أخبار البلد - خالد الزبيدي
الاموال السهلة هي وقود تنظيم داعش الارهابي ضد المنطقة وشعوبها، إذ يعد بيع النفط باسعار زهيدة هو المورد الاول للارهاب، وتصدير النفط يتطلب جوانب لوجستية كبيرة لا يمكن لاحد اخفاؤها، وعلى سبيل المثال ان تصدير 50 الف برميل يوميا يتطلب اما مد انبوب للنفط عابر للحدود الى موانئ اما في تركيا او ايران، والاغلب ان الدولة المرشحة والمستفيدة من ذلك هي تركيا، او تسيير اسطول بري لنقل النفط الخام بمعدل 500 صهريج يوميا، وهذه الخطوط يمكن رصدها بالطائرات والاقمار الاصطناعية، اي ان الجوانب اللوجستية يمكن النيل منها بسهولة.
ومن الجوانب الاخرى يسيطر التنظيم الارهابي على عدد من خزانات النفط العملاقة ومصافي تكرير في مناطق عراقية وسورية، وهذه المرافق توفر الوقود لتحركات المركبات والمعدات، وان تدميرها يعني شل حركتهم وتسريع وتيرة اجتثاثهم ودفعهم الى الجحيم، وهذا ليس بالصعب من طائرات التحالف التي تسيطر على الاجواء بدون اي منافس، ويمكن تحقيق هذه الاهداف خلال ايام .
وفي نفس السياق ان السواد الاعظم من مركبات داعش الارهابي هي (بيكبات) مخصصة للاغراض المدنية والشخصية، واللافت ان تلك المركبات حديثة الصنع وتصل الى المناطق التي يسيطر عليها الارهابيون بالمئات، ويمكن مراقبة الحدود الشمالية للعراق وسورية باعتبارها المصدر الرئيسي لاستيرادها من المركبات، ورصد اليات تمويلها، لذلك يمكن تدميرها قبل ان تصل الى اياديهم، ومعاقبة من يمولهم .
لـ ( داعش) الارهابي حاضنة في اماكن تواجدها، وهذه الحاضنة جلها من اصحاب السوابق والمجرمين في المجتمعات، وحاضنة اقليمية ودولية فاسدة وشريرة، تمكنهم من التزود بآلات القتل والاساء للانسان الآمن، وهناك تجار حروب يحققون الثراء في غفلة من الزمن بعيدا عن القوانين والتشريعات، لذلك لابد من الانتباه اليهم ومعاقبتهم وفضح ممارساتهم والتصدي لهم باعتبارهم شركاء في الارهاب وممارسة القتل بشكل مباشر او غير مباشر.
وكالات انباء عالمية ذكرت ان مجلس الأمن الدولي يعتزم إصدار قرار حول سبل تجفيف منابع تمويل تنظيم «داعش»، ومصادرها النفط وتجارة الآثار والفديات، وتقدمت روسيا بالنص الأول الذي جرى حوله نقاش مع الأميركيين والأوروبيين قبل توزيعه على أعضاء مجلس الأمن الـ15.
عام تقريبا مضى حافل بالقتل وجمع المال من مصادر مختلفة وسط تجاهل وتسهيل دولي غير مباشر للارهاب، واخيرا تنبه مجلس الامن لاهمية تجفيف مصادر الاموال للارهابيين، وهذا التأخير كلف المنطقة وشعوبها الكثير ماديا وادبيا...مرة اخرى حظر تصدير النفط من مصادر يسيطر عليها (داعش) وتدمير مخازن الوقود واي حركة نقل بالجملة تحقق هدف تجفيف مصادر اموال الارهاب... وهذه مهمة عاجلة لا تتطلب قرارا او تفويضا من مجلس الامن الدولي.