اخبار البلد - حسن سعيد صفيرة - خاص
لطالما شّكل ساحل الخليج العربي على مدى اكثر من قرنين مفترق طرق محوري للعالم القديم بدءاً من طريق الحرير في عهد سلالة هان الإمبراطورية، ومروراً بالمراكز التجارية في القرن التاسع عشر، وانتهاءً بحقبة الحداثة المعاصرة في دبي جوهرة وتاج دولة الامارت.
الامارات العربية المتحدة، محطة الفخر العربي للدولة الحديثة ، التي خرجت من عمق التاريخ بكامل أصالتها وبهائها محملة بالأصالة والمعاصرة في آن، شريان رئيسي لفسيفساء المدن والدول على ساحل الخليج العربي، ومطمحا لعجلة الاقتصاد العالمي، والثقافة العالمية والنبل الاخلاقي الانساني الفريد الذي يتمثل بقادتها وشعبها الطيب الأصيل.
وعلى خارطة الامارات السبع ، قيادات فذة استلهمت روح القيادة من الأب الروحي المغفور له بإذنه تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس الدولة ، ليسير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة على خطى والده حافظا وأمينا للوطن الأول والأحب ، وكذلك صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الذي حمل الأمانة بكل اقتدار ليضع امارة دبي في مصاف الأولى لغواصم المال والاقتصاي العالمي الناجح، ليصعد الوطن وأبناؤه إلى مصاف الدول المتقدمة، بل وأصبحت الإمارات مضرب الأمثال للكرم والجود والنهضة والتقدم، وهذا هو المعنى الحقيقي لروح الاتحاد لدولة الامارات العربية المتحدة.
ومع بدء احتفالات دولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة بالعيد الوطني الذي يصادف في الثاني من الشهر المقبل، لبست الامارات السبع منذ يوم امس الثلاثاء حلة العرس الوطني الحقيقي، في مسيرة اعياد ستحط في اليوم الوطني الاكبر والاجمل والاعمق ليوم تزامن العيد الوطني الثالث والاربعون.
ثلاثة واربعون عاما ارتقت فيه دولة الامارات إلى مصافّ الدول العصرية المتقدمة في العالم، أربعة عقود ونيف حافلة بالعمل الدءوب والإنجازات التنموية غير المسبوقة بقياس الزمن بكل المعايير الدولية.
فقد بدأت مرحلة البناء الشامخة بملحمة أشبه بالمعجزة، قادها بحكمة وصبر واقتدار وسخاء في العطاء وتفانٍ وإخلاص في العمل، مؤسس الدولة وباني نهضتها وعزتها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيّب الله ثراه، الذي نذر نفسه وسخّر كل الإمكانيات المتاحة لتحقيق نهضة البلاد وتقدمها، وتوفير الحياة الكريمة والعزة للمواطنين فيها.
وتعتز الإمارات بإرثها، ويفتخر شعبها بتراثهم وموروثهم ما يشكل لهم هذا الاعتزاز والفخر درعا واقيا يحتمون به، ويحمون أبناءهم من بعدهم للحفاظ على أصالتهم وهويتهم الإسلامية والعربية والإماراتية، وسط دولة حديثة تنبض بثقافات أكثر من 200 جنسية.
ويعيش الإماراتيون اليوم حياة عصرية بنكهة الأصالة الخالصة، لأنهم يجيدون التشبث بالتقاليد والعادات المتوارثة جيلاً بعد جيل للوقوف في وجه العولمة، والتي غزت العالم من دون استئذان، وغيرت شكل كثير من الدول، وأثرت في سلوك وعادات كثير من شعوب العالم دون استثناء.
ومن باب الشغف بالموروث والتشبث به شكلت الإمارات مثالاً حياً على التناغم والتمازج الذي يجمع في مناطق محددة منازل الطين والجص، بجوار ناطحات السحاب المذهلة، ما يجعل السياح في زياراتهم للإمارات لا يهتمون بمشاهدة أطول برج في العالم فقط، ولكن يحرصون على رؤية الآثار الموجودة في المتاحف والمواقع التراثية المنتشرة في كل أنحاء الدولة، جنباً إلى جنب مع وسائل الراحة والتكنولوجيا العصرية التي يعيش في كنفها الإماراتيون، إذ أدركت الحكومة أن المستقبل لا يمكن أن يكون ذا صبغة إماراتية خالصة ما لم يكن من وحي تاريخهم العريق.
