أقلّ ما يمكن قوله عن كلام زكي بني إرشيد أنّه قاس، ولا تستأهله دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، ومن الواضح أنّه جاء في لحظة غضب، ومع أنّ الرجل معروف بمواقفه الحادّة، فمفردات الرسالة خرجت حتّى على سياق ما يقوله عادة.
وأقلّ ما يمكن قوله عن قرار وطريقة توقيفه أنّها قاسية، ولا يستحقّها الرجل الذي يمثّل قيمة اجتماعية وسياسية مهمّة، ففي أوّل وآخر الأمر هو كلام شخصي يمثّله هو باعتبار أنّه نشره في صفحته على «الفيس بوك»، ولم يخرج ببيان رسمي عن جماعة الاخوان المسلمين.
ومن غير المتوقع، في حال من الأحوال، أن يؤثر كلام لشخصية معارضة، مهما بلغ من الخروج عن التقاليد، على علاقة دولتين ربطتهما علاقات تاريخية رسّختها عشرات السنوات من السمن والعسل، فيعكّر صفوها، ومن غير المتصوّر أن يُصبح نحو ربع مليون أردني مهددين في رزقهم، لمجرّد كلام غاضب عابر من شخصية غير رسمية.
يقول المثل :»مش رمانة.. قلوب مليانة»، بهذا يمكن تفسير كلام بني إرشيد وطريقة اعتقاله، وهنا تكمن المشكلة، فآخر شيء يحتاجه الأردن، الآن، هو أزمة مستعصية بين الحكومة والاخوان المسلمين، وهو لا يملك أن يتحمّل ترف مثل هذا الشرخ التاريخي المؤذي، وننهي بأنّ الله سبحانه :»لا يؤاخذنا باللغو في أيماننا»، وهذه حكمة ينبغي للجميع أن يتحلوا بها في هذه الأيام.