هجوم النظام السوري علينا بهذه الطريقة يؤكد على أن ثمة تحولات مهمة بدأت تأخذ مجراها على حدودنا الشمالية، وهذا مدعاة لمزيد من التحوط والانتباه.
طبعا هناك رغبة أردنية بعدم تغيّر الوقائع في الجنوب السوري، لكنها تبقى أمنيات؛ فملف الجنوب السوري دخل مرحلة السخونة وبات على مرمى حجر من تصعيد كبير ومكثف.
هناك سخونة في جنوب سوريا؛ فالثوار اقتربوا من المثلث الاستراتيجي(ريف دمشق وريف درعا والقنيطرة) والنظام استدعى لتأمينه كلا من ايران وحزب الله.
اذا المعركة قادمة فإما ان تكون في دمشق او على حدودنا، وهنا يظهر التبدل الهام والذي يستدعي الانتباه واتخاذ موقف واضح منها.
وهنا يجب علينا ان نقف في وجه العملية التي قد يقوم بها النظام السوري – او قل ان شئت ايران– لانها ستكلفنا موجات من اللجوء لا طاقة لنا بها في هذا التوقيت.
نعم يجب ان نرفض ذلك ونعمل على منعه ونحن نملك الادوات لذلك، فعملية نقل الصراع لحدودنا امر غير مقبول كلفته كبيرة لا يمكن تحملها.
على الجانب الآخر نلاحظ ان حكومة العبادي في بغداد بدأت تدخل في نفق يشبه ما كانت عليه حكومة المالكي؛ فالميليشيات صاعدة وايران تدير اللعبة بامتياز.
اذا الرهان الذي تغنينا به عند وصول العبادي لمنصب رئيس الوزراء بات في مهب الريح، وهنا تتجدد خطورة الجبهة الشرقية، وعلينا ان نراقب دون تورط وان نتدخل دون خسائر.
ثمة تبدلات بنيوية مقلقة على حدودنا تستدعي إعادة تقييم سريع وحازم فمصالحنا الأمنية اليوم أهم من الفزعة ومن الثأر ومن كل العناوين.