الإمارات واحة أمان للمقيمين فيها
ولأنها حاضنة الأوطان والأممية ايضا، تستضيف دولة الإمارات على أراضيها الملايين من العاملين من نحو 200 جنسية من مختلف قارات العالم، ينعمون مع عائلاتهم بمستوى جيد من لإقامة والمعيشة وبالأمن والاستقرار، ويتمتعون بحقوقهم كاملة التي تنظمها قوانين صارمة لعلاقات العمل، إضافة إلى حريتهم في ممارسة معتقداتهم وشعائرهم الدينية بحرية وأمان،مع مناخ أمن كفل حقوق الإنسان بصورة عامة وحقوق العاملين في دولة الإمارات بصورة خاصة، حيث تحظى باهتمام ومتابعة من القيادة السياسية التي تُوجه، باستمرار، بضرورة الحفاظ على تلك الحقوق و صون كرامة الإنسان بما يتوافق والقيم السائدة في مجتمع الامارات والتشريعات الوطنية التي تجسد تلك القيم و تطبق على المواطنين و المقيمين دون تمييز، حيث اصبحت دولة الامارات تشكل عنصر جذب لمختلف الجنسيات للعمل فيها. وقال إن أوضاع العمالة في سوق العمل تحكمها تشريعات و سياسات توفر الحماية للعمال وتضمن في الوقت ذاته المصالح المشروعة لأصحاب العمل.
الامارات بصمة عميقة عصية على التلاشي او النكران
دولة الامارات العربية صاحبة البصمة الأولى في التأخي العربي الأصيل البعيد كليا عن المصالح الجيوسياسة، ظلت باقية على العهد بأن تكون السند الداعم لكل عربي شقيق، وليس أدق على ذلك من مجاميع المشاريع التنموية التي انتشرت على بقعة الاوطان العربية بأكثر من مكان، فهذه الشقيقة مصر وهذه الشقيقة فلسطين والجريحة غزة، حفظت ولا زالت بصمة الاماراتيين من قادة وشعب، حاضرون بالأمكنة واظلزمنة بكثير من الايدي البيضاء التي بنت الخراب وأسست لحياة جديدة يستحقها العربي من شقيقه المقتدر، لا عجب ودولة الامارات العربية المتحدة صاحبة الماضي العتيد الزاهي، فخر العروبة بحاضرها المعطاء وغدها الواعد لأبنائها الاماراتيين والعرب أجمعين.
دولة الامارات العربية المتحدة تحتضن الوجع والشتات السوري في الاردن
وفي مخيم الزعتري للاجئين السوريين بمحافظة المفرق شمال الاردن، ومخيم مرجيب الفهود بالقرب من الأزرق، تجد دولة الامارات حاضرة قلبا وقالبا عبر سلسلة من الخدمات الإنسانية للأشقاء اللاجئين السوريين من مستشفيات وكرافانات ايواء
وبحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قدمت حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة للمفوضية منحة كريمة مطلع هذا العام بلغت قيمتها 5 ملايين دولار أميركي، خصص منها مليونا دولار أميركي للخدمات الصحية في كل من مخيم الأزرق والزعتري لصالح اللاجئين السوريين في الأردن، فيما خصصت الثلاثة ملايين دولار الأخرى لخدمات المياه والصرف الصحي في مخيم الزعتري.
وقد أظهرت آخر الإحصاءات المضمنة في التقرير المرحلي الذي قدّمته المفوضية مؤخراً إلى وزارة التنمية والتعاون الدولي، أن التمويل الإماراتي يغطي أكثر من 30% من تكلفة مجموع الاحتياجات الصحية في المخيمين في الفترة ما بين يناير/كانون الثاني إلى سبتمبر/أيلول من العام الحالي، ومن خلاله تمكّنت المفوضية من الوصول إلى أكثر من 94,000 لاجئ سوري عبر مستشفيين ميدانيين عاملين بمجموع 55 سريراً، وتسعة مراكز للرعاية الصحية الأولية ووحدة ولادة في مخيم الزعتري. كما دعمت المنحة العمل في عيادة طبية واحدة، تعمل 24 ساعة طوال 7 أيام في الأسبوع، إضافة إلى مركز صحي واحد في مخيم الأزرق.
في مخيم الزعتري، تمكنت المفوضية من توفير خدمات الرعاية الصحية لحوالي 80,000 لاجئ سوري، ومن تقديم 127,781 استشارة في خدمات الرعاية الصحية الأولية، كما سمحت المساهمة الكريمة في حصول 704 لاجئين على علاج في مجال الصحة العقلية، فضلاً عن السماح بتوفير 52,755 استشارة في مجال الصحة الإنجابية. أما في مخيم الأزرق "مرجيب الفهود"، فقد ساعدت المساهمة 13,604 لاجئ سوري في الحصول على الخدمات الصحية، وأتاحت تقديم 25,650 استشارة في خدمات الرعاية الصحية الأولية، وحصل 134 سورياً يعانون من مشاكل الصحة النفسية على المساعدة الطبية.
