تلفزيوننا الأردني "ما احلى الرجوع اليه" ..
رائده الشلالفه لـ أخبار البلد - خاص
زمان .. وعند حلول مساءات أب وفي أعقاب حرارة لاهبة، كان البيت الاردني على موعد مع شاشته الفضية على التلفزيون الاردني ونشرة اخبار الثامنة ومسلسل المساء ..
زمان عندما كتب الزميل المبدع "ابراهيم جابر" مقاله الشهير "لماذا تغير طعم التفاح" ، أورد ما أورده من نكهات اردنية خالصة غالبيتها مستقاة من اداء تلفزيوننا الاردني ذات دفء ..
كتب الزميل جابر عن "غمزة" سميرة توفيق التي تبناها التلفزيون الاردني واحتضنها واطلقها الى عالم الشهرة.. وعن اجمل ما سجلته برامج المسابقات العربية للراحل رافع شاهين ببرنامجه فكر واربح على شاشة التلفزيون الاردني..
التلفزيون الاردني صاحب الماضي العتيد في الذاكرة الجمعية كان حقيقة اشبه بفرس صهباء توزع من الصهيل ما يجمع ويمتع فرسان وقبائل وشعوب..
هو ليس بغزلٍ ونحن نتحدث عن حقبة كان اكثرها "تقنية" أن تُدير كبسة مؤشر التلفزيون للقناة الثانية التي كانت تُمتعنا ببرامج متنوعة ونشرة اخبار باللغة الانجليزية ..
حين كان الاردن والعالم ليس بسعة خيال بأن يتخيل ولو بمحض الدعابة انه سيمتلك اداة بحجم "باكيت السجائر- الريموت" ليجلب العالم قاطبة الى شاشة تلفزيون منزله ..
لمسمى "التلفزيون الاردني" وقع محبب اختلفنا معه او اتفقنا، هو جزء من المكون الاردني بشريا وجغرافيا وسياسيا، عاش التلفزيون الاردني فترة ذهبية خالصة حقبة "الثمانينيات" ليس لندرة او عدمية الخيارات، بل لأنه مؤسسة انشئت وبنيت وترعرت بطاقات وخبرات وقلوب اردنية بحته، هو مشروع وطني بدأ او دخل مرحلة استعادة البريق في الفترات الماضية ليتوجها خلال الاسبوع الاخيرة بباقة ماسية من تميز الاداء وحرفية المضامين ، ومهنية عالية التقنيات والفنيات.
في المنخفض الثلجي الاخير والراهن الثلوج ، خرج التلفزيون الاردني الى الميدان، الى المكان الطبيعي لمصادر الاخبار والاحداث لأي منشأة اعلامية، حيث قاد مدير عام مؤسسة الاذاعة والتلفزيون الزميل رمضان الرواشدة فرق التلفزيون الاذاعية والاعدادية والتنفيذية الى جوهر العمل الاعلامي الناجح المتميز، لتكون الحصيلة مواد برامجية وتقريرية واخبارية ذات مستوى عال الجودة والنكهة..
"شباب" التلفزيون واكبوا اردنهم وشعبهم بتشاركية حميمية لافتة وهم ينقلون صورة واقع حال الوطن تحت تساقط الثلوج، دخلوا الشوارع والبيوت والازقة، نقلوا تفاصيل البياض على مساحة الوطن المغتبط بالزائر الموسمي، قطعوا اجازاتهم، وهجروا دفء مكاتبهم وبيوتهم وخرجوا الى شوارع المملكة كل في محافظته .
عاش الاردنيون مع التلفزيون الاردني كل لحظات الثلج والفرح والغبطة والنجاح الذي تميز به اداء التلفزيون الاردني، ذلك الاداء الذي كان محظورا السكوت عنه، ما دفع بنقيب الصحفيين الزميل طارق المومني نقيب الصحفيين للإشادة بدور التلفزيون الاردني وحسن ادارته ووصفه لاداء التلفزيون الاردني بأنه " شهد نقلة نوعية في تغطية الحالة الجوية التي اثرت على المملكة خلال الايام الثلاثة الاخيرة من خلال كوادره المؤهلة والمحترفة وفي ظل امكاناته المحدودة جنبا الى جنب مع الاذاعة الاردنية ووكالة الانباء والصحف، حيث المشاهد الاردني اصبح مشدودا الى شاشته الوطنية لايمانه بصدقيتها وتقديمها ما يحتاج من معلومة بمهنية وموضوعية "واتقدم بشكري لدولة رئيس الوزراء الذي اثنى على عمل التلفزيون برسالة تركت اثرا طيبا في الوسط الاعلامي"
نجاح مؤسسة الاذاعة والتلفزيون بقيادة "الكابتن" الرواشدة دفع برئيس الحكومة عبد الله النسور بالاقرار بحسن أداء التلفزيون الاردني خلال المنخفض الجوي الذي اثر على المملكة وكان ذلك خلال اتصال هاتفي مع التلفزيون الاردني ضمن البرنامج المفتوح مع الاعلامي حازم الرحاحلة .
التفزيون الاردني استعاد وهجه بأكثر ما كان عليه، وبأعمق مما اعتاده جمهوره الاردني الذي انتزعته "الفضائيات" ذات "ساتلايت" ..
الزميل رمضان الرواشدة عاد بمركب التلفزيون الاردني بعد رحلة "شتات" قصرية بعودة تشبه الى حد ما عودة "أوديسيوس إلى إيثاكا" ..
تلفزيوننا الأردني "ما احلى الرجوع اليه" ... :) !!