الشهيد معاذ الكساسبة اسم لمع في سماء الأردن وفرض نفسه شمساً خالدة غير خجولة أو مترددة لا تغيب، ولا تختبئ خلف ظلام مرتحل مصطنع أو سحاب تسيره وتتقاذف الرياح والعواصف العاتية مجهولة المصدر والهوية والاتجاه والانتماء، وغير المتوقعة وغير المقروءة من قبل المتنبئين المعنيين بتحليل وقراءة الحالة السياسية أو الجوية أو المستقبلية والفلكية.
استطاع معاذ الكساسبة أن يحرق بنيران جسده الطاهر كل التنظيمات الإرهابية وخططها واستراتيجياتها التضليلية التخريبية والترويجية للتوسع والانتشار باسم الإسلام، وبشجاعته وبشموخ وإيمان الأنبياء والصديقين، أعلن بأن نهايتهم قد أصبحت قريبة، وقلب السحر على الساحر بكل قدرة وثقة، وبأنه هو المؤمن صاحب الحق بتمثيل الإسلام والمسلمين وأنه وريث للرسالة السماوية والدعوة إلى الله، وبأنه لا يشرك بالله أحداً ولا يستجدي إلا الله سبحانه وتعالى، حتى في أحنك وأخطر وأصعب الظروف واللحظات الأخيرة في حياته، وأظهر شجاعة إيمان خارقة ورباطة جأش وسكينة لا مثيل لها إطلاقاً، أكدت للعالم أجمع بأنه هو صاحب الحق وهو من يعذب الإرهابيين وهم الذين عليهم ان يستجدوه ويتوسلوا له، حتى لا تذهب خططهم وتحضيراتهم لإرهاب العالم بإظهارهم قوة خارقة مرعبة لا يمكن مقاومتها، وبث الرعب بحرق جسده سدىً، والتي جاءت بنتائج عكسية مدمرة ومزلزلة فاقت توقعاتهم، ودمرت تلاحمهم ووحدتهم الزائفة، وأنتجت انشقاقات وانسحابات في صفوفهم وبرهنت للعالم أجمع حقيقة هذه الجماعات الإرهابية الساعين إلى أن يكونوا طواغيت الأرض.
الشهيد الكساسبة أعلن للعالم أجمع بأنه ليس أول الشهداء الأردنيين العظماء ولا آخرهم، كما لم يكن الشهيد الملك المؤسس عبدالله الأول بن الحسين والشهيد وصفي التل و2474 شهيداً الذين سبقوه آخر الشهداء وآخر من تخرجوا من مدرسة التضحية والفداء، وعنواناً للحق والإيمان والرجولة الأردنية. وأكد الكساسبة بشجاعته وانتمائه أن مكان الأردن الطبيعي في مقدمة الدول القوية عسكرياً صاحبة القرار والسيادة وببرهان الرد الفوري الذي اتخذته وباستقلالية القيادة وجيشها والحكومة والشعب والذين لا يَخَافُونَ بِالْحَقِّ لَوْمَةَ لاَئِمٌ، ويرفعون الضيم والخوف عن الضعيف وينصرونه، ويغيثون البائس الملهوف ويستقبلون المهجرين واللاجئين ويتقاسمون معهم ما رزق الله هذا البلد الطيب الذي لا ينبت فيه إلا الطيب، ويرفعون راية رسول الإنسانية رسول العدل والسلام والرحمة والدين الحنيف.
البطل الكساسبة مصدر ومنهج ومنظومة فخر واعتزاز أردنية بامتياز، عريقة كمدينة البترا، ومباركة وكما أضرحة ومقامات الرسول والصحابة والشهداء التي تملأ وتعطر أرض الأردن. وعينة ممثلة لكل أبناء الوطن تستحق وبجدارة أن تعمم وتدرس وتكون القدوة للأجيال الأردنية القادمة، وأن يتم توثيق وحفظ معانيها ودلالتها بمختلف الطرق والوسائل، وأن يكون هناك جوائز واوسمة ومنجزات وطنية تحمل أسم معاذ الكساسبة تخلده وكما قدم للأردن وأبنائه.