أخبار البلد - تعبير أبي محمد المقدسي المنظر الأبرز على الساحة المحلية للتيار السلفي الجهادي عن انزعاجه من كثرة وجوده في السجن خلال 20 عاما في الأردن ومنذ عام 1994، له ما يبرره برأي محاميه موسى العبداللات، على أساس أن الرجل قضى نحو 70 % من هذه الحقبة الزمنية خلف القضبان.
وجود المقدسي في الحجز استمر للأسبوع الثالث على التوالي، والتهمة التي وجهت له تتعلق بالتواصل الإلكتروني مع جماعات إرهابية، خلافا للقانون، لكن الرجل لم يعترف بالتهمة وشدد على انها سياسية، ورفض توقيع إفادة رسمية لدى أجهزة التحقيق، كما يرفض للأسبوع الثاني على التوالي التوقيع على الإفادة المطلوبة منه لدى الإدعاء العام.
بهذا المعنى يحاول المقدسي جعل مسألة احتجازه "سياسية الطابع" وبسبب رأيه في التحالف، لكن وفقا لمصادر رسمية توجد أدلة وقرائن على أن المتهم المقدسي تَواصل عدة مرات مع شخصيات ومجموعات إرهابية في سورية والعراق عبر موقع المنبر الجهادي، الذي يديره في سلوك يرى المقدسي أنه لا يخالف القانون.
من زاوية رسمية لا يمكن تمييز المقدسي دون غيره، والمحاكمة الحالية لا علاقة لها برأيه السياسي، إنما بنشاط محدد ينطوي على "تجريم" بموجب القانون، خصوصا وان نحو 50 أردنيا تم إيقافهم بالتهمة المتعلقة بالشبكة العنكبوتية نفسها خلال الشهرين الماضيين.
العبداللات أبلغ "العرب اليوم" ان عدد الموقوفين يزيد على 100 حتى الآن، جميعهم من نشطاء التيار السلفي الجهادي، وسيحالون للمحكمة، اما عدد المحالين فعلا للمحكمة حتى اللحظة فهم 50 شخصا، من الواضح أن جميعهم متهمون بجريمة التواصل الإلكتروني مع المنظمات الإرهابية في سورية والعراق. من زاوية المقدسي محكمته سياسية، وبسبب دعوته العلنية للمصالحة بين التيارات الجهادية، وبالنسبة للحكومة لا مجال للتساهل مرحليا مع أية دعوات يمكن ان تبرر جرائم الإرهاب أو توفر لها أي غطاء شرعي، حسب مصدر في القضاء العسكري يؤكد ان يد العدالة والقانون ستطال كل من يسوق الإرهاب أو يتواصل معه أو يبرره.