضع النقاط على الكلمات الصحيحة. 

يجتمع الشعب الاردني بكافة اطيافه على رفض الاعتداء على الطبيب الانسان الذي يضع مصلحة المريض فوق كل الاعتبارات ويجب على النقابة ان تبدأ بعمل برامج تثقيفية وتعليمية وندوات ومؤتمرات تشرك بها الاطباء بدون تمييز وبدون مقابل مالي للمساعدة في رفع استمارات الطب بالعمل وليس بالقول . 

وان تراقب التسعيرة المالية التي تم وضعها من قبل النقابة وان لا يتم استغلال اي مريض وليكن معلوما ان استغلال المرضى بأي وسيلة هو الذي يضعف السياحة العلاجية وليس خبر اعلامي غير مسؤول. 

كفى وصولا للمواقع على ظهر انجازات الدولة التي تدفع رواتب الاطباء العاملين لديها وتدرس بين الحين والآخر إمكانية زيادة هذه الرواتب وليس النقابة، النقابة يا سعادة النقيب ليست جهة مسؤولة عن كوادر وزارة الصحة فقط النقابة جهة فنية لها علاقة باطباء القطاع الخاص. 

رسالتي للاطباء وانتم أصحاب الايادي البيضاء الطاهرة لا تتخلوا عن مبادئ الحكيم، لا تسمحوا لاي جهة ان تتاجر بهمومكم. المريض هو الوسيلة للوصول الى رضى الضمير وراحة البال ودعوة لطريق النجاح لكم ولاولادكم .
من يحافظ على حقوقكم ويدعمها الجهة التي تعملون بها وليس من يزاود عليكم فأنتم لستم سلعة تجارية بل انتم الاساس والبناء القوي واعلموا ان وزارة الصحة المنزل الكبير الذي خرج منه الاطباء الاقوياء بالعلم والمعرفة والخبرة ، انصفوها لتخرج زملاء لكم ينتظرون الدور للحصول على وظيفة واختصاص ، وطالبوا نقابتكم بأن تبحث للاطباء الجدد الذين ينتظرون حصولهم على وظيفة لفتح اسواق لهم جديدة غير وزارة الصحة اذا كانت الوزارة غير قادرة على احتضان ابنائها على النقابة الاتصال مع مستشفيات وجامعات عالمية من خلال مشاركة النقيب واعضاء مجلس النقابة في المؤتمرات خارج الاردن فليس من المعقول ان يتم تعيين اعداد كبيرة موجودة حاليا في ديوان الخدمة في وزارة الصحة فقط علما بأن عدد الخريجين في تزايد.

 
ليس لموضوع الاعتداء يا صاحب السعادة علاقة بكرسي لا يجلس عليه طبيب أو استيعاب وزارة الصحة كافة الخريجين من الأطباء حتى يسجل للنقابة أنها كانت السبب بتعيينهم. الموضوع بحاجة إلى وسائل الإعلام وتوعية القلة القليلة بأن الاعتداء على الأطباء جريمة لا يمكن السكوت عليها لأنهم أبناؤنا وهذا ينطبق على الاعتداء على المعلم والموظف بشكل عام.
أما أنت يا وزير الصحة وكما عرفناك تتحمل أذى ذوي القربى بكل صدر رحب وان لم يترك لك المجال لتوضيح الحقائق فالمواطن على إطلاع بالإنجازات وإنجازات الوطن كثيرة وكبيرة رغم أنف كل من يجحد بها فالأردن أكبر من أي انتقاد غير مسؤول ودائما نردد الأردن لمن يحبه.