أخبار البلد -
لسبب محدد ومرسوم بعناية على الأرجح تم اختيار الرجل الثاني في جماعة الإخوان المسلمين الأردنية الشيخ زكي بني ارشيد لموقع الأمين العام لمنتدى كوالالمبور الإسلامي الذي يترأسه المفكر الماليزي الاقتصادي الشهير مهاتير محمد.
بني إرشيد ومعه نخبة من قادة ورموز الحركات الإسلامية الإخوانية من عدة بلدان عادوا مؤخرا من ماليزيا بعد المشاركة في المؤتمر الذي خصص للبحث في نماذج إسلامية للادارة والحكم.
حسب المعلومات نوقشت بجرأة العديد من الأفكار داخل أقنية المؤتمر الذي استضافه مهاتير محمد باسم المنتدى خصوصا عندما تعلق الأمر بأسباب ومبررات الإخفاق في مصر وتونس واليمن والسودان وبعض الساحات والحديث هنا عن الاخفاق الإداري وليس السياسي.
فكرة مشروع كوالالمبور برمته تقف عند حدود ترسيم الفارق بين السعي لتسلم الإدارة والحكم من خلال الانتخابات والشارع والصناديق وبين الاستعداد الفعلي لممارسة الإدارة بعد المشاركة في السلطة أو تسلمها.
مصدر مشارك قال: بأن مهاتير محمد نفسه طلب من المشاركين في النقاش وبينهم نخبة من أقطاب جماعة الإخوان في العديد من الساحات الانشغال في الإجابة على السؤال المتردد دوما حول عدم وجود رؤية تنفيذية للإدارة ونمط حكم في الواقع على الأساس البرامجي.
بالنسبة لأوساط إخوانية عربية انعقاد المحاولة النقاشية في ماليزيا تحديدا وبرعاية مفكر من وزن مهاتير محمد وفي هذا الظرف يعني التحدث في موضوعات مهمة في بلد استحكم ونجح فيه برنامج إدارة اقتصادية على أساس تفكير إسلامي.
بكل الأحوال يعتقد مراقبون أن تجربة الإخوان المسلمين في المشاركة العامة وتسلم بعض الوزارات في الأردن بالسابق ساهمت في إجلاس الشيخ بني ارشيد في موقع الأمين العام لمنتدى كوالالمبور خصوصا وان الساحة الأردنية قياسا بالجوار لا زالت «هادئة» عندما يتعلق الأمر بأوضاع الإخوان المسلمين وعلاقتهم بالسلطة.
المسؤول الإعلامي لإخوان الأردن الشيخ مراد العضايلة يعتقد أن تجربة الحركة الإسلامية الأردنية وخبراتها واستقرار هذه الخبرات تجعلها معنية بالتقييم والدراسة مشيرا إلى ان منتدى كوالالمبور محاولة ذهنية وفكرية للبحث في بعض الأسئلة والاستفسارات وبجرأة وانطلاقا حتى من فعاليات التقييم الذاتي.
لا يخفي العضايلة وآخرون من إخوان الأردن شعورهم بأن منتدى كوالالمبور وظيفته الأساسية كما تفهم ضمنيا قد تكون إنتاج مجموعة وثائق وآليات وتصورات وبرامج إدارة وحكم في قطاعات متعددة وعلى أساس معطيات الواقع الإداري والعملي واستنتاج ما يمكن استنتاجه من برامج ممارسة من النظريات الفقهية.
ما اقترحه مهاتير محمد حسب مصادر على المجتمعين في ضيافته الاستفادة من تجارب الإخفاق وتحديات ما حصل في عدة ساحات من بينها مصر على أساس النزول قليلا للواقع والتخفيف من «النظريات الفقهية» التي تحكم عمل جماعات وفروع الإخوان المسلمين في المنطقة والعالم.
معادلة كوالالمبور كما علم تختبر إمكانية التخفيف من نفوذ نظريات «الفقة الإخواني» دينية الطابع التي تحتكر الاتجاه والقرار لصالح مشاريع إدارة مباشرة تحت العناوين البيروقراطية والاقتصادية.
المقصود بلغة أبسط إقناع مؤسسات الإخوان المسلمين في العالم العربي بأن التجربة الماليزية أصلا نجحت لأنها إشتبكت بكل القطاعات الاقتصادية والتجارية وابتكرت بعض الأساليب دون العمل على تكريس سطوة النصوص الفقهية.
في التفاصيل تحث مؤسسة كوالالمبور الحديثة باسم منتدى مهاتير محمد على دراسة أنماط إدارة مسبقا لكل القطاعات مثل مشاريع للتطوير الإداري وللعمل في قطاعات النقل والمصارف والبنوك وحتى اٌلإقراض الزراعي والتعاطي مع أسواق الأسهم والاستثمارات في مشاريع البنية التحتية وفي الخدمات العامة بما فيها التعليمية