يتسلّل الرئيس اليمني من قصره في صنعاء، هارباً إلى عدن، وفور وصوله هناك يعلنها عاصمة لليمن، ويغادر الرئيس اللبناني قصر بعبدا بعد إنتهاء ولايته فلا تجد البلاد طريقة لانتخاب رئيس جديد، ويُقتل الرئيس الليبي على ناصية شارع فتدخل "الجماهيرية" مرحلة اللارئيس، واللادولة أيضاً.
جزء مُعتبر من الشعب المصري يسمّي رئيسه "رئيس الانقلاب"، وجزء مُعتبر من الشعب السوري لا يعترف بإعادة انتخاب الرئيس، ويُعدّل الدستور الجزائري لإعادة انتخاب الرئيس مرّة رابعة وهو في الثمانين من عمره، وعلى الرغم من انتهاء ولاية رئيس السلطة الفلسطينية فهو الرئيس حتى إشعار آخر.
الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين كان الحاكم الأوحد، أمّا الرئيس الحالي فمجرّد واجهة ولا يعيش في عاصمة بلاده، أمّا الرئيس السوداني فقد بدأ رئاسته بحكم بلد بمساحة قارّة، وهو الآن يحكم أقلّ من نصفها، وقريباً من بلاده تأتي الصومال التي لم يعد لأحد ذكر، ولا لرئيسها بالطبع.
نصل إلى جُزر القمر، ولديها نظام رئاسي فريد، حيث لكلّ جزيرة رئيس، ويُعيّن رئيس لاتحاد الجزر كلّ أربع سنوات، وبالتالي فالرئيس لا يحكم عملياً سوى جزيرته، أمّا موريتانيا فما زال رئيسها المنتخب منذ سبعة أشهر يبحث عن طريق لبدء حوار مع المعارضة التي لا تعترف بنتائج الانتخابات.
تبقى تونس التي مارست الديمقراطية وانتخبت رئيسها، لتمثّل الجمهورية العربية الوحيدة التي لا تُعاني من مشكلة رئيس، أمّا الممالك والإمارات والسلطنة فلا تعاني من مشاكل انتقال السلطة، أو تغييرها، ولعلّ الأمر بحاجة إلى قليل من الدراسة.