تعرف قيادات جماعة الاخوان المسلمين ان عقل الدولة في الاردن لم يقطع حتى الآن الثنائية القائمة منذ عشرات السنين مع الجماعة، وتعرف انه لا توجد خطة لسياسة مناهضة لهم، وكل ما يجري في باب التكتيكات، حتى يعود بعض قيادات الجماعة الى رشدهم.
عقلاء الجماعة لا يتحدثون ابدا عن استهداف الدولة لهم، وكل من يتحدث في هذا من القيادات الجديدة لا يعرف طبيعة العلاقة التاريخية بين الدولة والاخوان، وللدقة؛ هم يحاولون تغيير قواعد اللعبة، واعتمادهم بدائل عن القيادات التاريخية الراشدة في الجماعة.
اذا ارادت الدولة استهداف الاخوان فانها لا تتعامل بالقطعة مع سلوكهم السياسي، (الّلي بشتم بنحبسه، والّلي برفع شعارا خارجا على استراتيجية الاخوان بنحاكمو، والّلي بستحضر صواريخ القسام في طبربور بنقرص ذانه….) هذه هي السياسة المتبعة مع جماعة الاخوان، لكن عندما تصل الدولة الى قرار القطيعة مع الاخوان تتغير الحال.
هناك منابر يستثمرها الاخوان في دعواتهم الدعوية والسياسية يمكن ضبطها وطردهم منها، وهناك مناهج دراسية معظمها من صنع قيادات الاخوان في وزارة التربية يمكن تعديلها، وهناك قانون الاجتماعات العامة يمكن تفعيله، وهناك الخطاب الديني الذي يغزو الشوارع وعند الاشارات الضوئية ويصب في طاحونة الاخوان، يمكن الاستعاضة عنه بخطاب وطني وشعارات تدعو للمشاركة الشعبية مثلا او تدعو لمكافحة الفساد، او التذكير بالقيم الاصيلة في المجتمع، هناك الكثير من الادوات التي يمكن تقليم اظافر الاخوان بها، واخراجهم من دائرة الفعل والحضور، لو ارادت الدولة فعلا ضرب حواضن الاخوان.
حتى الآن، لم تفكر الدولة باستبدال تحالفها مع الاخوان بتحالفات اخرى، ولا اقصد استبدال حزب بحزب او تيار بتيار، اقصد ان تفتح على كل مكونات المجتمع الاردني وخاصة المنظمة منها، وتدفع باتجاه التمثيل النسبي والديمقراطي في كل مناحي الحياة في البلاد، وتعلي من شأن اتحاد شبابي وطلابي حقيقي، حتى نسمع صوت الشباب والطلاب من خلاله لا من خلال منظمات الاخوان ولا الحملات الطلابية الاخرى.
حتى في الانتخابات، فالاخوان والدولة ايضا يعرفون ان حضور الجماعة في الشارع الانتخابي لا يتعدى 15 % من الاصوات الانتخابية، واذا ارادت الدولة وبالتمثيل النسبي الحقيقي، فانها تعطي للجماعة حصتها، مقابل 85 % من الذين لا يؤيدون سياساتها واهدافها.
للاخوان قيادات مرئية وغير مرئية، وهناك تنظيم دولي تتبع له الجماعة، وتخضع لقراراته وتوجهاته، لكن الجماعة وخاصة في الاردن، لم تستوعب الدرس المصري وضرب المشروع الاخواني، وتحاول ان لا تقتنع ان الادارة الاميركية غضت النظر عن استمرار اعادة تأهيلهم من جديد بعد تصدر داعش المشهد.