الامارات والجرح الفلسطيني النازف .. وغزة الصمود
وفي فلسطين القلب والجرح النازف، لك ان تطوف أحياء وشوارع القطاع الجريح، لترى بأم عينك كيف هو الوقاء العربي الأصيل الذي تجاوز البحر والنهر ليقف مع شقيه الفلسطيني، ولتسمع اذنك الصوت الفلسطيني الشجي الذي يلهج بالدعاء للامارات قادة وشعبا، ، فليس بالغريب ولا الجديد على الإمارات العربية المتحدة مواقفها النبيلة والمعطاءة اتجاه الاشقاء والأصدقاء وكل ذي حاجة في العالم. فما إن اندلع العدوان الاسرائيلي الاخير على قطاع غزة حتى كان " أبناء زايد" أول الناجدين والمساندين لشعبنا في غزة.
وجه الامارات ابيض ودعمها اشد نقاء، ومن امام مستشفى الإمارات وطوابير المرضى والاطفال والعجزة، تتبدى الانسانية في ابهى صورها، وتحارب دسائس من حاولوا استثمار دماء أبناء غزة، في تحقيق غايته في البحث عن دور موهوم، فقد هب ابناء زايد الخير، لتضميد جراحات أشقائهم، وكانت الإمارات سباقة في تقديم الدعم للشعب الفلسطيني في غزة منذ بداية العدوان الإسرائيلي عليه، فبناء على توجيهات رئيس دولة الإمارات، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، أقام الهلال الأحمر الإمارتي، مستشفى ميداني في المحافظة الوسطى وسط قطاع غزة، مخصصا لمعالجة جرحى العداون مجهز بأحدث المعدات والأجهزة.
وتعداه الى اقامة جسر مساعدات جوي تزامن مع اشتداد العدوان على شعبنا وفقدان عشرات الآلاف من الأسر لمنازلها وممتلكاتها، جراء القصف الصهيوني وسياسته الاجرامية في هدم منازل المواطنين، لم يجد اللاجئون من أهل غزة سندا غير" أبناء زايد الكرام"، حين أعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أوامره بتشييد جسر جوي لنقل المساعدات العاجلة لأهالي غزة. وحتى الوقت الراهن تم تسيير سبع عشرة رحلة جوية من دبي بطائرات بوينغ 747 وطائرات سي 130 لنقل بطانيات وأدوية ومساعدات غذائية التي شملت 100 ألف وجبة ضمن مبادرة "سلمى" التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
دعم وإسناد سياسي لا محدود
ولم تقتصر المواقف الداعمة الكريمة لدولة الأمارات على الدعم المادي الاغاثي، بل امتدت لتقديم الدعم السياسي اللامحدود الهادف لوقف العدوان عن شعبنا، وطال هذا الجهد المحافل العربية والاقليمية والدولية كافة.
ويذكر أن محاولات تشويه دور الإمارات الشقيقة في مساعدة شعبنا، حذت بقادة حركة حماس نفسها، لدحض هذه الادعاءات، كونهم شاهد على حقيقة الموقف الإماراتي المشرف، وهو ما أوضحته رسالة الشكر التي بعث بها نائب رئيس المكتب السياسي للحركة اسماعيل هنية، لسمو الشيخ عيد الله بن زايد آل النهيان، وزير الخارجية، أعرب فيها عن خالص الشكر والتقدير على الجهود المباركة التي تقوم بها دولة الإمارات لتخفيف المعاناة عن أبناء الشعب الفلسطيني في غزة المحاصرة. وبما تقدمه الامارات من مشاريع انسانية واغاثية لاقت ارتياحا كبيرا في أوساط الشعب الفلسطيني.
وتظل دولة الامارات وستظل العلامة الفارقة الأمثل والأجمل والأنقى والعمق لحكاية العربي الأصيل الذي فتح ذراعيه لشقيقه الدخيل، وستظل دولة لاامارات العربية المتحدة شوكة في عمق المشاريع السياسية السوداء التي لا تريد لهامة العربي ان ترتفع كما رفع الاماراتيون هاماتهم وهامات اشقائهم العرب .. واننا معهم ماصون.