أخبار البلد - نهى المعايطه
في زيارة لأحد المسؤولين المصريين لأحد رؤساء وزراء الأردن، كان من ضمن الحديث عن الفكاهة التي يتداولها الشعب المصري فأجابه رئيس الوزراء الأردني حتى الشعب الأردني أصبح يردد الفكاهات المختلفة فكان جوابه أن الشعب الأردني بدأ يشعر بالفقر، والآن الشعب الأردني مع استخدام وسائل الاتصال الاجتماعي أبدع في رسوم الكاريكاتور والتعليقات عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي تعبر عن واقع يعيشه بروح الطرفة الجميلة والمعبرة.
وفي قول للجاحظ: إذا بنادرة من نوادر العوام، وملحة من ملح الحشوة والطعام، فإياك أن تستعمل الإعراب، أو أن تتخير لها لفظًا حسنًا، أو أن تجعل لها من قبل مخرجًا سريًا، فإن ذلك يفسد الإمتاع بها، ويخرجها عن صورتها.
فالفكاهة لغة عالمية، تضرب بجذورها في أعماق الطبيعة الانسانية والنشاط الإنساني، وهي ليست مجرد سلوكات متعلمة بل أنها قد تشتمل على جانب وراثي كبير يرتبط بالجينات، ولدى كل إنسان حس بالفكاهة الخاصة به، الذي يميزه عن غيره من البشر، وهناك تداخل واسع بين تذوق الفكاهة بين الناس على مستوى الأسرة والمجتمع والإطار الثقافي العام وهو سمة مميزة للجماعة أو الشعوب.
وتعمل الفكاهة كآلية دفاعية لتحقيق التواصل والتفاعل الاجتماعي، وإزالة الخوف والقلق والتوتر بين الأفراد، وتعمل على امتصاص الانفعالات السلبية بفعل أحداث سياسية واقتصادية، أو الترويح عن النفس، وتعمل على استرداد النشاط وتحقيق الراحة، أو لنقل المعلومات التي تمثل اتجاهات أو اهتمامات خاصة، لتساعد صناع القرار لتعديل بعض القرارات، وتحسين بعض الظروف السيئة.
واعتقد فرويد أن الفكاهة تعمل كصمام أمان وأحيانا تمثل العدوانية عند الفرد كما في كاريكاتورات شارلي ايبدو المسيئة، ويدمج كيسلر في نظرية بين عناصر الفكاهة أي التنفيس عن التوتر، والتحول الإبداعي ويضع النكتة والفكاهة، في مستوى الفن والإبداع. وهناك دراسات أجريت حول العلاقة بين الفكاهة والإبداع، حيث تعبر الفكاهة عن خطوات مهمة في تطوير التفكير الإبداعي لدى الشباب، وتختلف أنواع الفكاهة من رسوم كاريكاتورية، ونكات وباستخدام تكنيكات مختلفة مثل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أو المسرح لتوصيل محتواها.