لا ندري بالضبط لماذا تحقد مجلة اسبوعية من وزن الايكونومست البريطانية على الاردن بهذا الشكل الفظيع حتى تصل بها الحال الى وصف الهدوء الذي يعيشه الاردن بانه خارق للطبيعة.
في تقرير نشرته عن هدوء الاردن، احتوى لغة حاقدة، كما وصفها الاعلامي المصري اللامع الزميل احمد المسلماني في برنامجه الشهير صوت القاهرة على تلفزيون الحياة، جاء فيه: ان آخر التظاهرات الاحتجاجية التي شهدها الاردن كانت منذ عامين، وكأنهم مستغربون لماذا اوقف الاردنيون التظاهرات، كذلك ابدت المجلة استغرابها من كيفية عدم انحناء الملك لاي ضغوط شعبية، وكيف ذهب الى محاربة داعش بالتحالف مع الامريكان ولم يكترث برأي شعبه، وكأن الشعب الاردني داعشي كما قال الزميل المسلماني، الذي وصف التقرير بانه "تحليل رخيص". شاهد المسلماني على اليوتيوب
&feature=share
هذا هو الاعلام الغربي المهني على رأي بعض الزملاء الصحافيين والاعلاميين العرب، الذين يثقون بتقارير الاعلام الغربي وبحياديته، ولا يقبلون بانحياز الاعلام والصحافة العربية الى قضايا المنطقة.
ليس رجال الاعلام والصحافة فقط هم من يثقون بالاعلام الغربي اكثر، بل ان كبار المسؤولين وصناع القرار عندما يريدون اجراء مقابلة صحافية او تسريب معلومة، فانهم يلجأون الى الاعلام الغربي، وكأن الاعلام المحلي الوطني لا يوفر المنصة الحقيقية لاطلاق اية معلومة.
حقد المجلة البريطانية التي تهتم بنشر الأخبار والشؤون الدولية، التي أسسها جيمس ويلسون في أيلول (سبتمبر) 1843، فرصة للاردنيين كي يعرفوا كيف ينظر العالم المتحضر لاستقرار بلادهم، لكن الاخطر كيف ينظر الى وجهة نظرهم في تأييد تنظيم داعش الارهابي.
من وجهة نظر المجلة ان الهدوء والاستقرار في الاردن سببهما شدة وتسلط وهيمنة الدولة، وإن كان في هذا الكلام صحة فإن الصحيح اكثر يعود الى وعي المواطن الاردني للاخطار التي تضرب المنطقة، وحزام النار المشتعل حول جهاته الاربع، ولا احد يتمنى ان يصل الى الثوب الاردني.
اما قضية تأييد الاردنيين لخط داعش، فهذا يحتاج الى تدقيق حتى لو كانت استطلاعات الرأي كشفت عن وجود 15 % من الاردنيين يؤيدون داعش، فهذه النسبة مهما كانت قليلة فانها تحتاج الى معالجة جذرية فكرية وسياسية معا.
كما تحتاج من السياسيين وخاصة مناصري تيار الاسلام السياسي ان يمارسوا الصدق في خطابهم حول داعش وقوى التطرف الاخرى، فلا يعقل ان يعلن شخص انه ضد قوى التطرف والارهاب، وفي الوقت ذاته يذهب للمشاركة في تقديم العزاء بقتلاهم.